مصادر عراقية تكشف هوية "الداعشي" أبو سياف

مصادر عراقية تكشف هوية "الداعشي" أبو سياف

18 مايو 2015
معارضون لـ"داعش" في حلب (الأناضول)
+ الخط -
امتنعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حتى اللحظة عن الكشف عن الاسم الكامل للقيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المكنى بـ "أبو سياف"، والذي تسابقت واشنطن ودمشق على تبني المسؤولية عن مقتله. غير أن مصادر عراقية قالت إن "أبو سياف" هو الملاكم التونسي السابق والجهادي الحالي طارق بن الطاهر العوني الحرزي الذي أعلنت الخارجية الأميركية أوائل الشهر الجاري عن مكافأة مقدارها ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لقتله أو إلقاء القبض عليه.

اقرأ أيضاً: روايات أميركية متعددة في قتل أبو سياف سورية

ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر أمنية عراقية لم تسمها، قولها إن القيادي التونسي في تنظيم "داعش"، والذي قتل في العملية أبو سياف (طارق بن الطاهر العوني الحرزي) كان من ضمن 83 سجيناً محكوماً بالإعدام وفرّوا في شهر سبتمبر/أيلول عام 2012 من سجن تكريت، بعدما تعرّض السجن الى هجوم من قبل مسلحين سيطروا على منافذ السجن وأبراج المراقبة فيه.

وكانت السلطات العراقية قد تسلمت في 13 أغسطس/ آب 2009 طارق بن الطاهر العوني الحرزي، وهو ملاكم سابق، من السلطات الأميركية التي كانت تحتجزه في سجن "كروبر" قرب مطار بغداد.

وكانت والدة بركانة العوني قد صرّحت في يوليو/ تموز 2011، لوسائل إعلامية عربية، أن ابنها انتقل إلى العراق في أكتوبر/تشرين الأول 2004 عبر سورية، وأُصيب في قصف أميركي، وبترت رجله اليمنى، واعتقل في سجن أبوغريب، وأطلق سراحه سنة 2005، إلى أن قبض عليه من جديد. كما أنه صنف في تونس إرهابياً، وصدرت في حقه أحكام غيابية بالسجن لمدّة وصلت إلى 24 عاماً.

 ومن رفاق أبو سياف، يسري الطريقي ومحمد الهمامي ومحمد المديني وعبد الكريم شعنب وعبد الرحمان بسدوري ووليد بن خالد صالح بن نصر ووليد بن خالد ومناف جهاد بوعلاق.

وأدرجت السلطات الأميركية الحرزي في عداد الإرهابيين الدوليين، قائلة إنه كان مسؤولاً عن المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية، وعن تدفق المقاتلين الأجانب عبرها، وأنه كان يقوم بتأمين عبور المقاتلين الأوروبيين من تركيا إلى سورية. كما قام الحرزي بدور فاعل في تطوير قدرات "الدولة الإسلامية" لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات. وتعتقد السلطات الأميركية أنه هو من أعد خطة قتل قائد قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان. ورصدت وزارة الخارجية الأميركية 20 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي للوصول إلى أربعة من قادة (داعش) بينهم التونسي طارق بن الطاهر الحرزي، باعتبارهم من أخطر قادة تنظيم "داعش".

وأسهب المحللون العسكريون والمدنيون في الولايات المتحدة بالحديث حول دلائل العملية العسكرية وتأثيرها على راسمي الاستراتيجيات ومتخذي القرارات. ورجح غالبية المحللين أن يؤدي نجاح العملية المشار إليها إلى تكرارها في أماكن أخرى ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وضدّ تنظيمات مسلّحة أخرى. ورأى محللون أميركيون أن الهدف من وراء العملية، مقارنة مع عمليات ثلاث سابقة فاشلة في سورية واليمن، لم يكن إنقاذ رهائن كسابقاتها، بل مداهمة وكر لقيادات معينة لم يكن من الصعب فتح النار عليهم لقتلهم.

واعتبر خبراء أن إلقاء القبض على الزوجة العراقية للمكنى بـ"أبو سياف"، وفتاة عراقية يزيدية تبلغ من العمر 18 عاماً، اختطفها التنظيم وجعلها أبو سياف (جارية) له بحسب توصيفات التنظيم، لم يكن مخططاً له في العملية بل جاء على هامشها، ولكن استجوابهما قد يقود إلى الحصول على معلومات مهمة عن التنظيم.

وبحسب الخبراء العسكريين، فإن تنفيذ العملية في هذا الوقت جاء لتخفيف الضغط عن الرمادي في العراق ونزع نشوة الانتصار من تنظيم (داعش)، والذي أحرز تقدماً في محافظة الأنبار. ويصب امتناع السلطات الأميركية عن كشف هوية القتيل بشكل واضح في إطار تأكيد هذا الاحتمال.

غير أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت عن مصادر دفاعية مسؤولة قولها إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) ووكالة الاستخبارات العسكرية (دي آي أي) نجحتا في الآونة الأخيرة بإقامة شبكة واسعة من المخبرين داخل سورية لتزويدهما بالمعلومات. ولم تشر الصحيفة إلى احتمال أن تكون الشبكة الأميركية مخترقة من عناصر أمنية تابعة لنظام بشار الأسد، إذ إن دمشق سبقت واشنطن في الإعلان عن العملية ونسب الفضل فيها لها.

اقرأ أيضاً "فورين بوليسي": المهمة الأميركية الناجحة بسورية قد تليها أخرى 

المساهمون