العبادي بين واشنطن وموسكو... غضب الحلفاء يحرِّك مسألة إقالته

العبادي بين واشنطن وموسكو... غضب الحلفاء يحرِّك مسألة إقالته

25 أكتوبر 2015
يسير العبادي بعكس توجهات "التحالف الوطني" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
يعيش رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وضعاً حرِجاً هذه الأيام، بعدما قدّم أخيراً التزاماً للولايات المتحدة بعدم السماح لروسيا بتنفيذ ضربات ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) في العراق، مقابل التزامات "التحالف الوطني" الحاكم المدعوم إيرانياً، مع روسيا، وتقديمه طلباً بتنفيذ تلك الضربات.

ويرى "التحالف الوطني" أنّ التزام العبادي مع واشنطن وضعه أمام موقف محرج مع روسيا، الأمر الذي قد يؤثر سلباً في طبيعة عمل والتزامات "التحالف الرباعي" الجديد الذي يضم كلاً من إيران، وروسيا، والعراق، وسورية، ما دفع التحالف الوطني، الراغب في التعاون مع روسيا، إلى التفكير في جدّية لإقالة العبادي من منصبه وتقديم مرشح جديد، يرضى بشروط "التحالف الوطني"، وانفراده باتخاذ القرارات السيادية في البلاد.

يقول مصدر في "التحالف الوطني" لـ"العربي الجديد"، إنّ "كتل التحالف، عقدت اجتماعاً مهمّاً عقب اجتماع العبادي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، الجنرال جوزيف دنفورد، والذي تعهد فيه الأول بعدم دخول روسيا عسكرياً في العراق"، مبيّناً أنّ "قادة التحالف بحثوا في الاجتماع الالتزام الذي قدّمه العبادي إلى واشنطن".

ويوضح المصدر ذاته أنّ "قادة التحالف الوطني اتفقوا على ضرورة تنفيذ روسيا ضربات جويّة في العراق، وأنّهم سيسعون الى إخراج التحالف الدولي من العراق، بعدما أثبت فشلاً في حربه ضد داعش"، لافتاً إلى أنّ "قادة التحالف سيحرجون العبادي مع واشنطن ويلغون التزامه معهم من خلال اتفاقهم مع روسيا على تنفيذ الضربات".

ويشير العضو في التحالف الوطني إلى أنّ "قادة التحالف أكّدوا أنّ سياسة العبادي تتعارض مع سياسات تحالفه"، وأنّ "التزاماته تتجاوز التحالف الوطني"، علماً أنّ الأخير هو الذي وضع العبادي في هذا المنصب، وهو الذي يستطيع إزاحته عنه، بحسب تعبير النائب في التحالف العراقي الحاكم. ويكشف النائب نفسه أنّ "قادة التحالف طرحوا موضوع سحب الثقة عن العبادي وإعادة النظر في التشكيلة الحكومية وتقديم شخص مؤمنٍ بمبادئ التحالف الوطني ولا يتجاوزها أبداً".

ويخوض معارضو بقاء العبادي في منصبه معركة إقالته تحت شعارات الإصلاحات والفساد، لا من بوابة تعهداته لواشنطن. وفي السياق، اتّهم النائب عن التيار الصدري المنضوي ضمن التحالف الوطني، عواد العوادي، حكومة العبادي بـ"استغلال شعار الإصلاحات، وتعيين أشخاص بمواقع حساسة في الدولة على أساس حزبي". وقال العوادي في بيان صحافي، أخيراً، إنّ "كتلته تبدي استغرابها من الخطوات التي تقوم بها حكومة العبادي وابتعادها عن معيار الكفاءة والمهنيّة خلال تعيينات المواقع المهمة"، داعياً إيّاها إلى "الابتعاد عن اتخاذ قرارات التعيين من دون استشارة الشركاء".

اقرأ أيضاً العراق: التحالف الرباعي و"القرارات المهمة" تفجّر علاقة الجبوري والعبادي

بدوره، أكّد رئيس كتلة مليشيا "بدر" البرلمانية، والمنضوية ضمن "التحالف الوطني"، أنّ "الكتل السياسية بدأت تنقلب على العبادي، بشأن التفويض الذي منحته له لإجراء الإصلاحات". وقال علي البديري في تصريح صحافي، إنّ "قرارات العبادي الأخيرة ومنها سلّم الرواتب الجديد هي انقلاب على التفويض الممنوح له من قبل الكتل السياسية التي كانت تتوقع تنفيذ الإصلاحات"، مشيراً إلى أنّ "الكتل بدأت تفكّر بجدية بسحب التفويض من العبادي".

ويرى الخبير السياسي، رعد رشيد، أنّ "التحالف الوطني يبدي احتجاجات كثيرة على العبادي اليوم، من خلال اعتراض الأول على موازنة الحشد الشعبي باعتبارها قليلة، وعلى الإصلاحات التي وصفها بأنّها غير حقيقية، ومن ثم على الالتزامات مع واشنطن".

ويقول رشيد لـ"العربي الجديد" إنّ "قادة التحالف الوطني والذين ينتمي معظمهم إلى مليشيات الحشد الشعبي، بدأوا اليوم يتحركون فعلياً لسحب الثقة من العبادي، وكان ذلك واضحاً من خلال رسالة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس إلى العبادي قبل يومين، والتي هدّد فيها الأخير بشكل واضح". ويشير الخبير السياسي إلى أنّ "الحشد والتحالف الوطني يريدون السيطرة على موازنة العراق وزيادة تخصيصات الحشد، ويريدون تنفيذ الإصلاحات بعيداً عن كبار المفسدين المنتمين إلى التحالف، كما يريدون الخروج من التحالف الدولي ودخول روسيا عسكرياً في العراق".

ويوضح رشيد أنّ "هذه هي نقاط الخلاف الرئيسيّة بين التحالف الوطني والعبادي، والتي لا يستطيع الأخير أن يتنصل منها برغبته، الأمر الذي سيضعه بمأزق كبير"، مرجّحاً أن "يبدأ التحالف الوطني بجمع التواقيع قريباً لسحب الثقة من العبادي، ويحشد الكتل الأخرى معه"، مؤكّداً أنّ "الكثير من قادة الكتل يؤيدون ذلك، ومنهم رئيس القائمة الوطنية، إياد علاوي الذي طالب قبل أيام عدة بإقالة العبادي".


اقرأ أيضاً: اتهام العبادي باستخدام تهمة "الفساد" بدل "4إرهاب" لتصفية الخصوم

المساهمون