صندوق ثقة أوباما خطط لاحتكار منصب مدير الاستخبارات لـ10سنوات

صندوق ثقة أوباما خطط لاحتكار منصب مدير الاستخبارات لـ10سنوات

26 أكتوبر 2015
عيّن برينان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية بـ2013(دون إميريت/فرانس برس)
+ الخط -
يكشف جزء من رسائل بريد الرئيس الحالي لوكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، جون برينان، التي بدأ موقع ويكيليكس في تسريبها منذ أيام، والتي تعود إلى الفترة بين عامي 2007 و2008 شقاً مرتبطاً بعمل أجهزة الاستخبارات الأميركية والفوائد التي جنتها من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، إلى جانب الكشف عن دوره في خطة التقارب بين إيران والولايات المتحدة والتي أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي.
وتتضمن الرسائل اقتراحاً سرياً، غريباً على الأميركيين، هو تمديد فترة بقاء المسؤول الأول عن الاستخبارات المركزية إلى 10 سنوات. وكان الهدف على ما يبدو أن يقرأ الاقتراح الرئيس الجديد للبيت الأبيض، باراك أوباما، وليس المغادر جورج بوش.
ويُعتبر مجلس الشيوخ الأميركي معنيا ضمنياً بالأمر لكونه الجهة المنوط بها سلطة المصادقة على قرارات الرئيس المتعلقة بالتعيينات في المناصب العليا في الحكومة الفدرالية. لكن أظهرت مجريات الأحداث منذ وصول أوباما إلى السلطة في 2009 أنه لم يتخذ أي خطوة باتجاه تطبيق هذا الاقتراح، وهو ما يدل على رفضه العملي له، حتى وإن لم تبين وثائق "ويكيليكس" موقفه من الاقتراح.

اقرأ أيضاً: "ويكيليكس" ينشر رسائل لمدير CIA...وفتى يدعم فلسطين يخترق بريده 

وتظهر مسودة التحليل الذي عثر عليه في صندوق بريد برينان المخترق، أن مبرر المطالبة بجعل مدة التعيين في منصب مدير الوكالة عشر سنوات هو السعي إلى تجنيب المنصب تداعيات الأهواء الحزبية مع وصول أي رئيس جديد إلى البيت الأبيض. ولا يوجد ما يؤكد أن برينان هو صاحب الاقتراح لكن وجوده في جهازه الإلكتروني خلال موسم التعيينات التي ترافق اختيار أي رئيس جديد يدل على أن برينان نفسه هو كاتب المسودات جميعها التي عثر عليها في جهازه، وأن عينه كانت على منصب مدير الوكالة ويريد البقاء فيه أطول مدة ممكنة. 
يذكر أن برينان لم يعين على الفور مديراً للوكالة بعد تولي باراك أوباما الرئاسة بسبب الانتقادات القوية التي كانت توجه له على خلفية أدواره السابقة في مهام قيادية بالوكالة، وخصوصاً أثناء حرب العراق وبعدها. لكن أوباما لم يستغن عن خدمات برينان، فقد اختاره مستشاراً له لمكافحة الإرهاب ليعملا معاً في البيت الأبيض، إلى أن حانت الفرصة في 2013، لتعيين برينان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية. منصب لا يزال يشغله حتى الآن.
ومن غير المعروف ما إذا كان برينان قد كرر على أوباما في السنوات الأخيرة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكرة بقائه مديراً لـ"سي آي إيه" لمدة عشر سنوات، لكن الأمر المؤكد هو أن الفكرة لا يمكن أن تجذب أحدأ في الولايات المتحدة ولا يمكن أن يقبل بها مجلس الشيوخ، لأن النظام الأميركي قائم على تدوير الوظائف العليا في الدولة. يُضاف إلى ذلك، أن المشرعين الأميركيين يدركون أن بقاء أي مسؤول تنفيذي في منصبه لسنوات طويلة لا يعني سوى تحول موقعه إلى مركز قوة للفساد أو مركز فساد للقوة.
ولا ينطبق هذا الأمر على الوظائف الإدارية أو القيادية الوسطى، إذ إن برينان نفسه قضى ما يقارب الثلاثة عقود من عمره في وكالة الاستخبارات المركزية متنقلاً بين مواقع متغيرة في إدارات جمهورية وديمقراطية على حد سواء. وكان من بين أهم المهام التي قربته من صناع القرار، دور تولاه في أواسط التسعينيات من القرن الماضي من خلال إعداد وتقديم الموجز اليومي للرئيس بيل كلينتون عن أهم ما يجري في العالم سراً وعلناً. أما في عهد جورج بوش، فيؤخذ على برينان أنه كان من بين أبرز موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الذين قدموا للبيت الأبيض الأدلة المفبركة عن أسلحة الدمار الشامل التي اعتمد عليها بوش لشنّ الحرب على العراق.

اقرأ أيضاً: "ويكيليكس" تنشر قائمة اتصالات مدير الـ"سي آي ايه"