الأحياء السكنيّة في مرمى هجمات الحوثيين

الأحياء السكنيّة في مرمى هجمات الحوثيين

05 يونيو 2015
تعتمد "المقاومة" على الكمائن وسط مساندة التحالف (فرنس برس)
+ الخط -
كلما اقترب موعد لقاء جنيف اليمني، كلما زادت الضغوط على الحكومة اليمنية، ميدانياً وسياسياً. ولا تزال العاصمة السعودية، الرياض، تشهد مشاورات سياسية يمنية مكثّفة، بخصوص مؤتمر جنيف، وسط أنباء عن استمرار بعض الأطراف السياسية في رفض المشاركة فيه قبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ومن بينها أطراف جنوبية، في حين نقلت وكالة "رويترز"، عن القيادي في جماعة الحوثيين، ضيف الله الشامي، قوله إن "الجماعة ستشارك في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف، وأنهم يدعمون جهود الأمم المتحدة لإدارة حوار يمني ـ يمني من دون أي شروط".

وفي شأن المشاورات اليمنيّة القائمة، تقول مصادر سياسية يمنية في الرياض، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء الذي عقده الرئيس عبدربه منصور هادي مع نائبه وحكومته ومستشاريه وبعض الأطراف السياسية اليمنية المتواجدة في الرياض، أول من أمس، ناقش الأوضاع في اليمن ومناطق المواجهات والموقف بشأن لقاء جنيف".


وتوضح المصادر أنّ "اللقاء كان ساخناً، لا سيما في ظلّ عدم وجود ضمانات أممية لتطبيق مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قرار مجلس الأمن الدولي".
ميدانيّاً، صعّدت مليشيات الحوثيين والقوات الموالية لصالح من هجماتها في عدد من المناطق في الجنوب، مستهدفة بدرجة رئيسية الأحياء السكنية. وقصفت المليشيات جامعة عدن والأحياء السكنية المجاورة لها في مدينة الشعب. وتسعى المليشيات والقوات الموالية لصالح إلى تأزيم الوضع الإنساني، لا سيما في عدن والضالع ولحج، لفرض هدنة إنسانية، لتتنفس الصعداء، في ظلّ القصف المتواصل الذي يقوم به التحالف و"المقاومة الشعبيّة" ضدّ المليشيات.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يعلنون مشاركتهم بجنيف بلا شروط

في المقابل، تشن طائرات التحالف غارات مستمرة على مليشيات الحوثيين وقوات صالح في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة.
وبحسب مصادر محلية في عدن، شنّ طيران التحالف غارات على مدينة التواهي، استهدفت مواقع عسكرية في محيط قصر22 مايو، ومقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. واستهدفت الغارات دبابات وآليات، بعد أن حاولت المليشيات نصبها، لمنع وصول المساعدات الإنسانية أو أي سفن إلى عدن. كما تدور معارك عنيفة على حدود عدن مع لحج شمالاً، تشارك فيها طائرات التحالف لاستهداف العربات والدبابات والنقاط والثكنات التي توجد فيها آليات عسكرية، بينما تستمر المواجهات في لحج، في محيط قاعدة العند، بين "المقاومة" ومليشيات الحوثيين وصالح.


وتقول مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، "إن أكثر من 10 أشخاص لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من 90 آخرين أغلبيتهم من المدنيين، على خلفية القصف العشوائي العنيف الذي تشنّه مليشيات الحوثيين وصالح على الأحياء السكنية شمال عدن".

اقرأ أيضاً: قتلى وجرحى في اشتباكات بتعز اليمنية

ولا تزال مناطق سناح وحجر ومحيط قعطبة شمال الضالع، تشهد معارك شرسة. وقد فشلت المليشيات في استعادة بعض مواقعها على الرغم من التعزيزات التي تصلها تباعاً.
وتعتمد عمليات "المقاومة الشعبية" في أبين وشبوة على عمليات الكمائن والكر والفر وسط مساندة من طيران التحالف. كما شنّت طائرات التحالف عدة غارات استهدفت اللواء 15 في محافظة أبين، الذي تسيطر عليه المليشيات.

من جهتها، شهدت مدينة تعز هجوماً هو الأعنف من قبل الحوثيين والقوات الموالية لصالح، أمس الخميس، بغية السيطرة على بعض الأحياء. وتوضح مصادر محلية في تعز، لـ"العربي الجديد"، أنّ طائرات التحالف شنت عدداً من الغارات استهدفت مواقع وتجمعات للحوثيين والقوات الموالية لهم في شارعي الستين والأربعين ومواقع أخرى داخل المدينة.
وجاءت الغارات بعد اشتباكات عنيفة وقصف من قبل الحوثيين، إثر محاولتهم اقتحام حي الروضة، وجبهات أخرى في مدينة تعز، أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، من الجانبين.


وفي محافظة إب، شنّ التحالف غارات متعددة استهدفت معسكر الحمزة التابع للواء 30 مدرع (حرس جمهوري سابقاً)، فيما احتشد الآلاف في المدينة لتشييع القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، أمين الرجوي، الذي قُتل بغارة جوية، بعد أن اعتقله الحوثيون وقاموا بوضعه في أحد المواقع المستهدفة من التحالف. وأعلن الحوثيون أن غارات شنها التحالف في منطقة صبر بمديرية سحار، أسفرت عن سقوط 40 قتيلاً وعدد من الجرحى، كما نتج عنها تدمير ما يقارب عشرة منازل.

اقرأ أيضاً: جنيف اليمني "غير مشروط" في 14 يونيو...والهدنة في الأفق