لبنان: فشل حكومي وتهديد بالتعطيل والاعتكاف

لبنان: فشل حكومي وتهديد بالتعطيل والاعتكاف

14 اغسطس 2015
مجلس الوزراء يتجه نحو التعطيل (الأناضول)
+ الخط -
أُطلقت مجموعة من المواقف السياسية المتشائمة تجاه استمرار الحكومة اللبنانية وعملها، على وقع جلسة مجلس الوزراء، أمس الخميس، والتي فشلت بكل المعايير إلا في ضمان استكمال النقاش العقيم بين مكوّناتها.

الجلسة التي عقدت أمس بعد ساعات من تحرك التيار "الوطني الحر" (والذي يترأسه النائب ميشال عون)، وانعكس هذا المشهد داخل الجلسة التي اعترف خلالها رئيس الحكومة، تمام سلام، بالفشل والعجز، في حين أن استمرار هذه الأزمة الوزارية يهدّد رواتب القطاع العام في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، باعتبار أنّ وزارة المالية بحاجة إلى إصدار الحكومة مجموعة من القرارات ليتمّ صرف الاعتمادات اللازمة بهذا الخصوص.


اقرأ أيضاً أزمة الحكومة اللبنانية: وزير الاتصالات يعتكف رفضاً للتعطيل

وبهذا، تُضاف أزمة الرواتب إلى الأزمات الأخرى، وأبرزها ملف النفايات التي باتت تُكدّس في مناطق عشوائية في بيروت ومناطق جبل لبنان، ما ينذر بأزمة بيئية وصحية واجتماعية في ظلّ استمرار نقاشات الوزراء المختصين بهذا المجال.

ويبدو أنّ جلسات مجلس الوزراء متوجّهة لأن تصبح شبيهة بالجلسات التي يدعو إليها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية (منذ مايو/ أيار 2014)، أي بلا ثمار، ونتائجها معروفة، فيقاطع كل من تكتل عون و"حزب الله" وبقية فريق 8 آذار (باستثناء كتلة الرئيس بري)، ويحضر النواب الآخرون من دون حصول نصاب قانوني.

وفي هذا الإطار، أشار مصدر قيادة في التيار "الوطني الحرّ"، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المساعي السياسية التي كان يتم التعويل عليها لإيجاد مخرج لأزمة التعيينات يبدو أنها سقطت"، مؤكّداً في الوقت عينه أنّ عون لم يكن يراهن أساساً "على أي خطوة إيجابية قد يقدم عليها تيار المستقبل".

وكان المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، يقوم باتصالات سياسية محاولاً التوصل إلى اتفاق حول تعديل قانون الدفاع علّ ذلك يسمح في إعادة حظوظ صهر عون، العميد شامل روكز، لتبوء قيادة الجيش بعد التمديد الذي تمّ للعماد جان قهوجي.

وكانت أول مظاهر التشاؤم حول مصير الحكومة، قد خرجت أمس من وزير الاتصالات (مستقل، محسوب على فريق 14 آذار)، بطرس حرب، والذي أعلن اعتكافه عن حضور جلسات مجلس الوزراء بانتظار انسحاب سياسة التعطيل التي يعتمدها تكتل عون.

وقال حرب، اليوم الجمعة، إن هذا التكتل "يعطّل واجباتنا وتسيير أمور البلاد انطلاقاً من انتخاب رئيس الجمهورية"، مُضيفاً أنّ "الاعتكاف هو مواجهة السلوك الذي يمارسه العونيون".

من جهة أخرى، اعتبر وزير الشباب والرياضة، عبد المطلب حناوي، أنّ "الأمور تتجه نحو التعطيل بعد جلسة مجلس الوزراء، أمس"، مشيراً إلى أن مطلب العونيين "هو دفع الرئيس سلام إلى الاعتكاف ولو أنّ صبر الأخير لم ينفد بعد"، الأمر الذي سيدفعه إلى الدعوة لعقد جلسة جديدة للحكومة "علّ الأطراف المعطلة تعود إلى ضميرها ووعيها".

بدوره، حمّل عضو كتلة المستقبل، النائب عمار حوري، عون وحزب الله "مسؤولية الخراب وخسارة لبنان الكثير من الهبات"، مؤكداً أنّ "التيار الوطني الحر يخوض تجربة محكومة بالفشل".

أما وزير الثقافة، ريمون عريجي، وهو عضو تكتل التغيير والإصلاح (من حصة تيار المردة برئاسة النائب سليمان فرنجية)، فاعتبر أنّ الجلسة الأخيرة "كانت غير موفقة حيث راوحنا مكاننا في النقاش غير المجدي ويبقى لرئيس الحكومة الرأي الأكبر بعد أن خرج من الجلسة مستاء".

وأعاد عريجي التأكيد على وجود تباين بين المردة والتيار الوطني الحر، وهو ما سبق أن قاله فرنجية قبل أسابيع منتقداً تفرّد عون بالقرارات، وعدم مشاورة حلفائه وانعدام التواصل والنقاش معهم.

والجدير بالذكر أن عون وتكتله يعطلان جلسات انتخاب الرئيس لتعذّر التوافق على اسمه لهذا الموقع، كذلك يعطّل اليوم جلسات مجلس الوزراء احتجاجاً على قرار التمديد لقائد الجيش، العماد جان قهوجي، والذي صدر عن وزير الدفاع سمير مقبل، إذ إنّ القرار منع عون من تعيين صهره، العميد شامل روكز، في هذا الموقع.

اقرأ أيضاً لبنان: عون يبحث عن الطريق إلى التصعيد

المساهمون