اجتماع رؤساء العراق الثلاثة: الحلول لم تتجاوز الشعارات

اجتماع رؤساء العراق الثلاثة: الحلول لم تتجاوز الشعارات

27 ابريل 2015
تغيب المالكي عن الاجتماع الطارئ (الأناضول)
+ الخط -
عقدت الرئاسات الثلاث في العراق، اجتماعاً طارئاً لمناقشة الانتكاسة الأمنية الخطيرة، وأزمة محافظة الأنبار والثرثار، للخروج بحل عاجل لها، فيما لم يخلص المجتمعون لأيّ حلٍ يرقى لمستوى الأزمة، الأمر الذي أثار انتقاد المراقبين السياسيين الذين أكّدوا أنّ البلد بحاجة إلى قرارات حازمة تتجاوز كل المجاملات والشعارات لإنقاذه من حافة الهاوية التي يجثو عليها.

وبعد أزمة الأنبار وتقدّم تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) فيها، وما حدث في الثرثار من مجزرة ارتكبها التنظيم بحق عشرات الجنود، عقدت الرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري) اجتماعها في منزل معصوم، أمس الأحد.

وبحسب بيان صحافي صدر عن مكتب معصوم، يوم الإثنين، فإنّ "الاجتماع عقد في منزله ببغداد، وأنّ المجتمعين استعرضوا بشكل شامل مجمل التطورات السياسية والأمنية في البلاد، كما تحدّثوا بضرورة وضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية ضمن فترة زمنية ملموسة".

وأكّد الرؤساء الثلاثة على "وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة في محافظتي نينوى والأنبار، وأهمية عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية"، محذّرين من "الدعايات المغرضة من بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد القوات المسلحة".

وشدّد المجتمعون على "ضرورة استكمال الاستعدادات اللازمة للنجاح في دحر الإرهاب"، كما أكدوا على "ضرورة وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة في محافظتي نينوى والأنبار على ضوء المهمات المقررة".

وحذّر المجتمعون من أنّ "الدعايات المغرضة من بعض الإجهزة الإعلامية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتنا المسلحة وتحريض المواطنين على النزوح من ديارهم".

وقرر الرؤساء "إسناد الحكومة في جهودها التعبوية، وتأييدها في قيادة هذه المعركة المقدسة ضد هؤلاء الإرهابيين الذين يريدون الاستيلاء على العراق وجعله قاعدة انطلاق ضد دول المنطقة وفرض أفكارهم الظلامية عليها".

وبحسب البيان فإنّ "الاجتماع سادته الصراحة التامة والتفاعل الإيجابي في بلورة الآراء، وتم الاتفاق على عقد اجتماع قريب لمتابعة ما تم الاتفاق عليه واستكمال مناقشة القضايا الملحّة".

وحضر الاجتماع بالإضافة الى الرؤساء الثلاثة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود، ونائبا رئيس الجمهورية أسامة النجيفي وإياد علاوي، ونائبا رئيس الوزراء صالح المطلك وبهاء الأعرجي، فيما تغيب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي عن الحضور لأسباب غير معلومة.

من جهته، رأى المحلل السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "الاجتماعات العراقية أصبحت اليوم لا تخلص إلا بشعارات لا قيمة لها، أو التوجيه بتشكيل لجان لا طائل منها".

وأوضح العيثاوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاجتماع (الطارئ) الذي عقد بعد انتكاسة أمنيّة خطيرة عصفت في البلد، لم تتجاوز نتائجه الشعارات، التي سئمها المواطن العراقي، الذي ينتظر انفراج الوضع المأساوي الذي يعيشه".

وانتقد العيثاوي، "عجز أكبر قادة في البلد (الرؤساء الثلاثة) عن اتخاذ قرار قد يخفف من الأزمة، الأمنية أو حتى الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون"، مؤكّداً أنّ "الواضح من الاجتماع أنّ قادة العراق وصلوا اليوم إلى مرحلة العجز التام عن أيّ حل داخلي، وهم ينتظرون الحلول الخارجية التي ستملى عليهم من جهات لها أطماع في البلد".

وأعرب العيثاوي عن "الأسف الكبير الذي وصل إليه العراق وقادته اليوم"، مبيناً أنّ "لا أمل يلوح بالأفق بحل سياسي قد يخفف من معاناة العراقيين".

وشهد العراق أزمة وانتكاسة أمنيّة خطيرة، منذ أيام، تمثلت بتقدم "داعش" في الأنبار وسيطرته على ناظم الثرثار في المحافظة، وارتكابه مجزرة بحق عشرات الجنود، الأمر الذي دفع الرئاسات الثلاث لعقد اجتماعها الطارئ.

اقرأ أيضاً"داعش" يحاصر لواءً من الجيش بين تكريت والأنبار

دلالات