الحبيب الصيد في المغرب... ليبيا في الصدارة

الحبيب الصيد في المغرب... ليبيا في الصدارة

08 فبراير 2016
الزيارة الرسمية الأولى للصيد إلى الرباط (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
يحلّ رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، ضيفاً على المغرب، في زيارة رسمية تبدأ اليوم الثلاثاء، لغاية الخميس 11 فبراير/شباط الحالي. وتعدّ هذه الزيارة الرسمية الأولى للصيد إلى المملكة بصفته رئيسا للحكومة التونسية. وأفادت مواقع إخبارية فرنسية وتونسية، بأنّ الحبيب الصيد استأنف نشاطه السياسي بعدما تعرّض لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى العسكري في العاصمة تونس، مبرزة أنّ هذه الزيارة الرسمية مناسبة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين، ومناقشة الملفات الاقتصادية والأمنية، والأزمة الليبية.

ويتطلع البلدان (تونس والمغرب) إلى هذه الزيارة، باعتبار أنها تشكل دفعاً نحو تطوير العلاقات الثنائية، التي كانت أكثر ازدهاراً في فترة الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة التونسي السابق، المهدي جمعة، إذ زار ملك المغرب، محمد السادس تونس صيف 2014، وحينها تم توقيع 23 اتفاقية بين البلدَين.

ولم يزر الرئيس التونسي الحالي، الباجي قائد السبسي منذ انتخابه عام 2014 المغرب، بينما زار الجزائر في فبراير/ شباط عام 2015، لتقريب وجهات النظر بين البلدين. بيْدَ أن العلاقات المغربية ـ التونسية بقيت كما هي عليه، من دون أن يطرأ عليها أيّ تحول، على الرغم من تحليلات إعلامية تؤكد وجود "ركود" في هذه العلاقات، نظراً لانشغالات تونس في ملفات اجتماعية وأمنية مرتبطة بمحاربة الإرهاب.

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، رئيس منظمة العمل المغاربي، الدكتور إدريس لكريني، أنّ زيارة الصيد إلى المغرب مهمة جداً، نظراً إلى الظروف الداخلية التونسية والإقليمية التي تشهدها البلاد. ويعتبر لكريني في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه الزيارة "تجسيد لعودة تونس إلى محيطها الإقليمي والدولي بعد انشغال مكثف بترتيب البيت الداخلي في أعقاب الإشكالات الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية التي واكبت الحراك الذي شهده هذا البلد المغاربي. كما أن الأمر سيكون رداً على مجمل الأصوات التي اعتبرت أن العلاقات بين البلدَين تمرّ بحالة فتور منذ فترة"، على حدّ قوله.

ويشير المحلل ذاته، إلى أنّ "الزيارة تأتي في مرحلة تنامت فيها التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة المغاربية برمتها، بعد تصاعد مخاطر الإرهاب، واستغلال العديد من الجماعات المسلحة للوضع القائم في ليبيا للتموضع في المنطقة، وتزايد احتمال تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، في خضم الارتباكات التي يعرفها تنفيذ اتفاق الصخيرات على أرض الواقع". ويؤكّد الأستاذ الجامعي، أنّ "الملف الليبي سيكون حاضراً، خصوصاً أنّ الأمر يتطلب تنسيقاً للمواقف والجهود بين طرفَين رئيسيَّين داخل البناء المغاربي لمواجهة مخاطر مشتركة، لافتاً إلى أنّ الملف الأمني مطروح بحدّة على مائدة النقاش بين الجانبين".

ويشير لكريني، إلى أنّ الزيارة تنكب أيضاً على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين والسعي لتفعيل العديد من الاتفاقيات التي أبرمت بين الطرفين خلال الزيارة الملكية الأخيرة لتونس عام 2014 في عهد المرزوقي. ولم يفت رئيس منظمة العمل المغاربي، التأكيد على أنّ هاجس البناء المغاربي مطروح أيضاً خلال زيارة الصيد، خصوصاً أنّ الطرفَين دأبا على الدعوة لتجاوز جمود الاتحاد وتفعيل مختلف الاتفاقات المبرمة بين أعضائه في هذا الخصوص.

اقرأ أيضاً: تحضيرات تونسية لمواجهة ارتدادات التدخّل المحتمل في ليبيا

المساهمون