الكتل السياسية العراقيّة تحتكم إلى العشائر لحل خلافاتها

الكتل السياسية العراقيّة تحتكم إلى العشائر لحل خلافاتها

16 مايو 2015
الفتلاوي احتكمت إلى عشيرتها (Getty)
+ الخط -
يبدو أنّ الضعف الكبير الذي استشرى في كافة مؤسسات الدولة العراقية وغياب سلطة القانون، جعل من سلطة العشائر في العراق الأقوى والأكبر شأناً في حل النزاعات والخلافات حتى تلك التي تقع بين السياسيين والكتل السياسية، الأمر الذي أثار انتقاد مراقبين للشأن السياسي، معتبرين الأمر سيأتي على ما تبقى من هيبة الدولة والقانون.

وفي هذا السياق، أهدرت عشيرة رئيسة "كتلة حركة لإرادة"، النائبة حنان الفتلاوي دم المتحدث باسم "كتلة المواطن"، بليغ أبو كلل، بسبب ما وصفته بـ "التطاول الأحمق" من قبله بحق النائبة.

وقالت عشائر "آل فتلة"، في بيان صحافي، إنه "في رد فعل كبير على تطاول المدعو بليغ أبو كلل على النائبة وتفوهه بكلمات خارجة عن حدود اللياقة والأدب وجميع الأعراف المجتمعية، اجتمع شيوخ عشائر آل فتلة ودعوا شباب آل فتلة المتحمس إلى التحلي بالصبر والهدوء وضبط النفس رغم صعوبة التطاول الأحمق الذي بدر من المتحدث الرسمي لكتلة المواطن"، مشيرة إلى أنّ "المجتمعين أرسلوا رسالة مستعجلة وشديدة اللهجة إلى عشيرة آل بو كلل لبيان موقفها من هذا الأمر على أن يصل الرد في مدة أقصاها 48 ساعة".

وهدّدت بـ "التعاطي مع الموضوع وفقاً للأعراف العشائرية المعمول بها، والتي تتلاءم مع مواقف كهذه والمتمثلة بالتجاوز على أعراض الناس، في حال لم يصل الرد خلال المهلة المحدّدة"، وأضافت أنّها "أرسلت رسالة أخرى إلى المجلس الإسلامي الأعلى لمعرفة الإجراءات التي ستتخذ بحق المتحدث الرسمي لكتلتهم (كتلة المواطن)".

من جهته، انتقد المحلل السياسي، عبد الغني المعموري "توجّه السياسيين وكتلهم نحو العشائر لحل الخلافات والنزاعات التي تصدر إثر مواقف سياسية".

وقال المعموري لـ "العربي الجديد"، إنّ التوجه نحو العشائر يثبت ضعف الدولة ومؤسساتها، وضعف السلطة القضائية في البلاد وفقدان الثقة فيها"، مشيراً إلى أنّه "كان من المفترض على السياسيين والكتل السياسية أن يغلبوا لغة القانون على لغة العشائر في حل الأزمات الناتجة عن مواقف سياسية، لأن اللجوء إلى العشائر سيفقد ثقة الشارع بالدولة ويضعف كثيراً من هيبتها".

وأشار إلى أنّ هذا التحرك "يؤكّد أن البناء المؤسساتي للعراق اليوم أصبح بناءً هشاً، وأنّ سلطة القانون أصبحت اليوم فاقدة لقدرتها على التحرك وسط هذه التراكمات، أو أنّها فقدت ثقة الشارع والكتل السياسية، الأمر الذي يؤشر إلى تداعيات سلبية في إطار البناء المؤسساتي للدولة العراقية".

وأكّد أنّ "سلطة العشائر إذا قويت على سلطة الدولة فستكون هناك مئات العشائر التي تصدر القوانين الخاصة بها وترفضها عشائر أخرى، الأمر الذي سيدخل البلد في دوامة صراعات جديدة".

وكان المتحدّث باسم "كتلة المواطن" بليغ أبو كلل، قد ردّ خلال لقاء مع فضائيّة محلية بكلام على تصريح سابق للنائبة حنان الفتلاوي، وقد أثار ردّه غضبها ما جعلها تحتكم إلى عشيرتها بدل القانون.

اقرأ أيضاًعشائر ديالى وصلاح الدين تنتفض لدعم الأنبار

المساهمون