مواقف دي ميستورا... فصل من الانحياز إلى روسيا

مواقف دي ميستورا... فصل من الانحياز إلى روسيا

23 يناير 2016
انتقد دي ميستورا المعارضة أخيراً (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -
تتعرض المعارضة السورية، منذ أيام، إلى ضغوط متعددة الأطراف، وخصوصاً بعدما أبدت تمسكاً واضحاً برفض ضم أي من أسماء لا تنتمي إلى المعارضة إلى وفدها التفاوضي الذي من المقرر أن يشارك في محادثات جنيف المرتقبة، فضلاً عن رفضها جميع المحاولات لتشكيل وفد ثالث يشارك في المفاوضات. وهو ما جعل المعارضة تواجه ضغوطاً مباشرة أو بالوكالة، من الولايات المتحدة التي تتذرع بالرغبة في تسريع مسار التسوية السياسية ولو تطلب الأمر تقديم "تنازلات"، فضلاً عن روسيا التي لا ترى في المفاوضات إلا محطة من محطات حماية النظام السوري وشراء الوقت، وأخيراً المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا. وقد عمد الأخير إلى ترجمة ضغوطه من خلال مضمون التقرير الذي قدمة خلال جلسة تقييم مغلقة لمجلس الأمن، يوم الإثنين الماضي. وذكر دي ميستورا وفقاً لمجلة "فورين بوليسي"، أن "تحالف قوى المعارضة ورعاته، يصرّون على أولويتهم وتفرّدهم في وفد المعارضة" (إلى مفاوضات جنيف)، متبنياً بذلك وجهة النظر الروسية في ما يتعلق بهوية الوفد المفاوض الممثل للمعارضة، من دون أن يوجه لها أي انتقاد على الرغم من مجاهرتها بعرقلة المفاوضات.

ولم تتردد أطراف عدة في المعارضة في انتقاد المبعوث الأممي على خلفية ما ترى أنه "محاباة للروس ومحاولته فرض رؤية موسكو في المفاوضات المرتقبة". وفي السياق، يؤكد الأمين العام لـ"الائتلاف الوطني" يحيى مكتبي، في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، أن "هناك ضغطاً كبيراً من الروس على الموفد الأممي دي ميستورا، لقولبة الحل السياسي وفق الرؤية الروسية". ويضيف أنه "تجلّى ذلك في الجانب الميداني من خلال رفع وتيرة الإجرام الروسي باستخدام الطيران الحربي ضد كتائب الجيش السوري الحر، والتنكيل بشعبنا في المناطق المحررة من خلال قصف الأسواق الشعبية والمدارس والمستشفيات ومستودعات المساعدات الإنسانية". ويرى أن "الروس يسعون لإقحام أسماء ضمن وفد المعارضة، يرون أنها مناسبة ومتسقة، لتمرير ما تريده روسيا من إعادة تأهيل مجرم الحرب بشار الأسد ونظامه".

اقرأ أيضاً: تأجيل مؤقت لجنيف بلاءات روسية... ووفد النظام برئاسة "صقور"

من جانبه، يرى سفير "الائتلاف" في العاصمة الإيطالية روما، بسام العمادي، أن "الموفد الأممي يميل بالفعل إلى رؤية روسيا للحلّ في سورية، لأنه يعتقد أن الروس قادرون على فرض حلّ على الأطراف في سورية". ويضيف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الموقف الروسي أضعف مما توحي به اشتراطات موسكو التي وصفها بـ"الفاجرة، وغير المعهودة في تاريخ التفاوض". ويشير إلى أنه "من الواضح أن روسيا تستعجل بدء التفاوض بشروطها، ولا تريد تأجيله لفترة بعيدة، ذلك أنها كانت قد وضعت في حساباتها أن عملياتها العسكرية المكلفة التي ترهق كاهلها ستستمر لأربعة أشهر فقط، وهذا ما طلب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من البرلمان الروسي تفويضه به".

ويعتبر العمادي أن "ما أنجزته العمليات الروسية أقلّ بكثير مما يبررها، إذ لم تنجز سوى المجازر بحق المدنيين". ويتابع: "اكتشفت روسيا أنه لم يعد لدى النظام جيش يستطيع فرض سيطرته، حتى على الأرض التي تحرقها غارات الطيران الحربي".

ويعرب عن اعتقاده بأن "روسيا بدأت بالبحث عن مخرج سريع لا يريق ماء وجهها، ولا يظهر هزيمتها، ولذلك تحاول أن تنجز من خلال المفاوضات ما فشلت إيران والنظام قبلها في إنجازه، وهو إعادة الشعب السوري إلى بيت طاعة النظام".

ويمضي العمادي قائلاً إن "السياسة الروسية مصيرها الفشل، ولن تتمكن من فرضها لا على الشعب السوري، ولا على الوفد المفاوض، خصوصاً بعد أن أصبح الوفد يمثل المعارضة، والذي عليه الثبات على موقفه ورفض المحاولات الروسية وغيرها، ممن سيحاول وضع الضغوط لتثبيط تصميم السوريين على المتابعة، فالوقت الآن في صالحهم".

اقرأ أيضاً "جنيف السوري": روسيا تجاهر بالعرقلة والحياد الأميركي انحياز لموسكو