"داعش" يعيش أسوأ أيامه في الحسكة

"داعش" يعيش أسوأ أيامه في الحسكة

19 يوليو 2015
نازحون من الحسكة بسبب المعارك (علي إحسان أوزطرك/الأناضول)
+ الخط -
بات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على وشك الخروج من مدينة الحسكة نهائياً، بعد محاصرة قواته فيها، من قبل قوات النظام السوري ووحدات "حماية الشعب" الكردية، نتيجة بدء تنسيق فعلي بينهما ضدّ التنظيم في المدينة.


اقرأ أيضاً: قتلى بقصف النظام لحلب وتضييق الخناق على "داعش" بالحسكة

وحاول النظام الذي يعتمد بشكل رئيسي على مليشيات من أبناء العشائر الموالية له في المنطقة، منذ بداية هجوم "داعش" على المدينة، التنسيق مع وحدات "الحماية" الكردية من أجل ضمان غطاء جوي من طيران التحالف الدولي لمحاربة "داعش". وفي البداية، لم تستجب الأخيرة لهذا المطلب، كون معركة "داعش" مع النظام تصب في مصلحتها؛ إذ إنها تسعى لفرض سيطرتها على كل المدينة بما فيها المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتدرك أن انكسار النظام أمام "داعش" وانتقال المواجهة بينها وبين الأخير سيكون في صالحها، كون التحالف سيؤمن الغطاء الجوي لهذه المواجهة، وبالتالي ستمتد سيطرتها إلى مناطق النظام من دون أن تضطر للمواجهة معه.

لكن النظام عاد ونجح في إقناع القوات الكردية بالوقوف إلى جانبه والتنسيق معه لمحاربة "داعش"؛ بل أكثر من ذلك، فقد تمكن من التوصل إلى التنسيق حتى مع قوات التحالف الدولي، التي يبدو أنها أخذت على عاتقها مهمة تأمين الغطاء الجوي لتحالف الأكراد مع النظام ضد "داعش"، في الوقت الذي توقف فيه النظام عن تنفيذ غارات جوية في المنطقة.

ومن خلال صيرورة المعارك، يتبين أن تنظيم "داعش" اختار دخول الأحياء العربية فقط من الحسكة، والتي يسيطر عليها النظام، بالرغم من وجود ثارات بينه وبين القوات الكردية التي هزمته بعدة مواقع. وتعود أسباب اختيار "داعش" الأحياء العربية فقط، إلى أنه لا يريد فتح جبهة مع الأكراد والنظام في الوقت نفسه كون استراتيجيته تقوم على المعارك السهلة الخاطفة، إضافة إلى احتمال وجود خلايا نائمة تابعة للتنظيم داخل الأحياء التابعة للنظام قد تساعده في السيطرة عليها وهو أمر غير مرجح في المناطق الكردية. إلا أن تحالف القوى الكردية مع النظام في المدينة قد أفشل خطط التنظيم؛ وربما تشهد الأيام القليلة المقبلة طرده منها بشكل نهائي بعدما فقد معظم خطوط إمداده للحسكة. إذ دارت اشتباكات عنيفة قبل ظهر أمس، على أطراف حيي النشوة والليلية اللذين يسيطر التنظيم عليهما، أدت إلى محاصرة الأخير داخلهما بعدما فقد معظم خطوط إمداده.

وقال الناشط فرات الحسكاوي لـ"العربي الجديد" إن صباح أمس شهد اشتباكات على أطراف حيي النشوة والليلية بعد يوم واحد من سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، وقوات النظام والمليشات المتحالفة معها على حي الفيلات الحُمر، مبيناً أن التنظيم بات شبه محاصر في مناطق سيطرته، حيث فقد السيطرة أمس على طريق الحسكة الشدادي، وكان قد خسر قبل ذلك طريق جسر أبيض. لكن التنظيم، بحسب الناشط، "يحاول التقدم من الجهة الجنوبية فيما تستهدفه طائرات التحالف هناك، وتمنع وصول أية مؤازرة لمقاتليه".

وأشار الحسكاوي إلى أن المعارك تزامنت مع استهداف طيران التحالف لمواقع التنظيم في وقتٍ غابت فيه عن سماء المدينة طائرات النظام العسكرية التي كانت تُغير بشكل شبه يومي. 

وكان تنظيم "داعش" قد شنّ عدة هجمات يوم أول أمس، قرب منطقة تل بارود جنوب جبل عبد العزيز الواقع غرب المدينة، في محاولة على ما يبدو، لفتح طريق إمدادات لمقاتليه المحاصرين في الحسكة، واشتبك مع "وحدات حماية الشعب" الكردية هناك، لكن هذه المواجهات توقفت أمس، بحسب ناشطين.

وكانت الوحدات الكردية مدعومة بمليشيا "جيش الصناديد" التابعة للنظام، قد تمكنت منذ ثلاثة أيام من استعادة السيطرة على محطة الكهرباء وسجن الأحداث جنوب الحسكة، من قبضة التنظيم، الأمر الذي ضّيق الخناق  أكثر فأكثر على مقاتليه داخل المدينة.

وكان التنظيم قد شن هجوماً مفاجئاً على الحسكة، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وسيطر مقاتلوه الذين دخلوا من الجهة الغربية حينها، على عدة أحياء داخل المدينة، حيث تشهد من يومها معارك شبه يومية، أدت لنزوح عشرات آلاف المدنيين.

وفي محافظة حلب، قصفت قوات النظام يوم أمس حي الصالحين في المدينة بصاروخين فراغيين ما أدى لمقتل طفلين وإصابة عدد من المدنيين بجروح، كما أكد مصدر في منظمة "إسعاف بلا حدود" لـ"العربي الجديد" مقتل امرأة وإصابة أربعة عشر شخصاً بجروح، عقب قصفٍ لطيران النظام الحربي، استهدف قرية شويريخ قرب مدينة الباب، شمال شرق حلب، في حين لم يُسفر قصفٌ بالبراميل المتفجرة، طاول بلدة كفر حمرة بالريف الشمالي عن سقوط ضحايا.

اقرأ أيضاً: القوات الكردية تتقدم في الحسكة بمؤازرة التحالف الدولي 

المساهمون