جيش الجزائر يكافح مهربي الجنوب وعينه على ليبيا ومالي

جيش الجزائر يكافح مهربي الجنوب وعينه على ليبيا ومالي

12 مايو 2015
جيش الجزائر في دوامة حرب مع المتشددين (فرانس برس)
+ الخط -
عمد الجيش الجزائري إلى تحويل تركيزه من محاربة الإسلاميين المتشددين في البلاد، إلى التصدي لعمليات التهريب التي تغذيهم بما يحتاجون إليه عبر الحدود الجنوبية، وذلك خوفاً من آثار الفوضى المسلحة، التي تضرب أطنابها في ليبيا، وتجدد الصراع في مالي، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأعلن الجيش الجزائري أنّه ألقى القبض منذ الشهر الماضي على أكثر من 650 شخصاً، يشتبه بأنهم يعملون بالتهريب على الحدود مع ليبيا ومالي والنيجر، في حملةٍ لتشديد الرقابة على منطقة الحدود الصحراوية القفر، التي تربطها بمنطقة الساحل في الجنوب.

وقال المحلل والكاتب أنيس رحماني، إن الجيش الجزائري يدرك أن محاربة الإرهاب في الساحل غير مجدية، إذا لم تشمل محاربة المهربين.

وتمكنت الجزائر وهي من الدول الرئيسية المصدرة للنفط والغاز، من القضاء على تمرد المتشددين الإسلاميين بعد سقوط الآلاف من القتلى في التسعينيات، وأصبحت من حلفاء الولايات المتحدة في محاربة الفصائل المسلحة في منطقة الساحل.

وأصبحت هجمات المتشددين في الجزائر الآن نادرة، مقارنةً مع ما كانت عليه قبل عشر سنوات أو أكثر، لكن يبدو أن السلطات تتخذ احتياطات إضافية، لمنع امتداد الاضطرابات المتزايدة في الدول المجاورة إليها.

إقرأ أيضاً: تنسيق جزائري ـ فرنسي حول ليبيا ونفي التدخل عسكرياً

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى، إذ تتنافس فيها حكومتان ومجموعة من الفصائل المسلحة على السيطرة على البلاد منذ سقوط معمر القذافي عام 2011، وأثارت هذه الفوضى اهتمام الجزائر، وغيرها من دول شمال أفريقيا بالمناطق الحدودية النائية المترامية الأطراف.

وأثارت عودة الاشتباكات في شمال مالي، حيث يضعف نفوذ الدولة وينشط انفصاليون وفصائل اسلامية قلق جيران باماكو منذ انسحاب القوات الفرنسية في العام الماضي، بعد عملية لطرد المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.

وأرسلت الجزائر آلاف الجنود إلى الجنوب، منذ أن أغلقت حدودها التي يتجاوز طولها ستة آلاف كيلومتر مع موريتانيا ومالي والنيجر وليبيا، في مايو/أيار عام 2014.
لكنها صعدت عملياتها الجنوبية في الأشهر الأخيرة، وعززت التعاون مع تونس على حدودها الشرقية، حيث يعمل المتشددون في الجبال الحدودية.

وقال مصدر أمني جزائري، إن العمليات الجنوبية تركزت في جانب منها، فيما يبدو على كسر شبكات التهريب التي يديرها المتشدد الجزائري المعروف، مختار بلمختار الذي يتزعم تحالفاً للمقاتلين الاسلاميين، يعمل في تهريب البضائع.


وكان بلمختار استخدم جنوب ليبيا، كنقطة انطلاق لتنفيذ هجوم على محطة إن اميناس الجزائرية للغاز في عام 2012، احتجز خلاله المسلحون العاملين الأجانب، وبدأوا حصاراً أسفر عن سقوط 40 من الأسرى قتلى.

كما اكتشف الجيش مخابئ للسلاح قرب الحدود مع ليبيا، كان آخرها في إبريل/ نيسان، عبارة عن مدفعي مورتر وقاذفي صواريخ و45 صاروخاً و225 كيلوغراماً من المتفجرات والألغام، حسب ما أعلنته وزارة الدفاع.

وفي وقت سابق من الصيف الماضي، ألقت قوات الأمن الجزائرية القبض على 200 سوري بالقرب من الحدود مع ليبيا وهم يحاولون الوصول إلى ايطاليا بمساعدة إسلاميين ليبيين وعدوهم بتهريبهم إلى ايطاليا في قارب.

ورغم أن الجماعتين المسلحتين الرئيسيتين اللتين مازالتا تنشطان في الجزائر - وهما تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والفرع المحلي من تنظيم "داعش" المسمى جند الخلافة - تعملان في مناطق نائية في شمال البلاد، فقد تزايد قلق الجيش إزاء التهديدات التي تواجهها الحدود الجنوبية.

وقال جيف بورتر، الخبير في شؤون شمال أفريقيا بمركز مكافحة الارهاب في وست بوينت بالولايات المتحدة، "الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة، الذي يمتلك القدرة على مراقبة حدوده بفاعلية".

وأضاف "حتى مع وجود قوات أجنبية في شمال مالي، لا يمكن لباماكو أن تفرض الأمن على امتداد الحدود مع الجزائر ولن تفعل ذلك. وبالمثل فإن ليبيا دولة فاشلة ليس لها أي اهتمام بالأمن الحدودي".

إقرأ أيضاً: مختار بلمختار يجدّد الولاء للظواهري