أوروبا تناقش إبعاد اليونان من "شينغن"

أوروبا تناقش إبعاد اليونان من "شينغن"

13 فبراير 2016
تخشى اليونان إبعادها لفترة زمنية من شينغن (العربي الجديد)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد" من مصادر أوروبية مطلعة أن "هناك غضباً أوروبياً من سياسة الباب المفتوح لليونان مع اللاجئين، تحديداً السماح للمسجلين كطالبي لجوء بالتوجه شمالاً عبر البلقان إلى وسط أوروبا". وتضيف المصادر أن "الأمر بات لا يُطاق لدول عدة، بينها السويد والنمسا والدنمارك ودول الاتحاد في شرق أوروبا، في ظلّ وقوف ألمانيا في حالة حيرة من الطرح، وهي الحريصة على بقاء عقد الاتحاد واتفاقية شينغن قائمة".
مع العلم أن "العربي الجديد" كان قد حصل في أوج أزمة اللجوء، منذ أشهر، على تسريب لخطة تجري مناقشتها، وتقضي بنقل حدود الاتحاد الأوروبي شمالاً، متجاوزاً اليونان، لتبدو أثينا خارج حدود "شينغن". وما تجري مناقشته حالياً، هو "إمكانية تحضير طرح جدي في القمة المقبلة، عبر مفاوضات ثنائية بين وزراء أوروبيين لإخراج اليونان من الاتفاقية".

ما يقلق أثينا، وفق تلك المصادر، أن "اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس وزراء الدنمارك لارس لوكا راسموسن، شهد طرحاً جاداً لتكوين جبهة تُهدّد اليونان إما بتغيير سياستها أو أن تجد نفسها خارج اتفاقية حرية الحركة شينغن".

كما باتت دول عدة في الاتحاد الأوروبي، تتفق على شعار "لن نستطيع التعايش مع عام آخر يشبه العام السابق، لجهة تدفق أكثر من مليون طالب لجوء ومهاجر إلى البرّ الأوروبي، خصوصاً عبر اليونان".
وتعزز الأرقام التي تخرج بها منظمات دولية، كمنظمة الهجرة العالمية والمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، مخاوف الدول الأوروبية من أن تجد نفسها مع بداية الربيع، أمام تدفق أكبر من الذي شهدته أوروبا العام الماضي، وهو ما دفع إلى مناقشة جديّة لوضع حلف شمال الأطلسي في مواجهة التدفق عبر بحر إيجه.

اقرأ أيضاً: إجراءات أوروبية مشددة لمنع تدفق اللاجئين

وتطالب بعض دول الاتحاد الأوروبي بإيجاد "حل جذري لأسباب هذه الهجرة نحو أوروبا"، وفق ما يقوله مطلعون على المناقشات، لكنهم يضيفون أن "المشكلة هي في غياب إرادة أوروبية حقيقية لإنهاء الأسباب، وهم يتوجهون حتى في مؤتمر ميونيخ إلى معالجة الآثار الجانبية، لا السبب الرئيسي".

كما طرحت بعض الدول الأوروبية سيناريوهات تحمل تهديداً، يراد تحويله إلى سياسة رسمية في القمة المقبلة لدول الاتحاد بتغيير حدود "شينغن"، وهو ما يجري التلويح به بوجه اليونان منذ العام الماضي. لكن يبدو أن الوقت واتساع الكتلة المؤيدة، ربما يدفع باتجاه هذه الخطوة سريعاً.

غير أن السيناريو الآخر الذي يراد من أثينا تطبيقه بشكل جذري، هو السماح لدول معينة في الاتحاد للقيام بنفسها بحماية الحدود اليونانية، كجزء من حماية حدود أوروبا الخارجية. لكن هذه الخطوة تصطدم برفض اليونان عناصر تابعة لمنظمة "فرونتيكس" (وكالة أوروبية تعنى بمراقبة وحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي) تحمل صبغة عسكرية هولندية ودنماركية، في وقت تتمّ فيه محاولات إقناع أثينا بأنها "غير قادرة على التصرف لوحدها".

ويترافق هذا النقاش مع خوف من انفراط ليس فقط عقد "شينغن"، بل حتى الاتحاد الأوروبي، وتحوّله لتكتلات متضاربة التوجهات والمصالح، وهو ما يدفع بعض الدول إلى التشديد على أن تحزم أثينا موقفها، ولو أدى الأمر إلى "إخراجها مؤقتاً من اتفاقية شينغن". الخيار الذي يطالب الاتحاد الأوروبي القيام به هو بإرسال قوات نحو حدود مقدونيا، إن لم تسمح اليونان بوجود عسكري أوروبي على أراضيها، أو تليين موقفها في مرحلة الأخذ والرد التي تجري في الكواليس.

أما بالنسبة للدول التي تؤيد هذه الخطوة ضد اليونان، فتبدو أقرب إلى تكتل في طور التأسيس والتوسع، مؤّلف من معظم دول الشمال، تؤدي فيه الدنمارك والسويد دوراً رئيسياً في هذا الحراك، بتأييد "الكتلة الشرقية" في الاتحاد الأوروبي، وهولندا والنمسا.

اقرأ أيضاً: استخدام القوة ضد المهاجرين.. دعوات تتصاعد في أوروبا