ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات العرقية جنوبي الجزائر والجيش يتدخل

ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات العرقية جنوبي الجزائر والجيش يتدخل

08 يوليو 2015
توسعت المواجهات من القرارة إلى مدينة بريان (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت حصيلة المواجهات وأعمال العنف المذهبية بين السكان العرب، المنتمين إلى المذهب المالكي، والسكان الأمازيغ، المنتمين إلى المذهب الأباضي، التي اندلعت الليلة الماضية في مدينة غرداية جنوبي الجزائر، إلى ثلاثة قتلى فيما أصيب عشرات الأشخاص بجروح، بعضهم في حالة خطرة.

وأعلنت السلطات الجزائرية في بيان رسمي مقتل شخصين يبلغان من العمر 35 و45 سنة في تجدد المواجهات العنيفة في غرداية، إضافة إلى شخص قضى صباح الثلاثاء متأثراً بجروح أصيب بها في الاشتباكات، التي شهدتها مدينة القرارة اللية الماضية.

وتجددت المواجهات بين مجموعات من الشباب من المجموعتين، السكان العرب والأمازيغ، في مدينة القرارة ليلاً بعد صلاة التراويح، وتخللت هذه المواجهات أعمال حرق وتخريب لعشرات المنازل والمحلات التجارية ومركبات وواحات نخيل وتجهيزات عمومية ومرافق عمومية.

وتدخلت قوات الأمن لوقف المواجهات وإعادة استتباب الأمن بالمدينة، واستعملت القنابل المسيلة للدموع، وتوسعت المواجهات من مدينة القرارة إلى مدينة بريان بنفس المحافظة، حيث سجلت أحداث مماثلة متفرقة بين مجموعات من الشباب، وهي المواجهات التي استمرت لغاية منتصف نهار الثلاثاء.

وقال الناشط الإعلامي، بلحاج الشيخ نصر الدين، المقيم في المدينة، إن "أعمال العنف دفعت العشرات من العائلات إلى هجر منازلها".

ودعا مجلس أعيان مدينة القرارة الحكومة إلى التدخل العاجل لردع ما وصفها "الفوضى التي تسود المنطقة منذ سنوات، من دون أن تجد حلاً، ووضع حد لهذه الوضعية".

وأوكلت السلطات العليا في الجزائر معالجة الوضع المتدهور في مدينة غرداية إلى وزارة الدفاع، التي أوفدت قائداً عسكرياً رفيعاً إلى المدينة، وهو قائد المنطقة العسكرية الرابعة إلى مدينة غرداية للقاء أطراف الأزمة، والاجتماع إلى أعيان المجموعتين الأمازيغ والعرب، وبحث آلية للتوصل إلى اتفاق يعيد الأمن والاستقرار إلى المدينة.

ويأتي هذا القرار في أعقاب تجدد المواجهات العرقية والمذهبية في منطقة القرارة، بولاية غرداية، جنوبي الجزائر، وفشل الهيئات الإدارية في إعادة الأمن إلى المدينة.

وقبل أسبوع زار وزير الداخلية الجزائري، عبد القادر والي، مدينة غرداية، وأعلن تشكيل لجنة مصالحة محلية بهدف التوصل إلى آلية ناجعة لإنهاء الفتنة، ولجنة وزارية مشتركة لوضع خطة لفرض الأمن في المنطقة.

وتعد أحداث غرداية أخطر فتنة مذهبية وعرقية تشهدها الجزائر منذ الاستقلال، بين السكان العرب المنتمين إلى المذهب المالكي، والسكان الأمازيغ المنتمين إلى المذهب الأباضي.

ومنذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2008 تتجدد المواجهات الطائفية في غرداية وبلداتها، حيث خلفت عدداً من القتلى، وأخفقت التعزيزات الأمنية، التي أرسلتها السلطات إلى المدينة في ديسمبر/كانون الأول 2014 ، في إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة.

اقرأ أيضاً: مقتل شخصين في مواجهات عرقية جنوب الجزائر