مساعٍ فاشلة لجمع حفتر ومعارضيه في تونس

مساعٍ فاشلة لجمع حفتر ومعارضيه في تونس

12 أكتوبر 2016
تصاعد دور روسيا في ليبيا (عبد الله دوما/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" في تونس فشل مساع لعقد اجتماع في تونس يجمع الأطراف الليبية المتصارعة، بمن فيهم اللواء خليفة حفتر. وأكدت المصادر أنه كان يُفترض عقد هذا الاجتماع منذ حوالى أسبوعين، لكنه فشل بسبب رفض حفتر عقد هذا اللقاء، مع هذه الأطراف أولاً، وفي تونس ثانياً، التي يعتبر الشرق الليبي أنها منحازة في الصراع الليبي إلى حكومة الوفاق وإلى الغرب الليبي عموماً.

وعلى الرغم أن الأطراف التي دعت الى هذا اللقاء هي أطراف تونسية غير رسمية، فإن حفتر رفض المشاركة بسبب ما وصفته المصادر بـ"انتفاخ الجنرال" بعد سيطرته على الهلال النفطي، وإحساسه بتصاعد دوره في المعادلة الليبية، وبالتوازن الجديد الذي نتج عن ذلك، حيث أصبحت بعض الدوائر الغربية تتحدث عن ضرورة إشراكه في الحل الليبي. وأمام هذه الوضعية الجديدة، التي تصفها المصادر المطلعة بالمأزق السياسي، حيث يصر كل معسكر على موقعه، فقد أشارت إلى أن الحل الليبي اليوم، قد يكمن في مقاربة جديدة، بعد فشل المقاربة الغربية في حلحلة الوضع وإنهاء الأزمة الليبية الآخذة في التصاعد، والتي تهدد كامل المنطقة المجاورة، بمن فيها تونس والجزائر ومصر. وتؤكد المصادر أن الخلافات الغربية الواضحة حول الحل في ليبيا، ما بين فرنسا من ناحية، وإيطاليا والولايات المتحدة من ناحية أخرى، وأمام قصور الدور الإقليمي العربي والأفريقي وأطماع بعضها في ليبيا ورغبتها في الاستئثار بالحل في هذا البلد، فإن هناك مساعيّ لإيجاد مقاربة مختلفة تقوم على محور جديد، تركي سعودي، أو تركي سعودي جزائري، بإمكانه إحداث فارق حقيقي في ليبيا، إذا ما صدقت نواياها في إنهاء المأساة الليبية.

ولم تتحدث المصادر عن دور تونسي مباشر، معتبرة أن الوجود الجزائري يعني تونس بطريقة غير مباشرة، حيث تتماهى تقريباً مواقف البلدين في ليبيا، خصوصاً إزاء الرفض المطلق لأي تدخل أجنبي، وهو ما تجدد أخيراً، في زيارة رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد الى الجزائر، حيث أكد الطرفان من جديد نفس الموقف. وفي المقابل، تشير المصادر الى تصاعد الدور الروسي في ليبيا، على الرغم من أنه جاء متأخراً، لكنها تعتبر أن موسكو لم تخسر شيئاً على هذا الصعيد، حيث راوح المشهد الليبي مكانه منذ سنوات، ولم تنجح الدول الأوروبية في حسم الملف لصالحها، وتعتبر أن شراهة الدب الروسي في البحر الأبيض المتوسط بلغت أقصاها، مع تغيير قواعد اللعبة في سورية، واختيارها الجناح المصري الشرق الليبي في المعادلة.

وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، طلب من الجانب الروسي خلال مباحثاته مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، المساعدة في التقريب بين الأطراف الليبية، وتحديد دور حفتر في هيئة جيش ليبي موحد. وبحسب موقع "روسيا اليوم"، فقد أكد كوبلر قبيل توجهه إلى نيويورك لتقديم تقريره إلى مجلس الأمن، أنه "من المهم أن يبقى الجانب الروسي على اطلاع حول ما أفعله، كما من المهم أن نحصل على نصيحتهم"، وبناء عليه "طلب من الجانب الروسي المساعدة في جمع ممثلي الشرق والغرب من أجل تشكيل حكومة وفاق وطنية وتحديد دور حفتر في هيئة جيش ليبي موحد. وأنا أعلم أن علاقة روسيا مع الجنرال حفتر طيبة".

المساهمون