50 يوماً على معارك الموصل... الحسم ما زال صعباً

50 يوماً على معارك الموصل... الحسم ما زال صعباً

04 ديسمبر 2016
نازحون ينتظرون دورهم في المعونات الغذائية (توماس كوكس/فرانس برس)
+ الخط -
أنهت القوات العراقية المشتركة وضع الخطط الجديدة الخاصة بمدينة الموصل وضواحيها، وذلك بعد 50 يوماً من القتال المتواصل، حققت فيها نجاحاً واسعاً في بلدات وقرى عدة، إلا أنها تعثرت في مرحلتها الرابعة، المتضمنة اقتحام مركز المدينة وإنهاء سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها.


في هذا السياق، علمت "العربي الجديد"، أن "قيادة العمليات المشتركة أجرت تغييرات جذرية على الخطة الخاصة باقتحام المدينة، التي باتت خططاً عدة، لا خطة واحدة، بواقع خطة مستقلة لكل محور من محاور الهجوم الأربعة، التي تلف المدينة، بهدف إرباك التنظيم وتشتيت قواته على مختلف المحاور".

في هذا الصدد، قال العقيد سالم حسين العبودي لـ"العربي الجديد"، إن "لكل محور خطته الخاصة وقائداً عسكرياً يرتبط بغرفة القيادة المشتركة، ومنها يتلقى أوامره". وأضاف أنه "من المؤمل أن تشهد ساعات اليوم الإثنين وغد الثلاثاء، تقدماً ملحوظاً بعد جمود محاور وتراجع أخرى خلال الأيام الماضية، بفعل عوامل ساعدت التنظيم على الصمود، أبرزها الانتحاريون والقنّاصة، فضلاً عن استغلاله المدنيين كنقطة ضعف يحتمي بهم من دون أن نتمكن من استخدام السلاح الثقيل داخل الأحياء المأهولة بالسكان". وكشف أن "أمس الأحد شهد نقل قطعات جديدة إلى ساحات المعركة وعلى مختلف المحاور، واستبدال أخرى منهكة من معارك الأسابيع السبعة الماضية". وأكد أن "غالبية القوات التي تم استبدالها هي من الفرقة السادسة عشر والتاسعة".

من جانبه، نوّه مصدر عسكري بقيادة عمليات تحرير نينوى، إلى أنه "وصلت وحدات صغيرة من مليشيات الحشد إلى منطقة كوكجلي، في المحور الشرقي للموصل". وأضاف أن "نحو 300 عنصر من مليشيا علي الأكبر والنجباء والعصائب وبدر وحزب الله العراقية وصلت إلى المحور الشرقي بثياب الجيش العراقي، وأعلنت عن نفسها بأنها جيش لا مليشيات الحشد".

وأضاف المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "مجيء المليشيات يأتي بعد عجز القوات النظامية عن إدارة حرب شوارع في أحياء القادسية والشيماء والبكر في شرق المدينة، بشكل يصبّ في صالح عمليات التحرير وكونهم أكثر خبرة بمثل هذه المعارك". وفي الوقت نفسه، أبدى خشيته من "ارتكابهم جرائم وانتهاكات إنسانية على غرار المحورين الجنوبي والغربي، الذي يتواجدون فيه في معركة الموصل". ولفت إلى أن "أمر وصولهم لم يعلن وتم منحهم غطاء الجيش و(رئيس الوزراء حيدر) العبادي وافق على ذلك، كونه يريد نصراً تحت أي ظرف قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الحالي".

وعلمت "العربي الجديد"، أن "مئات المقاتلين وصلوا بعربات مدنية وأخرى عسكرية، واستقروا في منطقة المخازن، قرب حي الإذاعة شرق الموصل، من بينهم معمَّمون". كما مُنع صحافيون من الاقتراب أو التقاط أي صور لتجمعات المليشيات، بينما سُمح لصحافيين يعملون في قنوات تابعة للحكومة والمليشيات بالبقاء.



وشهدت محاور القتال في الموصل اشتباكات متقطعة وأخرى عنيفة، كان أوسعها في المحور الشرقي للمدينة. كما سقط أكثر من 60 مدنياً بقصف للطيران، استهدف أحياء المدينة، وقصف شنّه داعش على أحياء محررة شرق المدينة، راح ضحيته نساء وأطفال".

ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإن "المعارك تركّزت في أحياء القادسية والبكر، المحررة أصلاً قبل أيام، بعد توغّل لتنظيم داعش، مستغلاً الأمطار والضباب، متغلغلاً في مناطق عدة، ومتحصناً بين الأزقة والشوارع الضيقة".

في المقابل، استؤنفت المعارك من المحور الشرقي، بعد وصول القطعات الجديدة إلى محور تلكيف، شمال الموصل، بينما اقتصرت المعارك في المحور الجنوبي، على القصف المدفعي وإطلاق نار متبادل على مسافات بعيدة بين الجانبين. وفي الوقت عينه، أحرزت مليشيات "الحشد" تقدماً في المحور الغربي، من خلال إكمال حصارها بلدة تل عبطة، قرب تلعفر.

بدوره، ذكر العقيد في قيادة عمليات نينوى باسم الحمداني، أنّ "المدنيين الذين يتخذهم داعش كدروع بشرية، هم التحدي الأكبر الذي يواجه قطعاتنا". وأضاف الحمداني في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "القطعات العراقية حققت تقدماً في محاور عدة، وأنّ وجود المدنيين تسبّب بتباطؤ المعارك"، منوهّاً إلى أن "قيادة العمليات وضعت خططاً كفيلة بحماية المدنيين، تحرز من خلالها تقدماً، حتى وإن كان بطيئاً".

من جانبه، أفاد معاون قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب العميد الركن حيدر العبيدي، أن "داعش فخخ الطائرات المسيّرة لاستهداف القادة العسكريين ولكن القوات العراقية أحبطت هذه المحاولات، وتم العثور على معملين شرق الموصل لتصنيع الطائرات المسيّرة".

وأشار في مؤتمر صحافي عقده قرب الموصل، إلى أن "القوات العراقية سيطرت على أجزاء كبيرة من الساحل، بوصولها إلى نهر الخوصر، الفرعي من نهر دجلة"، لافتاً إلى أن "التغييرات الجديدة بالخطة كفيلة بإحراز تقدم خلال الأيام المقبلة القليلة". كما جددت قيادة العمليات المشتركة إعلانها عن قطع الطريق بين الموصل والأراضي السورية، على الرغم من تقارير تؤكد استمرار حركة التنظيم على طول الحدود مع وجود عشرات الأنفاق التي تربط البلدين.

وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى الزبيدي، إن "قوات الفرقة التاسعة والفرقة 15 تحقق تقدماً كبيراً في محاور عملياتها ضمن معركة استعادة مدينة الموصل"، مشيراً إلى أن "الطريق الذي قطعته هذه القوات هو آخر طريق إمداد للتنظيم يربط معاقله في العراق بالخارج". وكشف عن "خطط لاقتحام أحياء جديدة خلال اليومين المقبلين".