فاشية "بيغيدا" تضرب بريطانيا: مسيرات ضدّ "الغزو الإسلامي"

فاشية "بيغيدا" تضرب بريطانيا: مسيرات ضدّ "الغزو الإسلامي"

06 فبراير 2016
تحركات رافضة لعنصرية "بيغيدا" (جيوفين سو/getty)
+ الخط -

تنظم حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة اختصاراً باسم "بيغيدا"، اليوم مسيرات في 14 مدينة أوروبية. ومن بين المدن التي تشهد مسيرات للحركة المناهضة للإسلام والمهاجرين، مدينة بيرمنغهام البريطانية، والبولندية وارسو، والتشيكية براغ، والهولندية أمسترادام، فضلاً عن مدينة درسدن الألمانية، التي أُسست فيها الحركة عام 2014.

اقرأ أيضاً: فرنسا تمنع تظاهرات "بيغيدا" ضد اللاجئين..والصحافة تكشف التفاصيل 

وتشارك حركة "بيغيدا" البريطانية التي تأسست مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي في فعاليات ما يعتبره قادة الحركة "يوم الوطنيين". ويتقدّم صفوف أنصارها مؤسس الحركة الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية، تومي روبنسون، الذي يُؤمن بأنّ لدى بريطانيا مشكلة إيديولوجية لا تقتصر على استيعاب المهاجرين المسلمين، بل هي مشكلة مع الإسلام. ويدّعي زعيم فرع "بيغيدا" في بريطانيا أن الإسلام يحمل "إيديولوجية فاشية"، وتعاطفه مع المسلمين الذين يعتبرهم "ضحايا الإسلام".

ويعتبر روبنسون أن قادة بريطانيا وأوروبا إنما يعملون ضدّ مصالح شعوبهم عندما يفتحون حدودهم أمام ما يصفه بـ"غزو المهاجرين"، وبالتالي لا بد من تشكيل مقاومات في بريطانيا وكافة الدول الأوروبية على غرار حركة "بيغيدا" الألمانية من أجل التصدّي لتدفق اللاجئين. ويزعم منظمو مسيرة "بيغيدا" في بيرمنغهام، أن المسيرة السلمية تأتي احتجاجاً على ما يقولون أنه "أسلمة" المملكة المتحدة وأوروبا. ويقول السياسي المتطرف ورئيس "بيغيدا"، بول ويستون، إن أوروبا تشهد حالياً "غزواً" من المهاجرين المسلمين، وإنّ "حرباً أهلية" من المحتمل أن تتطور في أوروبا في العقود القليلة المقبلة إذا لم تتوقف هجرة المسلمين فوراً.

وفي وقت حشدت فيه حركة "بيغيدا" البريطانية أنصارها للمشاركة في مسيرة اليوم "السلمية والصامتة" و"الخالية من المشروبات الروحية"، دفاعاً عما وصفته بـ"حماية بلادنا، حماية ثقافتنا، حماية مستقبلنا"، أصدر قادة مجلس مدينة برمنغهام بياناً دعوا فيه الى مقاطعة المسيرة والأفكار القائمة على التحيز والتعصب والكراهية. ووصفت حملة "ضدّ الفاشية" حركة "بيغيدا" البريطانية باليمينة المتطرفة التي تحاول استنساخ نماذج الكراهية التي ظهرت في دول أوروبية أخرى، وهو ما لا يتوافق مع الثقافة البريطانية القائمة على التعددية واحترام الغير.

وانضم زعيم حزب "العمال"، جيرمي كوربن، الى رجال دين يمثلون الكنيسة في برمنغهام، وسياسيين يمثلون مختلف أطياف الأحزاب السياسية البريطانية، ومنظمات المجتمع المدني للاحتجاج على المسيرة وإدانة حركة "بيغيدا"، واعتبارها تشجع على التطرف وتستهدف المسلمين بالكراهية والعنصرية.

ووجه الزعيم العمالي رسالة مفتوحة الى حركة "بيغيدا" حملت عنوان "اخترنا الأمل" في مواجهة الكراهية، ودعت الرسالة مناهضي الفاشية بقيادة الأمل لا الكراهية، وإظهار معارضتهم لـ"بيغيدا"، عبر التوقيع على وثيقة يتعهدون فيها بتناول كأس من الشاي مع شخص من جنس أو دين مختلف، ونشر صور على الإنترنت لأنفسهم مع أشخاص من أطياف مختلفة من المجتمع. وقد وقع على التعهد نواب من أحزاب العمال، والمحافظين، والخضر، وشخصيات وقادة من الكنيسة الكاثوليكية، وممثلين عن المساجد والمعابد في مدينة برمنغهام، وأسقف برمنغهام.

وكانت مجموعة من الناشطين اليمينيين قد أسست رسمياً فرع حركة "أوروبيون وطنيون ضدّ أسلمة الغرب" المعروفة اختصاراً باسم "بيغيدا" في بريطانيا في الرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي، في حفل أقيم بمدينة لوتن في مقاطعة "بيدفوردشير" شمالي العاصمة لندن. وزعم مؤسسو الفرع البريطاني للحركة أن الدين الإسلامي "إيديولوجية فاشية". ويشرف على المجموعة البريطاني روبنسون، أحد مؤسسي لجنة الدفاع الإنجليزية، الذي أعلن خوضه حملة على ما يسميه "أسلمة أوروبا".

ويزعم روبنسون "لدينا مشكلة أيديولوجية في البلاد مع الإسلام، لأنه لم يندمج بأي شكل من الأشكال". وأعلنت المجموعة بول واتسن، الذي سبق أن ترشح إلى الانتخابات العامة في بريطانيا وتعرّض للاعتقال بسبب تصريحات معادية للإسلام، رئيساً لفرع "بيغيدا" في بريطانيا، كما انضمت الى قيادة المجموعة الناشطة المعادية للإسلام آن ماري، رئيسة مركز "مراقبة الشريعة".

ولطالما حذر مرصد "الإفتاء" للإسلاموفوبيا، من إطلاق مجموعة "بيغيدا" المعادية للإسلام، مجموعة تابعة لها في بريطانيا، مؤكداً أن اتهام الإسلام بـ"الفاشية" يعكس جهلاً كبيراً بالإسلام، الذي لا يعرف النزعة العنصرية المتطرفة، وهي أهم الخصائص الأساسية للفاشية.

ولم تتمكن "بيغيدا" البريطانية من حشد أكثر من 400 مشارك في أول مسيرة نظمتها في مطلع مارس/آذار الماضي، في حين شارك نحو ألفي شخص في تظاهرة مضادة رفع المشاركون فيها لافتات كتب عليها: "أوقفوا بيغيدا"، و"كلا للعنصرية والإسلاموفوبيا"، و"نيوكاسل متحدة ضد العنصرية والفاشية والإسلاموفوبيا". كما ردّدوا هتافات من قبيل :"كلا للفاشية". وقد ساند مشجعو نادي "نيوكاسل يونايتد"، المسيرة المناهضة لحركة "بيغيدا". ولا يخفي أنصار "بيغيدا" وغيرهم من التشكيلات السياسية البريطانية اليمينية مخاوفهم من تزايد عدد المسلمين في بريطانيا، وتنامي بؤر التشدد الإسلامي في ثنايا المجتمع البريطاني بعدما تخطى عدد المسلمين في المملكة المتحدة حاجز الـ3 ملايين.

اقرأ أيضاًدونالد ترامب في كل مكان: نُسَخ أوروبية للعنصرية الصاعدة