لماذا فشل السلفيون في انتخابات المغرب؟

لماذا فشل السلفيون في انتخابات المغرب؟

11 أكتوبر 2016
السلفيون فشلوا في ولوج قبة البرلمان (فضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -


كان فشل السلفيين في ولوج قبة البرلمان، بعد أن عجزوا عن ضمان مقاعد برلمانية لهم، إحدى الأمور اللافتة في الانتخابات التشريعية، التي انتهت بفوز "العدالة والتنمية" وتكليف الملك، محمد السادس، زعيم الحزب، عبد الإله بنكيران، بتشكيل حكومته.

ولم يتمكن أبو حفص رفيقي عبد الوهاب، أحد الرموز السلفية سابقاً، والمعتقل السابق في ملفات الإرهاب، قبل أن يحظى بعفو ملكي خاص، من الفوز بمقعد برلماني في مدينة فاس، بعد أن ترشح وصيفا لقائمة يقودها حميد شباط، الأمين العام لحزب "الاستقلال"، والذي ضمن مكانه بمجلس النواب.

وأيضاً لم يفلح الشيخ، هشام التمسماني، ناشط سلفي بارز، ومعتقل سابق بدوره في قضايا الإرهاب، في الفوز بمقعد برلماني بمدينة طنجة شمال البلاد، باسم حزب "الاستقلال"، في الدائرة الانتخابية التي فاز فيها حزب "العدالة والتنمية" بثلاثة مقاعد برلمانية من بين أربعة مقاعد.

ولم يترشح الشيخ، عبد الكريم الشاذلي، أحد أبرز وجوه ما يسمى "السلفية الجهادية"، والمعتقل السابق بسبب تهمة الإرهاب، كما كان متوقعاً في مدينة الدار البيضاء لأسباب شخصية، كما صرح بذلك، لكنه ما زال منخرطاً في حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية".

واختار مشايخ سلفيون عدم الترشح في الانتخابات التشريعية بالمغرب، وعلى رأسهم الشيخ محمد الفزازي، الذي سبق للعاهل المغربي أن صلى خلفه صلاة الجمعة، وأيضاً الشيخ عبد الرحمان المغراوي، الذي راج بأنه دعا أتباعه إلى التصويت لفائدة حزب "الأصالة والمعاصرة"، بعد فتح دور القرآن المغلقة التي يترأسها.

ويعزو الباحث في الشأن الديني، منتصر حمادة، في حديثه مع "العربي الجديد" فشل السلفيين في الفوز بمقاعد برلمانية إلى ثلاثة مُحددات، الأول أن السلفيين المغاربة الذين صوتوا في الاستحقاق الانتخابي أغلبهم صوتوا لصالح حزب "العدالة والتنمية"، لأنه في العقل الإسلامي الحركي، التصويت عند الفاعل الإخواني أو السلفي يجب أن يطاول حزباً إسلامياً، أي حزب "العدالة والتنمية"، وليس حزباً غيره، سواء كان حزب "الاستقلال" أو "الأصالة والمعاصرة".

والمحدد الثاني، وفق منتصر، يتمثل في حملة الشيطنة، التي تعرض لها مرشحون سلفيون في الحملة الانتخابية، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، من طرف ما أصبح يصطلح عليه بـ"الجيوش الإلكترونية" التابعة للمشروع الإسلامي الحركي.

ويضيف أن المعطى الثالث يكمن في النتائج المتواضعة التي حققتها الأحزاب السياسية، التي ترشح باسمها السلفيون، مثل حزب "الاستقلال"، وبالتالي، من الطبيعي أن تنعكس حالة التراجع على نتائج ترشح السلفيين".


المساهمون