"عاصفة الحزم" تؤجّج خلاف أوباما ونتنياهو

"عاصفة الحزم" تؤجّج خلاف أوباما ونتنياهو

30 مارس 2015
تدمير ما تبقى من جسور بين نتنياهو وأوباما (Getty)
+ الخط -


تصاعد خلال الأيام الأربعة الماضية، على وقع عمليات "عاصفة الحزم"، لهيب حربٍ أخرى، كانت شبه مكتومة بين إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إذ ارتفعت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، لدرجةٍ تكاد توحي بتدمير ما تبقى من جسور بين نتنياهو وأوباما.

وفي سياق التوتر الحاصل، اعتبرت إسرائيل أنّ الجرأة السعودية على خوض حربٍ، لا تشارك فيها الولايات المتحدة مباشرةً، هي أقوى دليل على أنّ حلفاء أميركا في المنطقة، قد فقدوا الثقة بإدارة أوباما، وذلك في محاولةٍ من إسرائيل على ما يبدو، التحذير من أنّه لا يمكن الاعتماد على أوباما في حماية أمن حلفاء أميركا في المنطقة، واتّهامه بالتفريط بمصالح هؤلاء الحلفاء.

اقرأ أيضاً: إنهاء الاحتلال.. شعار جديد لإدارة أوباما

وبعد يومٍ واحد فقط من اتهام إدارة أوباما لإسرائيل، بالتجسس على المفاوضات مع إيران، وتسريب نتائج التجسس للصحافة، أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأحد، على رفع منسوب التصعيد إلى مستوى غير مسبوقٍ، عندما اتهم أوباما بإقامة حلف مع إيران وأشياعها في اليمن، أسماه "محور إيران -لوزان – اليمن"، رابطاً للمرة الأولى بين مفاوضات لوزان حول المشروع النووي الإيراني، وتزايد النفوذ الإيراني في اليمن.

ومن المؤكّد أنّ الغرض من هذه الاتهامات، التي يوجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية لأوباما، هو إظهار الأخير وكأنه غير مكترث بأمن حلفائه، بمن فيهم إسرائيل ذاتها، التي تعتبر سعيه للتوقيع على اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، تفريطاً غير مسؤول في أمنها ووجودها.

وألمح نتنياهو إلى أنّه أصبح على علمٍ بمضامين مشروع الاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي، قائلاً أنّ إطار الاتفاق المتوقع إعلانه قبل نهاية الشهر الحالي "أسوا مما كان يتوقع".

ونقلت وكالات الأنباء عن نتنياهو قوله لمجلس وزرائه، بأنّ "هذا الاتفاق يجسد كل مخاوفنا وأكثر"، مندداً بما وصفه بـ"محور إيران-لوزان-اليمن".

تصريحات نتنياهو تدل على أنّه يؤيد الحرب الدائرة ضد جماعة "الحوثي" في اليمن، وهو تأييد ربما يصب في صالح الجماعة، وقد يؤدي إلى الإضرار بالتحالف الذي تقوده السعودية، لاجتثاث الخطر الحوثي، ولجم التوسع الإيراني.

وكان مسؤولون في إدارة أوباما قد سرّبوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأنّ إسرائيل تجسست على مفاوضين أميركيين في لوزان، وعرفت بعض ما يدور في المفاوضات، وهو اتهام نفته إسرائيل، لكن تصريحات نتنياهو عن بعض مضامين مشروع الاتفاق، ومدى سوئها ترجّح صحة واقعة التجسس.

ومن المفارقات أنّ هذا الاتهام، قوبل باتهام مماثل من قبل مؤيدي إسرائيل، بأن إدارة أوباما عرفت بتجسس إسرائيل على سير المفاوضات، عن طريق تجسسها على أجهزة إسرائيل التجسسية.

وفي وقتٍ لاحق، استغلت إسرائيل انشقاق صحافي إيراني يشارك في تغطية مفاوضات لوزان، لتبرز في الصحافة الموالية لها في الغرب اتهامات أخرى على لسان الصحافي الإيراني، بأن كل ما يهم المفاوضين الأميركيين في لوزان، هو الدفاع عن الموقف الإيراني.

كما أعادت المواقع المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، التذكير بتهم سابقة وجّهت لأوباما، بأنه بذل جهوداً جبارة لإسقاط نتنياهو في الانتخابات الأخيرة ولكنه مني بالفشل، وهو ما ينفيه أوباما، مؤكداً أنّ خلافه مع نتنياهو سياسي بحت، وليس له أدنى بعد شخصي.

اقرأ أيضاً: "جاي ستريت" تُجسّد التنافر الأميركي الإسرائيلي