بروكسل مازالت مستنفرة... مدينة مهجورة "يحتل" شوراعها الأمن

بروكسل مازالت مستنفرة... مدينة مهجورة "يحتل" شوراعها الأمن

25 نوفمبر 2015
بروكسل تحولت إلى مدينة من دون حياة (العربي الجديد)
+ الخط -

 

أينما توجهت في العاصمة البلجيكية، وخصوصاً في مركزها، ستشعر بكآبة، حالة لم تعتد عليها مدينة صاخبة وساهرة. كان أصحاب بعض المتاجر قرب مبنى البلدية الرئيس، بالإضافة إلى مركز شرطتها القريب جداً من الكاتدرائية الرئيسة في وسط بروكسل، ينفضون غبار الإغلاق لأيام قبل أن تعود بعضها لتفتح جزئياً، بعد ظهر الأربعاء، كما هي حالة المترو.

ليست الشرطة وحدها مَن تتمركز في أجواء أعياد الميلاد التي لم يبدأ التحضير لها، كالعادة في الرابع والعشرين من نوفمبر.

بتثاقل ملحوظ وغياب رواد المقاهي نهاراً ومساء تشعر بالتبدل الكبير، انتشار العسكر بكل معنى الكلمة مدججين بأسلحتهم عند أدراج مبنى البلدية في مركز المدينة، وعند الشوارع الفرعية وقرب مراكز حساسة، منها فنادق وسفارات. السيارات العسكرية، يلتقط بعض المواطنين صوراً لها ويتابعون ركوبهم دراجاتهم الهوائية.

"العربي الجديد" يذهب إلى الشرطة ليسأل عن حالة التأهب، فيحيلوننا إلى مركز "الطوارئ" الأمني الذي أقيم لكل بلجيكا.
اتصال مع المتحدث الرسمي باسم المركز البلجيكي للطوارئ الذي يضم الأمن والاستخبارات والجيش والشرطة، بيتر ماتينيز، يقول رداً على تساؤلنا عن حالة الطوارئ هذه: "بإمكاني القول لك، إن بروكسل ستستمر تعيش حالة الطوارئ من الدرجة الرابعة حتى الثلاثين من هذا الشهر. لقد خففنا مستواها إلى الدرجة الثالثة في باقي المدن والمناطق البلجيكية لنعيد دراسة الحالة، يوم الثلاثين من هذا الشهر".

اقرأ أيضاً: بلجيكا توجه الاتهام لأحد المحتجزين بالمشاركة في هجمات باريس

وحين سألنا مارتينيز عن الأقاويل الرسمية حول الاشتباه بعبدالسلام وتوجهه إلى ألمانيا، أجاب كالتالي: "يمكنني أن أفيدك بشيء، لا، ليس عبدالسلام وحده من نبحث عنه، بل هناك شخص ثانٍ، أيضاً، لا يمكنني الإفصاح عن اسمه، وبالنسبة لشكنا في مكان تواجدهما يصعب الإدلاء بأيّ شيء وعليك تفهم ظرفنا، فنحن في حالة طوارئ".

ما نستشفه من التواجد الأمني الكثيف والحديث مع بعض أصحاب المتاجر القريبة من مركز شرطة بروكسل، حيث الانتشار كثيف جداً بكامل السلاح الأوتوماتيكي وامتداد الانتشار العسكري الواضح من البلدية والشوارع الفرعية، أن المطلوبين لا يزالان في بروكسل.

بل أكثر من ذلك، قال أحد الشرطيين بلغة إنجليزية واضحة عن سبب الكثافة أمام مبناهم: نعتقد أن هناك تهديداً بتفجير المبنى عبر عملية انتحارية". سألنا صاحب متجر عربي قريب ببضعة أمتار عن هذه الرواية فأشار بالإيجاب: "حين تصل حي مولنبيك وترى الانتشار الأمني ستعرف أنهم لم يبقوا الدرجة الرابعة في بروكسل عن عبث".

بروكسل تعيش بالفعل حالة أمنية غير اعتيادية قال بعض المارة عنها: لم نشهد في حياتنا مثل هذا الانتشار، من الأفضل أن يكون هناك انتشار على أن يحدث لنا ما حدث في باريس وفي النهاية هذه مسؤولية الحكومة وأجهزتها في حمايتنا".

بعضهم الآخر يرى تضخيماً في الأمر، وأن المسألة صراع قوى عمن يتحمل المسؤولية في ما جرى في باريس عبر جعل الأمر انطلاقاً من بروكسل.

جزئياً عمل المترو اليوم، لكن لا أحد متيقن كيف ستكون حالة عمله غداً، ويبدو أن التشنج الأمني بالفعل يدفعك للشعور صباحاً، أنك في مدينة مهجورة وبعض شوارعها فارغة كحظر تجوال مفروض بانتشار أمني كثيف.

اقرأ أيضاً: حالة الطوارئ تضرب السياحة والأعمال في بلجيكا

المساهمون