أوساط اسرائيلية ترجح انعكاسات "إيجابية" للتوتر بين الرياض وطهران

أوساط اسرائيلية ترجح انعكاسات "إيجابية" للتوتر بين الرياض وطهران

10 يناير 2016
من التظاهرات أمام السفارة السعودية في طهران(عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
تتفاوت أنماط التقديرات التي قدّمتها الأوساط الإسرائيلية بشأن تدهور العلاقات الإيرانية الإسرائيلية. ففي الوقت الذي يهتم فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين باستشراف تأثير توتر البلدَين على المصالح الداخلية، ينشغل آخرون ببلورة سيناريوهات تأثير هذا التوتر على الواقع الإقليمي. وكان واضحاً أنّ الأوساط اليمينية الإسرائيلية تراهن على التصعيد الإيراني ـ السعودي وترجّح أن يساهم في تحسين مكانة إسرائيل وفي تشتّت الأنظار عن الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، يزعم الرئيس الأسبق لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، يسرائيل هارئيل، أنّ "اتساع دائرة الصدع السني ـ الشيعي، كما يعكسه التوتر بين الرياض وطهران، يدلّ على أنّ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لا يسهم في المسّ باستقرار المنطقة، بعكس ما يردّد قادة الغرب"، على حد قوله.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس الخميس، يعتبر هارئيل أنّ "الصراع الإيراني ـ السعودي يخدم مصالح إسرائيل ويحسّن من مكانتها الاستراتيجية"، مشدداً على أن ا"نقسام العالم العربي على أسس مذهبية يسهم في تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها، لأنه سيفضي إلى تشرذم الدول العربية، ويصبح من الصعب أن يعيش السنّة والشيعة جنباً إلى جنب في الدولة ذاتها"، على حد قوله.

بدوره، يتفق الباحث اليميني، عومر دوستري، في مقال نشره في موقع "والا"، أمس الخميس، مع ما جاء في تقدير هارئيل، معتبراً أنّ الأزمة بين طهران والرياض "تُحسّن من قدرة تل أبيب على المناورة الإقليمية".
من جهته، يقول معلّق الشؤون العربية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، بوعاز بسموت، إنّ ما يثير القلق في الغرب من تداعيات الأزمة الإقليمية المتفاقمة بين السعودية ودول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى، هو تأثيراتها السلبية على الحرب التي يشنّها الغرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر، يوم الأربعاء الماضي، يشير بسموت إلى أنّ الدعوات "الفزّاعة" من قادة الغرب لكل من طهران والرياض للحوار، تأتي لأنّ "آخر ما يخدم المصالح الغربية هو أن يندلع صراع بين السعودية وإيران". ويلفت بسموت إلى أنّه "حتى روسيا تدرك أن الأزمة بين السعودية وإيران لا تخدم مصالحها، وهو ما جعلها تعرض جهودها للوساطة، على اعتبار أنها تخشى ألّا تتردد السعودية في التجنيد ضد إيران في سورية، وهو ما يمسّ بالمصالح الروسية أيضاً"، على حد قوله.

 اقرأ أيضاً: آفاق التهدئة والتصعيد بين الرياض وطهران... والمفاجأة التركية "السارّة"

ويشير المعلّق ذاته، إلى أنّ الغرب وروسيا يحاولان إقناع كلّ من طهران والرياض بخفض مستوى اللهب بالتحذير من خطورة استفادة "داعش" من هذه المواجهة. ويزعم أنّ السعودية ودول الخليج "لا يمكنها أن تراهن على أية مساعدة من قبل الولايات المتحدة".

ويتفق معلّق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي بارئيل مع بسموت، مشيراً إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما قلّصت هامش المناورة الإقليمية المتاح أمام السعودية عندما فضّلت التوصل إلى تفاهم مع روسيا وإيران بشأن سورية، من دون إبداء حساسية لمواقف الرياض.

وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر، يوم الأربعاء، يرجّح بارئيل أن تفضي الأزمة بين الرياض وطهران إلى تراجع فرص التوصل لتسوية سياسية سورية، على اعتبار أن توافق السعودية وإيران يعد متطلباً رئيسياً لأي اتفاق بسبب نفوذ إيران على النظام السوري ونفوذ السعودية لدى عدد كبير من قوى المعارضة السورية، على حد قوله. ويشير بارئيل، إلى أنّ الإيرانيين نظروا إلى إعلان السعودية عن تشكيل "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب" كأحد المظاهر التي تدلّ على القوة والحضور الإقليمي، ولتقليص هامش المناورة أمام طهران.

كما يلفت بارئيل إلى أن "إيران نظرت أيضاً بعين الريبة إلى قرار السعودية في تدشين سفارة لها في بغداد، أخيراً، على اعتبار أنها محاولة لمنافستها في أهم مناطق نفوذها في الإقليم". وفي السياق ذاته، يتوقّع رئيس دائرة الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، يرون فريدمان أن تفضي الأزمة بين إيران والسعودية إلى حدوث مزيد من التقارب بين الرياض وأنقرة، مشيراً إلى مذكرة التعاون الاستراتيجي، التي تم التوصل إليها بين الطرفين خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض. ويستبعد فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوم الأربعاء الماضي، أن تندلع مواجهة مباشرة بين إيران والسعودية، مستدركاً حديثه بالقول، إنّ "المواجهة يمكن أن تتمثّل في اشتداد الصراع في المناطق التي تتنازع كل من الرياض وطهران للسيطرة عليها".

اقرأ أيضاً: العراق وسيطاً بين الرياض وطهران... مبادرة أم تكليف إيراني؟

المساهمون