فتور معارك الأنبار ضد "داعش": الحكومة تلعب دوراً سلبيّاً

فتور معارك الأنبار ضد "داعش": الحكومة تلعب دوراً سلبيّاً

27 نوفمبر 2015
مخاوف من عمليات مباغتة لـ"داعش" في الأنبار (فرانس برس)
+ الخط -

تؤثّر سياسة الحكومة العراقيّة، التي يقودها التحالف الوطني، بشكل سلبي على سير المعارك في محافظة الأنبار، ودفعت باتجاه فتور وشبه تعطيل لعمليات تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، (داعش)، والتي وصلت مراحل متقدّمة، مما أثار مخاوف كبيرة من تراجعها.


وينتقد سياسيون ومراقبون النهج الحكومي الذي تتبعه في تعاملها مع واشنطن ومع التحالف الدولي، والذي أثار حفيظتهما وأثّر سلبا على معارك التحرير، ممّا قد يمنح "داعش" فرصة استغلال الموقف وتحقيق تقدّم جديد.

وفي السياق نفسه، قال السياسي المستقل من محافظة الأنبار، الشيخ غانم العيفان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك فتورا واضحا في سير العمليات العسكريّة في محافظة الأنبار خصوصا من قبل طيران التحالف الدولي"، مبينا أنّ "الغارات التي نفذها التحالف في اليومين الأخيرين لم تكن بمستوى الطموح".

وأكّد أنّ "التصريحات الحكوميّة ومن قبل قادة التحالف الوطني وانتقاداتها للدور الأميركي، والحملات المستمرة التي يقوم بها لتسقيط هذا الدور، واتهامها بعدم الجديّة في المعارك، والتعاون مع داعش وما إلى ذلك، مقابل عدم استطاعة الحكومة إسكات هذه الأصوات، أثّر سلبا على سير المعارك في المحافظة وعلى دور التحالف الدولي".

وأضاف أنّ "أميركا لا تريد تقديم النصر لحكومة لم تضمن ولاءها لها، خصوصاً وأنّ الحكومة اليوم دخلت بتحالف مع روسيّا وإيران وسوريّة، فيما لم يتضح موقفها رسميا تجاه واشنطن والتحالف الدولي الذي تقوده".

وأشار إلى أنّ "الرمادي محاصرة، وأنّ مجريات الأحداث الميدانيّة تؤشر على أنّ المعركة محسومة ضدّ داعش، لكنّ واشنطن لم تتقدّم حتى الآن نحو المعركة، بسبب تلك التصريحات والمواقف السياسيّة"، مبينا أنّ "الوضع الآن تشوبه حالة قلق وترقب".

من جهته، حذّر القيادي في العشائر المتصدّية لـ"داعش"، عمّار العيساوي، من مغبة هذا الفتور واستغلاله من قبل التنظيم المتطرف.

وقال العيساوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة والعشائر حققت تقدّما كبيرا غير مسبوق في الرمادي، وحاصرت عناصر داعش فيها وقطعت طرق إمدادها، الأمر الذي حسم المعركة لصالحنا"، مبينا أن "استمرار هذا الفتور في الضربات الجوية وشن الهجمات على مواقع داعش سيكون له خطر كبير على هذا النصر".

وحذّر من "استغلال داعش لهذا الفتور، وتنفيذ هجمات معاكسة غير متوقعة، مما قد يقلب الطاولة علينا من جديد ويعيدنا إلى المربع الأول، وعندها سنخسر الكثير وسيصعب علينا تعويض النصر".

وشدد على أهميّة "ترك الخلافات السياسيّة جانبا، والعمل على دعم واشنطن والتحالف الدولي، وتحفيزه لحسم المعركة، والتي لها أهميّة كبيرة في مصير داعش في عموم العراق".

يشار الى أنّ القوات الأمنيّة والعشائر، بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، أحرزت أخيرا تقدّما كبيرا في سير المعارك في محافظة الأنبار، واستطاعات تطويق "داعش" وتشديد الحصار عليه داخل مدينة الرمادي، فيما تنتظر الأوامر لبدء اقتحام المدينة.

اقرأ أيضاً: "إف بي آي" يراقب 48 مشتبهاً بالولاء لـ"داعش"

المساهمون