ماذا لو صدق "داعش"

ماذا لو صدق "داعش"

06 نوفمبر 2015
تورط أي تنظيم سيوسّع دائرة المواجهة مع "الإرهاب"(علاء القصاص/الأناضول)
+ الخط -
بعدما جدّد تنظيم "داعش" مسؤوليته عن إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، وقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224، في تسجيل بثّ على مواقعه بعنوان "نحن من أسقطها فموتوا بغيظكم"، وعطفاً على قول مسؤول أميركي إن أجهزة الاستخبارات الأميركية استنتجت، بشكل مؤقت، أن جماعة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سيناء زرعت عبوة ناسفة على متن الطائرة، وهو الأمر الذي رجّحه مسؤولون بريطانيون، أُجبرت الحكومة البريطانية على تعليق كافة الرحلات من وإلى شرم الشيخ، وتوجيه نصيحة للبريطانيين بعدم السفر عبر مطار شرم الشيخ إلا في حالة الضرورة، تزامناً مع جهود خبراء بريطانيين لتقييم الوضع الأمني في المطار الدولي بالمدينة.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، بعد تطورات الأربع وعشرين ساعة الماضية، ماذا لو صدقت مزاعم "داعش" فعلاً؟ وماذا لو خلصت التحقيقات الروسية المصرية الى إثبات الترجيحات البريطانية والأميركية، وثبت بالدليل القاطع أن الطائرة سقطت بفعل عبوة متفجرة كانت على متنها؟ ماذا سيكون موقف موسكو والقاهرة؟ الأرجح أن رد الفعل الروسي لن يقل قساوة عن رد الفعل الأميركي عقب هجمات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول العام 2001، أي أن يجد العالم نفسه في حلقة جديدة من "الحرب على الإرهاب"، لأن موسكو لن تنظر إلى الحادث على أنه مجرد عمل إرهابي "خسيس"، بل ستضعه في موقعه "الوازن" على خارطة "الحرب على الإرهاب" التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين مع الجماعات المتطرفة من الشيشان وصولاً الى حلب، بحسب زعمه.

الأكيد أن ثبوت تورّط "داعش" أو أي من التنظيمات العاملة في شبه جزيرة سيناء بجريمة إسقاط الطائرة الروسية، لن يجعل موسكو والقاهرة تموتان بغيظهما، بل سيوسّع دائرة المواجهة مع "الإرهاب"، وسيجري استغلاله لمحاولة إضفاء شرعية على التدخل العسكري في سورية واحتمالات توسيعه إلى العراق، ولا سيما بعدما حلّت موسكو في مقعد "وليّ الدم" الذي احتلته واشنطن منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001. والأكيد الآخر أن ثبوت تورط التنظيمات المتشددة في إسقاط الطائرة الروسية سيعني انخراط القاهرة بشكل أكبر في الحرب الجديدة على الإرهاب الذي ضرب الاقتصاد المصري في خاصرة السياحة الموجعة.