التمديد لـ"إنقاذ" مفاوضات النووي الإيراني

التمديد لـ"إنقاذ" مفاوضات النووي الإيراني

01 ابريل 2015
اتهام أميركا بمحاولة فرض شروطها (فرانس برس)
+ الخط -

توتر كبير في الداخل الإيراني رافق المحادثات النووية المكثفة بين إيران والدول الست الكبرى، التي انعقدت أمس الثلاثاء، في اليوم الذي من المفترض أن يكون يوم المحادثات الأخير، قبل أن تشير التصريحات الأميركية إلى أن خيار التمديد أصبح وارداً بتأكيد مسؤول أميركي أن المفاوضات النووية قد تتواصل اليوم الأربعاء، فيما تفاوتت ردود الفعل الإيرانية بين الترقب والتفاؤل والتشاؤم على وقع الأنباء المتباينة والصادرة من أروقة لوزان.

مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين سويسرا، ساهمت بزيادة التوقعات بوجود خلافات روسية أوروبية أميركية على طاولة الحوار، وهو ما أدى إلى تصاعد مؤشر توقّع فشل هذه الجولة من المباحثات، لكن عودته أمس الثلاثاء إلى لوزان، وتصريحات مساعده وممثل روسيا في المفاوضات سيرغي ريابكوف، في وقت لاحق أمس، والتي وصفت الجو الذي تدور فيه المفاوضات بالبنّاء والإيجابي، أدت إلى تحرك المؤشر بالاتجاه المعاكس، فتفاءل كثر من جديد باحتمال التوصل لحل.

وكان لافتاً كذلك إعلان المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمال وندي، للصحافيين، أن المفاوضات حول الملف النووي تتقدم لكن "ببطء، نظراً الى تعقيد المسائل وواقع أن الأمر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع".

وحتى مع صدور الأنباء التي رجحت الإعلان عن بيان نهائي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، وتوقّع بعض الوكالات والمواقع الدولية الإعلان عن تمديد التفاوض واستئناف المفاوضات بين الوفدين الإيراني والأميركي بعد أيام، حاولت المواقع الإيرانية قدر الإمكان الحفاظ على توازنها.

اقرأ أيضاً: الداخل الإيراني يترقب ويحذر من نتائج لوزان

لكن خطاب المحافظين، ولا سيما المتشددين في الداخل الإيراني، استبق النتائج، ومنهم من أدلى بتصريحات وكأنها تتوقع الفشل هذه المرة أيضاً، فبدأوا بتحميل المسؤولية للولايات المتحدة الأميركية.

وقال قائد قوات التعبئة "البسيج"، الجنرال محمد رضا نقدي، إن الولايات المتحدة تعمل على فرض شروطها على الطاولة، ليس خوفاً من صناعة إيران لقنبلة نووية مستقبلا وإنما تخوّفاً من القوة والنفوذ الإيراني في المنطقة.

كثر في الداخل الإيراني توقّعوا أن تؤثر التطورات الإقليمية على طاولة لوزان، ولا سيما ما يحدث في اليمن، فقد زاد هذا الملف من التراشق السياسي بين إيران والسعودية على وجه الخصوص.

ونقل موقع "تسنيم" عن الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، قوله إن السعودية والكيان الصهيوني هما من يؤخران التوصل لاتفاق نووي في لوزان. وأضاف رضائي تزامناً مع استمرار التفاوض في سويسرا، أن بعض الأطراف الإقليمية وبعض وسائل الإعلام تعمل على إحباط مسار التفاوض، في إشارة منه إلى تسريب أنباء وتوقعات تخالف الواقع الموجود على الطاولة المنعقدة خلف الكواليس وبعيداً عن عدسات الكاميرات.

وقال إن السعودية لديها علاقات قريبة للغاية مع الطرف البريطاني الذي يحاور إيران في لوزان كذلك، فتعمل الرياض عبر لندن للتأثير سلباً على طاولة المحادثات وهو ذات الأمر الذي تقوم به إسرائيل حسب رأيه، إذ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متخوّف من أي اتفاق مع إيران ويعمل عبر فرنسا للوقوف بوجه التفاوض.

ودعا رضائي الوفد المفاوض برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إلى العمل على الوقوف بوجه المخططات التي تحاول إفشال المفاوض، والسعي بجد للتوصل إلى نتيجة، مؤكداً على دعم الكل في الداخل لهم.

تصريحات أخرى نقلتها وكالة "أنباء مهر" الإيرانية عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، دعا فيها الغرب صراحة إلى الاستفادة من الظروف الحالية المتاحة والعمل بجد للتوصل لاتفاق ينهي الأزمة النووية مع طهران.

رفسنجاني عبّر عن أسفه للخطوة التي اتخذتها السعودية بشن "عاصفة الحزم" على مواقع للحوثيين في اليمن، معتبراً أن هذه الخطوة ستشعل المنطقة بأسرها، لكنه أشار إلى إمكانية تدارك تبعاتها السلبية بسحب هذه الخطوة.

الجو الداخلي في طهران الذي رافق لحظات الحسم في لوزان، كان يتحرك على عدة خطوط بالتوازي، فبين الترقب والحذر، حاول البعض إيجاد مبررات للفشل وخصوصاً أن العديد من التصريحات نقلت صعوبة وتعقيد الملفات الحاضرة على الطاولة والتي تتعلق أساساً بآلية إلغاء الحظر وبآلية الرقابة والتفتيش لنشاط طهران النووي بعد إبرام الاتفاق، لكن آخرين حافظوا على توازنهم حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن النتائج.

المساهمون