الانتخابات المصرية.. اقتراع ضعيف وتجاوزات

الانتخابات المصرية.. اقتراع ضعيف وتجاوزات

28 أكتوبر 2015
تمّ تأجيل انتخابات بعض الدوائر (الأناضول)
+ الخط -
لم يتغيّر المشهد في مرحلة الإعادة للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، أمس الثلاثاء، لا داخل مصر ولا خارجها. بل قاربت تلك المرحلة مسار الانتخابات الأساسية التي جرت يومي 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، تحديداً لناحية أعداد المقترعين.

وكان مقرراً إجراء الانتخابات في مرحلة الإعادة لحسم 222 مقعداً برلمانياً، غير أن اللجنة العليا للانتخابات قررت وقف العملية الانتخابية في دوائر: الرمل أول وكرموز بالإسكندرية، ودمنهور بالبحيرة، والدائرتين الأولى والثانية ببني سويف. وعلّلت اللجنة ذلك، بسبب "الطعن عليهم من قبل المرشحين". وذكرت أنها "ستُحدّد موعد إجراء العملية الانتخابية في تلك الدوائر لاحقاً"، بالتالي يتنافس 418 مرشحاً على 209 مقاعد في 99 دائرة انتخابية، في 14 محافظة، هي: الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح.

وظهرت المخالفات باكراً مع تأخر اللجان الانتخابية في فتح باب التصويت أمام الناخبين، للمرة الثانية بعد الجولة الأولى، بسبب تأخر القضاة المشرفين على العملية الانتخابية، كما حدث في لجان محافظة قنا. وتكررت المخالفات التي شَابَت الجولة الأولى في مرحلة الإعادة، مع تواجد أنصار المرشحين أمام مراكز اللجان الانتخابية، قبل فتح باب الترشيح. وهو ما تمّ رصده في عددٍ من لجان محافظة الجيزة. كما سُجّل حصول دعاية مخالفة وتوجيه الناخبين، إذ عمد مندوبو المرشحين إلى توجيه الناخبين أمام اللجان، من خلال مساعدتهم في معرفة مكان تصويتهم، ليتمّ توجيههم لصالح مرشحٍ محدد. ولم تتدخّل قوات التأمين على الانتخابات لمعالجة المخالفات. وسُجّل استمرار غياب العنصر الشبابي عن مشهد التصويت في جولة الإعادة، في تكرارٍ للجولة الأولى.

وفي ظلّ غياب الجزء الأكبر من الناخبين، بذل المرشحون وأنصارهم محاولات حثيثة لدفع المواطنين للنزول والتصويت لصالحهم. وتم رصد ظاهرة "شراء الأصوات"، بعد انتشار سماسرة المرشحين أمام اللجان، بالقرب من أماكن تجمع المواطنين والمقاهي المحيطة بلجان الانتخابات.

اقرأ أيضاً: كل هذه الانتخابات في مصر

ووصل سعر الصوت الانتخابي في ساعات التصويت الأولى إلى 38 دولاراً في بعض المناطق، ووصل في دوائر أخرى إلى 88 دولاراً، تحديداً في الأماكن التي يترشح فيها بعض رجال الأعمال، الذين رصدوا مبالغ كبيرة قبل أيام من عملية الاقتراع لشراء الأصوات. ويقول أحد سماسرة الانتخابات لـ"العربي الجديد"، إن "سعر الصوت، قد يصل في بعض الدوائر التي تشهد منافسة شديدة، إلى 125 دولاراً، اليوم الأربعاء (اليوم الثاني والأخير من مرحلة الإعادة)".

ولم تقتصر الرشاوى على الأموال، فقد لجأ بعض المرشحين إلى توزيع مخدر الحشيش على الناخبين. وهو ما ظهر في شوارع منطقة كرداسة، إثر قيام أجهزة الأمن، بضبط اثنين من أنصار أحد المرشحين، يقومان بتوزيع الحشيش على المواطنين.

وشهدت مدينة المحلة محاولة لاغتيال مرشح حزب "النور"، محمود عمارة، في الدائرة التي تقع بمحافظة الغربية، والمقرر إجراء الانتخابات بها في النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وذلك بعدما اعترضه عدد من المسلحين المجهولين، الذين انهالوا عليه ضرباً بالأسلحة البيضاء. كما شهدت بعض الدوائر الانتخابية مناوشات واشتباكات بين أنصار المرشحين، مثل دائرة الحوامدية، بجنوب الجيزة، والتي تعارك فيها أنصار اثنين من المرشحين، بسبب أسبقية الدعاية أمام اللجان.

من جهتها، تكشف "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، عن "وجود عمليات توجيه للناخبين في محافظة المنيا باللجان (32 ـ 35) بمدرسة الكاشف الابتدائية، لصالح مرشح حزب المصريين الأحرار". وتضيف أنه "في نفس المحافظة، تم توجيه الناخبين في اللجان (27 ـ 29) بمدرسة التجارة بنات ببندر المنيا، لصالح مرشح حزب المصريين الأحرار، وبمدرسة التربية الفكرية الإعدادية تم توجيه الناخبين لصالح مرشح حزب المصريين الأحرار والمرشح المستقل بذات الدائرة". ورصدت المنظمة تأخر فتح خمس لجان فرعية بمدرسة العطف بدائرة العياط، نتيجة وجود إشكالات في إثبات توكيلات مندوبي المرشحين.

وحسب النظام الانتخابي الذي يجمع بين نظامي القائمة المطلقة والفردي، فإنه سيتم انتخاب 448 نائباً مستقلاً و120 يمثلون الأحزاب المشاركة في الانتخابات. ووفقاً للدستور، فإنه يحق للرئيس عبد الفتاح السيسي تعيين 28 نائباً.

اقرأ أيضاً: الانتخابات المصرية بعيون إسرائيلية... فشل ذريع للسيسي