السيستاني يدعو المليشيات العراقية للحفاظ على أرواح المدنيين

السيستاني يدعو المليشيات العراقية للحفاظ على أرواح المدنيين

16 أكتوبر 2015
مخاوف من ارتكاب "الحشد" المزيد من الجرائم (Getty)
+ الخط -
دعا المرجع الديني في العراق، علي السيستاني، يوم الجمعة، عناصر مليشيات "الحشد الشعبي" إلى الحفاظ على أموال المواطنين والممتلكات العامة في المناطق التي تشهد معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، مُشدداً على حماية أرواح المدنيين، وذلك بعد مخاوف أطلقها سياسيون وزعماء قبائل من ارتكاب مليشيات "الحشد" جرائم مماثلة لما حدث في تكريت، خلال دخول المليشيات إليها وتنفيذ عمليات قتل وسطو مسلّح على منازل المواطنين.

وقال ممثل السيستاني في كربلاء، أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة، إنّ "المقاتلين مطالبون بحماية أرواح الأبرياء، لأنهم يخوضون أقدس المعارك وأشرفها في تاريخ العراق المعاصر"، مُشدّداً على "ضرورة الحفاظ على الشيوخ والنساء والأطفال وجميع الأبرياء، ومعاملتهم بالرحمة والرأفة والإنسانية".

كما طالب الصافي المقاتلين "بعدم الضعف وزيادة ضراوة القتال ضد داعش والاستبسال"، داعياً، في الوقت نفسه، الحكومة بكل مؤسساتها إلى "دعم هذه المعركة المصيرية وتوفير الإمكانات المتاحة لإدامة النصر".

من جهته، حذّر الزعيم القبلي في محافظة صلاح الدين، الشيخ محمد العبود، من عمليات اعتداء "وشيكة"، وانتهاكات لحقوق الإنسان، قد تقدم عليها المليشيات التي سيطرت على أجزاء من بلدة بيجي والصينية شمالي المحافظة.

وقال العبود، لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجب ألاّ تتكرر مأساة تكريت، وعلى الجيش أن يسلم مسؤولية مسك الأمن في المناطق المحررة من داعش إلى أبناء العشائر"، مبيناً أن "أي سيناريو مشابه لما حل في تكريت سيكون له ارتدادات عكسية على كل العراق، ولم يكن بمقدور الآخرين الادعاء بأنها تصرفات فردية أو غير ممنهجة".

إلى ذلك، قال أمين مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين، الشيخ محمد عاصي الجبوري، إن مليشيا "الحشد الشعبي قررت نقل 500 مقاتل، ينتمون للواء الحمزة المكون من مقاتلي عشيرة الجبور بالمحافظة، إلى منطقة كرمة الفلوجة لإسناد المليشيا في المعارك التي تخوضها هناك ضد التنظيم"، مبيناً خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن "نقل المئات من مقاتلي العشائر أمر فيه الكثير من المجازفة، لأن تنظيم (داعش) قد يستغل الفجوة التي خلفها انتقال جزء كبير من لواء الحمزة إلى مناطق أخرى".

وأوضح الجبوري أن بلدة الضلوعية محاذية لصحراء الجزيرة، التي تربط محافظة صلاح الدين بمحافظة الأنبار، وتعتبر معقلاً لعناصر "داعش"، داعياً الحكومة المحلية في صلاح الدين ونواب المحافظة إلى التدخل لإعادة مقاتلي العشائر، الذين يمتلكون الخبرة الكافية لقتال التنظيم، مبيناً أنهم الأحرص على حماية مناطقهم من المليشيات الوافدة من جنوب البلاد.

كما انتقد قيام عناصر في مليشيا "الحشد" بسرقة سيارات تعود للسكان المحليين في الكرمة، وبيعها في الضلوعية، بأسعار لا تزيد عن 3000 دولار أميركي، لافتاً إلى قيام المليشيا بترويج إشاعات تفيد بأن هذه السيارات نقلت إلى محافظة صلاح الدين على يد عناصر لواء الحمزة، كغنائم كان يستقلها عناصر تنظيم "داعش".

وتشكل لواء "الحمزة" بعد تحرير بلدة الضلوعية، جنوبي محافظة صلاح الدين، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" نهاية العام الماضي، وتم ربط اللواء بمليشيا "الحشد الشعبي"، التي تمتلك الحق بتوسيع وتقليص حجم اللواء ونقله إلى قواطع العمليات المختلفة.

اقرأ أيضاً: العراق: انفلات أمنيّ في ديالى يثير مخاوف أهلها

المساهمون