"الحشد الشعبي" يجرّف بساتين ديالى

"الحشد الشعبي" يجرّف بساتين ديالى

07 يونيو 2015
الحشد الشعبي استخدم آليات الجيش في حملته (فرانس برس)
+ الخط -

تركز الخطط الأمنية التي توضع بحجة ملاحقة "الخلايا النائمة" لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على إيذاء أهالي محافظة ديالى وقطع أرزاقهم، ففي الوقت الذي ينتظر فيه أهالي المحافظة بداية موسم تسويق المحاصيل الصيفية من الفواكه التي يتعيّشون منها، ترسم معالم خطة لتجريف بساتينهم.

وقال مسؤول محلي في مجلس المحافظة، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خطة ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش، والتي وضعتها اللجنة الأمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا (الحشد الشعبي) بدأت بتجريف البساتين بمحاصيلها".

 وأكّد أنّ "الخطة بدأ العمل بها في العديد من المناطق ومنها العبارة وزاغنية وحد الأخضر وشهربان وغيرها"، موضحاً أنّ "الحشد الشعبي استخدم آليات الجيش في حملته".

 من جهته، قال رئيس مجلس ناحية العبارة بديالى (القيادي بالحشد الشعبي)، عدنان جواد التميمي، إنّ "الخطة نفّذت بالاتفاق مع شيوخ عشائر الناحية، وتتضمن فتح طرق في البساتين الملتهبة شمال شرقي بعقوبة".

 ولفت التميمي في تصريح صحافي، إلى أنّ "تلك البساتين تضم خلايا نائمة للمجاميع المسلحة تحاول زعزعة استقرار المحافظة والانطلاق من تلك البساتين التي يختبئون بها لتنفيذ أعمال العنف"، مؤكّداً "أهمية الخطوة في درء مخاطر بروز حواضن التطرف ومنح مرونة للمؤسسة الأمنية في أداء مهامها".

وأوضح أنّ "هذه الخطة ستشمل بساتين العديد من المناطق التي تشهد توترات أمنية، الأمر الذي سيعزز الاستقرار في كل تلك المناطق".

 بدوره، انتقد عضو لجنة الزراعة في مجلس محافظة ديالى، أسعد العبيدي، الخطة الأمنيّة، مؤكّداً أنّها "لم تراع ظروف المواطنين وتسببت بقطع أرزاقهم".

 وأضاف العبيدي، في تصريح إلى "العربي الجديد"، أنّ "محافظة ديالى هي محافظة زراعية، وتعتمد في اقتصادها على القطاع الزراعي، وأنّ إتلاف هذا القطاع سيؤثر سلباً على الواقع الاقتصادي للمحافظة"، مشيراً إلى أنّ "أهالي المحافظة غاضبون من هذه الخطط التي تقطع بهم أسباب العيش".

كذلك اعتبر عضو نقابة فلاحي ديالى، الحاج، سلمان داود الزهيري، أنّ "هذه الخطة هي سياسية أكثر مما هي أمنية".

وقال الزهيري لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية والحشد الشعبي مستمرون بالضغط على أهالي المحافظة من المكون السنّي وقطع أرزاقهم لإجبارهم على ترك المحافظة".

 ولفت إلى أن "مسلسل التغيير الديموغرافي في ديالى مستمر، وأنّ طرقه متعددة وهذه إحدى الطرق"، موضحاً أنّ "هذا الأمر يدفع بالمحافظة إلى الاحتقان الطائفي الذي لا تعرف عواقبه، وسيؤثر على التعايش السلمي لأهالي المحافظة".

يُذكر أنّ محافظة ديالى تعاني منذ عام تقريباً من أعمال عنف وقتل وتهجير تقوم بها المليشيات التي تمنع النازحين من العودة إلى مناطقهم، في مسعى منها لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة.

اقرأ أيضاً: القوات العراقية تستعيد أجزاء من بيجي