كيري ينتقد حرية التعبير في عهد السيسي..ويؤكد استمرار الدعم

كيري ينتقد حرية التعبير في عهد السيسي..ويؤكد استمرار الدعم

02 اغسطس 2015
حوار استراتيجي في القاهرة مع واشنطن (الأناضول)
+ الخط -
قال دبلوماسي مصري كبير، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي الذي بدأ أمس في القاهرة، بدأ بمنطق العصا والجزرة خلال الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والتي حاول فيها أن يمسك العصا من المنتصف بالنسبة للنظام السياسي المصري، وقال إنه من جانبٍ يسعى للتعبير عن سعي الإدارة الأميركية لدعم مصر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً والتعاون لمكافحة الإرهاب، وهو في ذات الوقت يوجه اتهامات لاذعة لغضّ النظام المصري الطرف عن الحريات، وخصوصاً الإعلامية، وممارسة القمع والقتل.

وقال إن كيري، ورغم أنه وضع عدة خطوات يمكن للبلدين التعاون في إطارها، مثل رغبة بلاده في العمل مع مصر لجذب رؤوس الأموال لمزيد من الاستثمارات والعمل المشترك من أجل حماية الملكية الفكرية والعلامات التجارية وبراءات الاختراع، واستعداد بلاده للتعاون مع مصر لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لخلق فرص عمل والتوسع في المنتجات التي يتم إنتاجها بالمناطق الحرة، إلا أن كيري أكد في ذات الوقت أهمية أن تعمل مصر والولايات المتحدة معاً من أجل دعم الإصلاحات السياسية والحوكمة الجيدة، لافتاً إلى أنها المنصة الصحيحة للحكم.

اقرأ أيضاًمصر: "رايتس ووتش" ترجح تصفية "إخوان أكتوبر"

وقال كيري إن مصر لديها تاريخ عظيم في مجال القيادة وكانت مركز العالم العربي ونحن ملتزمون بعلاقاتنا مع مصر مع الحفاظ على حرية الصحافة والتعبير وتمكين المرأة، وأنه لا يوجد دولة عظيمة يمكن أن تقبل بأقل من هذا، مشدداً على أن الصداقة بين مصر والولايات المتحدة ليست قائمة على اتفاقات مثالية أو التهديد، ولكنها قائمة على الوعي بالمصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب.

ورغم عدد من الانتقادات الواضحة والمبطنة، إلا أن كيري عاد وأكد عزم بلاده مواصلة تقديم الدعم لمصر اللوجستي والتدريبي لتحقيق التقدم للقوات العسكرية في مصر في إطار الدعم الأمني لها ودعمها في مكافحة التطرف، لافتاً إلى أن واشنطن سلّمت لمصر طائرات "إف 16" وأباتشي وعربات مصفحة وغيرها، وما زال هناك المزيد.

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن الولايات المتحدة لديها أفكار حول تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب وحماية الشباب من التحول إلى العنف في المقام الأول، لافتاً إلى أن عدد المتطرفين يتزايد مع الوقت وهو ما يستدعي استراتيجية لدعم السلطات الدينية والتعليمية.

وربط كيري بين تحول الشباب للتطرف وأهمية التعبير عن الآراء بحرية عن طريق عملية ديمقراطية، لافتاً إلى أن المواطنين يتأثرون بنشاطات المؤسسات داخل الدولة. وأكد أن العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأميركا قائمة على الفرص وليس التهديدات، وكلما زادت قوة مصر أصبح التعاون أفضل، مرحّباً بكل الخطوات التي اتخذها الرئيس السيسي، لافتاً إلى أنه ما زال هناك الكثير أمامه، مؤكداً أن هذا ليس من باب الانتقاد ولكن لتكون هناك مناقشات بشكل أفضل.

وعقب انتهاء المؤتمر الصحيفي مع نظيره المصري سامح شكري، التقى كيري الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

من جهته، قال شكري في المؤتمر الصحفي إنه لا توجد "خلافات كبيرة" بين بلاده والولايات المتحدة، لكن "هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من الموضوعات وهذا طبيعي".

اقرأ أيضاً: كيري ولافروف يجتمعان في الدوحة لبحث "حل في سورية"