"إف بي آي" تتجسس على عرب ميتشيغين

"إف بي آي" تتجسس على عرب ميتشيغين

08 اغسطس 2015
الطائرات تحلق بسماء ديربورن حيث يقطن عرب (بيل بغليانو/getty)
+ الخط -
تشهد منطقة ديترويت الكبرى في ولاية ميتشيغين الأميركية، وخصوصاً مدينة ديربورن، التي تقطنها جالية كبيرة من العرب، تحليق طائرات تجسس منذ فترة. يأتي ذلك بموازاة تحذير أطلقه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) يوم الأربعاء الماضي من وجود "أفراد ذوي ملامح شرق أوسطية"، قال إنهم يتجولون حول منازل عسكريين أميركيين في ولايتي وايومنغ وكلورادو.

وقال سكان في مدينة ديربورن، التي يقطنها حوالي 40 ألف عربي من بين إجمالي سكانها البالغ عددهم 98 ألف نسمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ طائرات صغيرة الحجم تحلّق لفترات طويلة منذ عدّة أسابيع، في سماء المدينة.

اقرأ أيضاً: القصّة الكاملة لإعلانات الكراهية ضد مسلمي أميركا

وأكّدت مصادر حكومية أميركية أنّ الطائرات تجسسية، وتحلق داخل الأجواء الأميركية في إطار برنامج يديره (إف بي آي) للبحث عن إرهابيين محتملين أو مجرمين فارين أو جواسيس يعملون لصالح أنظمة أجنبية، وفقاً لما نقلته صحيفة "ديترويت نيوز" عن المصادر.

وفي وقت لاحق، علمت "العربي الجديد" أنّ مدير فرع مكتب التحقيقات الفدرالية في ديترويت باول آبيتي، التقى عدداً من قيادات الجالية العربية بمعية عضو الكونغرس الأميركي ديبي دينجل، وعضو مجلس مدينة ديربورن، مايك سرعيني.

ولم ينكر ممثل "إف بي آي" الطلعات التجسسية، لكنّه أكد لقيادات الجالية العربية، أنّ مكتب التحقيقات الفدرالي لا يستهدف أي مجموعة عرقية أو طائفة دينية أو جالية محددة، وانما يستعمل الطائرات لرفد قضايا محددة بالمعلومات.

وقال متحدث باسم "إف بي آي"، في بيان رسمي، إنّ مكتب التحقيقات الفدرالية لم يتلق أي معلومات يمكن الوثوق بها عن وجود تهديدات محتملة محددة.

وفي الإطار نفسه، أوضح الخبير الأميركي بشؤون الطيران روبرت سنيل، أنّ سبع طلعات على الأقل لطائرات التجسس المشار إليها تم رصدها في سماء منطقة ديترويت، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بينها تحليق طائرتين في أجواء مدينة ديربورن استمر فترات طويلة على ارتفاع منخفض جداً.

وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد أقرّ في وقت سابق للمرة الأولى في تاريخه بالاستعمال الواسع النطاق لطائرات تجسسية داخل الأجواء الأميركية. لكن المكتب أشار في تصريحات أدلى بها متحدث باسمه لوكالة "أسوشييتد برس" إلى أنّ تلك الطائرات غير مجهزة تقنياً لجمع معلومات عن مجمعات سكنية، وانما مجهزة لجمع معلومات فردية ذات صلة بتحقيقات جارية.

وقال المكتب إن هذا النمط من النشاط لا يحتاج إلى تصريح قضائي مسبق، مشيراً إلى أنه ليس الجهة الفدرالية الوحيدة التي تملك طائرات لغرض كهذا.

وتحدث المحامي في اتحاد الحريات المدنية ناتان فريد ويسلر عن شعور عام بالامتعاض لدى قيادات الجالية العربية في ولاية ميتشيغن، الذين طالبوا بتحقيق شفاف لإيضاح عدم استهداف أي مواطن أميركي أو مقيم بسبب أصله العرقي أو معتقده الديني.

في المقابل، قال رئيس شرطة ديربورن، رونالد حداد، الذي ينتمي هو نفسه إلى جذور عربية، إنه لا يعلم شيئاً عن برنامج "إف بي آي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم وجود ما يدعو للقلق.

ملامح شرق أوسطية

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الطلعات الأخيرة في سماء مدينة ديربورن روتينة أم استجابة لتهديد معين لا يعلم به سكان المدينة. غير أن فرعاً إقليمياً آخر لمكتب التحقيقات الفدرالية أصدر الأربعاء تحذيراً من وجود أشخاص ذوي ملامح شرق أوسطية يشتبه في أنهم يجوبون المناطق التي يعرفون بوجود منازل تابعة لعسكريين أميركيين فيها.

وجرى تعميم التحذير على جميع دوائر الشرطة في مختلف أنحاء ولايتي كلورادو ووايومنغ، ونشرت مضمونه صحف محلية في الولايتين. ونقلت الصحف ما روته زوجة أحد العسكريين الأميركيين في ولاية كلورادو من أن شخصين يتميزان بسحنتهما الشرق أوسطية اقتربا منها أثناء وقوفها عند مدخل منزلها، وحاولا التأكد منها ما إذا كانت زوجة محقق عسكري ذكروه بالاسم، لكنها أنكرت فقابلا إنكارها بالقهقهة، بحسب ما تروي، وانطلقا خارج الحي المستهدف بعد انضمام شخصين آخرين من ذوي ملامح مشابهة على متن سيارة داكنة اللون.

وقالت المرأة إنها كانت قد شاهدت السيارة نفسها في الحي الذي تقطن فيه في مناسبات سابقة. وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في تحذيره لأسر الجنود الأميركيين إنه تلقى بلاغات عن وقائع مماثلة في ولاية وايومنغ، طالباً من أقارب العسكريين الأميركيين اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

وكانت قواعد عسكرية أميركية قد تعرضت لهجمات انفرادية أسفرت عن سقوط العديد من العسكريين الأميركيين جراء إطلاق النيران عليهم من جانب منفذي تلك الهجمات. ومن ضمن الهجمات الأخيرة حادث إطلاق نار من سلاح رشاش نفذه شاب من أصل فلسطيني يدعى محمد يوسف في يوليو/ تموز في ولاية تينسي، كان هو نفسه من بين قتلى الهجوم، إلى جانب خمسة من عناصر مشاة البحرية الأميركية.

اقرأ أيضاً: إطلاق نار بمنشأتين عسكريتين يودي بحياة أربعة من المارينز

المساهمون