مخاوف من تمدد "داعش" في تونس من أبواب الجنوب

مخاوف من تمدد "داعش" في تونس من أبواب الجنوب

08 يونيو 2015
مخاوف من استغلال "داعش" لاحتجاجات الجنوب (Getty)
+ الخط -

حذّر الكثير من الأوساط في تونس من تسلّل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى الجنوب التونسي، خصوصاً بعد سيطرة التنظيم على عدة مدن ليبية ووصوله إلى مدينة سرت، وأمام توتر الأوضاع في الجنوب التونسي، خاصة في محافظة قبلي والفوّار ودوز.

الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، صرّح اليوم الإثنين في تعليقه على الأخبار التي تروّج حول اقتراب تنظيم داعش من الحدود التونسية، أن هذا التنظيم احتل مناطق بأكملها في ليبيا. وقال العروي: "المسافات لم تعد مسافات مع اعتماد السيارات رباعية الدفع".

واعتبر العروي في تصريح صحافي أن مسؤولية حماية تونس هي مسؤولية مشتركة ولا تقتصر فقط على الدولة، وأوضح أنه لا يجب خلق مناطق تكون سهلة الاختراق من طرف الجماعات الإرهابية، خاصة على الحدود.


في المقابل، أكدّ رئيس كتلة حزب "نداء تونس"، محمد الفاضل بن عمران، لـ"العربي الجديد" أن الاحتجاج الذي انطلق في الجنوب كان عفوياً وسلمياً، وعلى أساس مطالب اجتماعية وتنموية، مبيناً أنه وقع تحويل وجهة الاحتجاجات في قبلي والفوار من قبل أشخاص غرباء على المنطقة.

وأوضح بن عمران أن هؤلاء الأشخاص يعرفون بانتماءاتهم الجهادية، مؤكداً أنه تم رفع الرايات السوداء التي يحملها تنظيم "داعش" في الفوّار ودوز.

وأشار إلى أنه يوجد فعلاً خوف حقيقي من تسلل "داعش" إلى الجنوب التونسي في ظلّ التوتر الحاصل هناك، مبرزاً أن "داعش" على بعد كيلومترات من الحدود التونسية. وذكر بن عمران أن الأشخاص الذين يلجأون إلى حرق مراكز الأمن واستهداف الأمنيين وحرق سياراتهم وتخريب مؤسسات الدولة لا يمكن أن يكونوا مواطنين عاديين يحتجون على التنمية أو تحركهم مطالب مشروعة.

وقال إن هناك استياء كبيراً من أهالي الجنوب مما يحصل مؤخراً من رفع للرايات السوداء وتسلل عناصر غريبة عن جهتهم. وأشار إلى أن الرأي العام في الجنوب وفي ولاية قبلي ضد العنف وضد حرق المراكز والاعتداء على المنشآت العمومية.

ودعا بن عمران إلى الحذر معتبراً أن المسألة قد تكون محاولات لجس النبض من قبل الجماعات الجهادية لاختبار الجاهزية الأمنية والتواجد الأمني في هذه المحافظات.
وتحدث في السياق ذاته عن قيام أطراف مجهولة وغريبة عن الجهة تقوم بغلق الطريق وتمنع النواب من لقاء الأهالي، وقال لقد توجهت شخصياً إلى منطقة الفوار وتم منعي، واعتبر أن هؤلاء لم تكن غايتهم معالجة مشاكل الجهة.

وذكر عليّة العلاني المختص في الجماعات الإسلامية لـ"العربي الجديد" أن داعش يحاول الوصول إلى دول الجوار، مبيناً أن هذا الحلم يراوده منذ أشهر عدة، وقال العلاني إن مراهنة التنظيم على ليبيا هي بالأساس مراهنة استراتيجية وتكتيكية، فداعش يعلم أن له مقاتلين في تونس ودول الجوار يمكن أن يعوّل عليهم.

وقال إن مصر وضعت مؤخراً 50 ألف جندي على حدودها مع ليبيا، مضيفاً أن مصر وتونس تتابعان عن كثب كل التحركات الحدودية المشبوهة.


وأوضح العلاني أن تمدّد "داعش" إلى تونس غير مطروح حالياً، مستدركاً أن استمرار الاحتجاجات في الجنوب التونسي يجعل هذا التمدد ممكناً مستقبلاً، مبيناً أن الاحتجاجات تحمل ظاهرياً مطالب مشروعة لكنّها تخفي باطنياً أجندة رهيبة قد تمس أمن تونس.

وأكد المختص في الجماعات الإسلامية أن بعض المتظاهرين تحرّكهم أجندات وحسابات حزبية وداخلية إقليمية معادية للمصلحة الوطنية. وكشف أنه توجد عدة تقارير تتحدث عن رايات سوداء ووجوه غريبة في المظاهرات الأخيرة في الجنوب، معتبراً أن هناك لوبيات سواء من الإرهابيين أو المهربين من مصلحتهم تعفين الأجواء في الجنوب.

وأوضح العلاني أن هؤلاء بدأوا يتوجسون خيفة من إمكانية نجاح الحوار الليبي الذي انطلق اليوم في الصخيرات بالمغرب، والذي من المؤمل أن يؤدي إلى حكومة وحدة وطنية وهو ما يعني الكثير بالنسبة للتيارات الإرهابية في ليبيا وفق تعبيره.

وقال إن هذه التيارات ستبدأ في البحث عن ملاذ آخر خارج ليبيا ولذلك هي تحاول التنسيق مع الجماعات الإرهابية النائمة في تونس لتربك الأوضاع الأمنية في الجنوب التونسي من خلال حرق المقرات الأمنية وزرع الفوضى الشاملة بالجنوب.

وأوضح أن الفوضى تسهل على الجماعات المتشددة إدخال السلاح إلى تونس وتوغل الإرهابيين وتقديم الذخيرة الحية لبعض المجموعات المختبئة في تونس، مبيناً أن الأسلحة التي تم العثور عليها مؤخراً في تونس كانت بلا ذخيرة؛ مما يكشف عن نقص واضح في الذخيرة الحية.

وأكدّ أن "الدواعش" لن يمروا بالضرورة من سرت إلى تونس بل بإمكانهم التوغل من "صبراتة" الليبية القريبة جداً من الجنوب التونسي. وشدّد العلاني على أن كل تظاهرة احتجاجية لإرباك الأمن حالياً في جنوب تونس هي خيانة للوطن بالقياس إلى حجم المخاطر المتوقعة، داعياً إلى توخي أقصى درجات اليقظة.

اقرأ أيضاً: السبسي يبدي استعداد تونس للوساطة في ليبيا

المساهمون