تفجير ديالى يربك وضعها الأمني ومخاوف من تداعياته

تفجير ديالى يربك وضعها الأمني ومخاوف من تداعياته

18 يوليو 2015
مشاهد الخراب والدمار عمّت منطقة التفجير (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤول محلّي في محافظة ديالى عن سقوط أكثر من 250 قتيلاً وجريحاً بتفجير محافظة ديالى، موضحاً أنّ الوضع الأمني في المحافظة بدا مرتبكا، اليوم السبت، فيما أكّد مراقبون أنّ انفراد مليشيات "الحشد الشعبي" بالملف الأمني بعد سيطرتها على منصب المحافظ يجرّ المحافظة نحو تصعيد طائفي خطير.

وقال محافظ ديالى، مثنى التميمي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن "حصيلة انفجار السيارة المفخخة في سوق خان بني سعد، جنوب بعقوبة، ارتفعت إلى 120 قتيلاً و130 جريحاً".

وأشار التميمي إلى أن "السيارة المفخخة كانت محمّلة بأكثر من نصف طن متفجرات من نوع (التي أن تي)، واختار الإرهابيون لحظة تجمّع مئات المواطنين لتفجيرها".

ولفت إلى أن "السوق لم يكن محمياً بما فيه الكفاية وتم فتح تحقيق مع ضباط وعناصر الشرطة المسؤولين عن أمن السوق والبلدة بالكامل"، واصفاً التفجير بـ"الكارثة المفجعة في أول أيام العيد".

وأعلنت إدارة محافظة ديالى، السبت، الحداد ثلاثة أيام على خلفية التفجير الدموي الأعنف من نوعه خلال العام الحالي بالعراق، فيما أعلنت الحكومة العراقية كالعادة عن إدانتها وتوعّدت بالقصاص من الجناة.

وقال عضو مجلس محافظة ديالى، محمد الكرخي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحصيلة الحقيقية لضحايا التفجير الذي وقع ليلة أمس في بلدة خان بني سعد، جنوبي بعقوبة، بلغت أكثر من 100 قتيل، و140 جريحاً، ونحو 20 مفقوداً"، مضيفاً أنّ "المفقودين هم في عداد القتلى، لأنّ الأشخاص القريبين من التفجير تمزّقت جثثهم ولم تُعرف".

وتابع أنّ "مشاهد الخراب والدمار عمّت في المنطقة، التي تشهد اليوم انتشاراً كثيفاً لمليشيات الحشد الشعبي أربك الوضع الأمني في عموم المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "الحشد يستمر بتطويق عدّة قرى في البلدة، وأقدم على نصب حواجز أمنية متنقلة أثارت الرعب في نفوس المواطنين".

ولفت إلى أنّ "عشرات الشباب تم اعتقالهم حتى الآن من قرى البلدة، وهناك تصعيد طائفي خطير فيها من قبل الحشد الشعبي الذي شّيّع اليوم جثث القتلى بعد قطع الطرق، وأطلق شعارات طائفية متوعّداً من سمّاهم بالإرهابيين والداعشيين المتواجدين في البلدة بالاستئصال".

ويعكس تفاوت أرقام الضحايا مدى الإرباك والفوضى التي خلّفها الانفجار.

من جهته، رأى الخبير الأمني قاسم حسن، أنّ "ديالى اليوم تشهد تفاقماً أمنياً خطيراً على أثر تفجير الأمس".

وأوضح حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك تخوفاً كبيراً من حالة انتقام تعدّ لها مليشيات الحشد الشعبي في المحافظة، وإن "الانتقام كما معروف لن يكون من (داعش)، بل من أبناء الطائفة السنية الذين تحسبهم المليشيات على (داعش)".

وأكد أنّ "الوضع الأمني بشكل عام تغيّر كثيراً بعد أن تسلّم القيادي في الحشد مثنى التميمي منصب المحافظ"، مضيفاً أنّه "باستلام التميمي للمنصب أصبح الملف حكراً على الحشد ولا يتدخّل أحد به، الأمر الذي تسبب بتشنجات كثيرة في أغلب المناطق، وخصوصاً أنّ عناصر الحشد هم أساساً مليشيات غير منضبطين".

وحذّر حسن من "خطورة الوضع في المحافظة"، مشدداً على "أهمية تحقيق التوازن في إدارة الملف الأمني وإخراجه من دائرة الحشد، وإلّا فإن الأمور في المحافظة قد تخرج عن السيطرة".

بدوره، دعا ائتلاف "متحدون" بزعامة نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، الجميع إلى "تحمّل المسؤولية في مواجهة الإرهاب"، مؤكّداً الحاجة إلى "تصحيح المسارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ديالى".

وقال الائتلاف في بيان صحافي، إنّه "يؤكّد من جديد على التعاون والتآزر ونبذ كل أسباب الفرقة والتناحر للقضاء النهائي على تنظيم (داعش)، وعلى الفساد والمفسدين الذين يشكلون الوجه الآخر لـ(داعش)"، مشدّداً على أنّ "دماء عشرات الشهداء والجرحى الذين سقطوا دون ذنب تدعونا جميعاً إلى تحمّل مسؤولياتنا كمواطنين صالحين والرد بشكل حازم على الجرائم الإرهابية التي تستهدف أبناء شعبنا في كل مكان".

وأشار إلى أنّ "أّيّ تراجع أو تلكؤ في المسار السياسي بالمحافظة سيترك تأثيرات سلبية يستفيد منها أعداء العراق".

اقرأ أيضاً: نحو مائة قتيل بتفجير ديالى والعبادي يتوعّد المنفّذين

المساهمون