الوحدات الكردية تقتل وتطرد مقاتلي "داعش" من عين العرب

الوحدات الكردية تقتل وتطرد مقاتلي "داعش" من عين العرب

27 يونيو 2015
عودة الأهالي الذين نزحوا إلى المدينة (Getty)
+ الخط -

أنهت "وحدات حماية الشعب" الكردية اليوم السبت، تواجد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) في مدينة عين العرب شمال شرق حلب، حيث فجرت آخر مبنى، كان يتحصن فيه عدد من عناصر التنظيم الذين كانوا قد تسللوا إلى المدينة الخميس الماضي.

وأفاد الناشط الإعلامي المتواجد بعين العرب، باران مسكو، لـ"العربي الجديد"، أن الوحدات الكردية "فجرت مستشفى مشتى نور الذي كان عناصر (داعش) يتحصنون داخله"، موضحاً أن مقاتلي الوحدات "عثروا في المبنى بعد تفجيره، على ما لا يقل عن عشر جثث" لمقاتلي التنظيم، والذين سيطروا على المبنى، منذ الخميس الماضي، وبقوا متحصنين بداخله لحين مقتلهم اليوم السبت.

وأكد مسكو أن "هناك مجموعة ثانية من (داعش) تمكنت من الفرار صباحاً نحو جنوب المدينة، بينما يلاحقهم مقاتلو وحدات الحماية والأسايش"، مشيراً إلى أن عين العرب "تشهد الآن هدوءاً تاماً، وبعض الأهالي الذين نزحوا  بدأوا بالعودة منذ الصباح إلى المدينة".

ونشر بعض النشطاء الأكراد صوراً لعدد من الجثث، قالوا إنها لمسلحين من "داعش" قتلوا عقب تفجر المبنى الذي كانوا يتحصنون به.

وبعد يومين داميين في عين العرب، تكون المأساة التي عاشها السكان هناك قد انتهت، حيث تضاربت الأنباء حول عدد ضحايا التنظيم في المدينة، وذكرت بعض المصادر أنهم تجاوزا المئة قتيل فضلاً عن عشرات الجرحى.

وتبدو العملية المفاجئة التي نفذها مقاتلو "داعش" بعين العرب، انتقامية وكيدية، أكثر مما هي عملية عسكرية، حيث إن التنظيم تلقى عدة ضربات على يد غرفة عمليات "بركان الفرات" مؤخراً، والتي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية العمود الفقري لها، وأراد الانتقام على ما يبدو من الوحدات في عقر دارها.

وكانت قوات "بركان الفرات" قد ألحقت هزيمة بالتنظيم، في معارك تل أبيض الأسبوع الماضي، وتبعها مباشرة، وصول هذه القوات، إلى بلدة عين عيسى شمال الرقة بخمسين كيلو متراً فقط، وسيطرتهم على مقرات اللواء 93.

وربما يكون ذلك ما دفع التنظيم إلى شن ضربة انتقامية مباغتة، اختار أن يجعل من عين العرب مسرحاً لها، وهي المدينة التي بقي مقاتلوه يحاولون الاحتفاظ بها أكثر من أربعة أشهر، قبل أن تطردهم الوحدات الكردية منها، في يناير/كانون الثاني الماضي، بغطاء جوي من قبل طائرات التحالف التي شنت مئات الغارات هناك.

ويدفع هجوم "داعش" الأخير على عين العرب الخميس الماضي، "وحدات حماية الشعب" الكردية، لإعادة ترتيب أوراقها مجدداً، فهي وإن أحرزت تقدماً لافتاً في الفترة الماضية، لكنها باتت تواجه الآن، تكتيك التنظيم المعروف باسم "سمكة الرمال" الذي يتمثل في الانسحاب من مكان يتعرض فيه لهجمات، ليهاجم في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم.

وهذا ما ظهر جلياً في الأسبوع الماضي، فتقدم الوحدات الكردية، وسيطرتها على تل أبيض ولاحقاً عين عيسى، لم يكن كافياً لحماية ما بات يعُتقد أنها مناطق آمنة، وربما بات بعضهم يعتبرها حديقة خلفية، للمقاتلين الأكراد، وهي مدينة عين العرب، والتي باغت التنظيم فيها الجميع، وجعلها مسرحاً لعملية انتقامية دامية، راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء.

اقرأ أيضاً: "الائتلاف" يتهم "وحدات حماية الشعب" بتهجير أهالي تل أبيض