أبو قتادة: المُنظّر السلفي الذي أبطل خلافة "داعش"

أبو قتادة: المُنظّر السلفي الذي أبطل خلافة "داعش"

25 سبتمبر 2014
لم تشكّل براءة "أبي قتادة" مفاجأة (فرانس برس)
+ الخط -


غادر منظّر التيار السلفي الجهادي، الأردني عمر محمود عثمان، الملقّب بـ"أبي قتادة"، أمس الأربعاء، زنزانته الأردنية، بعد أن قررت محكمة أمن الدولة "الإفراج عنه فوراً"، بعد إعلانها براءته من تهمة التآمر بالقيام بأعمال إرهابيّة مُسندة إلية، فيما يُعرف بقضية "تفجيرات الألفية"، والتي سبق أن حوكم فيها غيابياً في 18 سبتمبر/أيلول 2000 بالسجن 15 عاماً.

بهذا القرار يكون "الشيخ" كما يناديه سجّانوه، قد بُرّئ من التهم التي لوحق بسببها قرابة الـ9 أعوام، إذ سبق للمحكمة أن برّأته في 26 يونيو/حزيران الماضي، من التهم المسندة إليه في قضية "الإصلاح والتحدي"، التي حُوكم فيها غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة عام 1999، لإدانته بالتآمر لتنفيذ هجمات إرهابية.

صباح أمس، دخل أبو قتادة (54 عاماً) قاعة المحكمة بابتسامة عريضة، ولوّح بيده لأفراد أسرته الذين كان يعتريهم القلق، ولم ينفكوا يبتهلون إلى الله بفكّ أسر ابنهم، فيما غرقت السيدات منهن بدموع الخوف، قبل أن يعلو التكبير في قاعة المحكمة.

كان قرار المحكمة، الذي بُرّر بـ"عدم قيام الدليل القانوني المقنع بحقه"، متوقعاً، وسبقته تسريبات تؤكده، فالرجل الذي لوحق كعدو للدولة قرابة تسعة سنوات، قضاها لاجئاً سياسياً في بريطانيا منذ عام 1994، وحتى تسليمه للأردن في 7 يونيو/ حزيران 2013، بناءً على اتفاقية للتعاون الجنائي بين البلدين، ينتظره دور كبير، في محاربة العدو الأكبر للأردن.

وتعوّل المملكة على التأثير الذي يتمتع به من وُصف بـ"ممثل أسامة بن لادن في أوروبا" على أتباع التيار السلفي الجهادي، لقيادة حرب فتاوى تساند المملكة في حربها العسكرية والأمنية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك بعد أن تطابقت وجهة نظره الفقهية، مع موقف المملكة المعادية لتنظيم الدولة.

أبو قتادة الذي ولد في بيت لحم في الضفة الغربية عام 1960، ولجأ مع عائلته إلى الأردن بعد نكسة يونيو/حزيران 1967، ليعيش في مخيمات اللجوء، يعدّ اليوم، من القلائل من منظّري التيار السلفي الجهادي ممّن يملكون خلفية أكاديمية، تجلّت في فتوى أصدرها في منتصف يونيو/حزيران الماضي، يُبطل فيها خلافة "داعش" ويعتبر ما أقدم عليه التنظيم "ضرباً من ضروب الجهالة".

غير أن شهية الأردن، لفتوى "إبطال الخلافة"، والتي نظر إليها أنصار "داعش"، الذين أعلنوا موقفاً عدائياً على الرجل المحسوب على "جبهة النصرة"، ثمناً لإطلاق سراحه، حدّت منها تصريحاته التي أطلقها خلال جلسة محاكمته التي عقدت في 7 سبتمبر/ أيلول، التي أعلن فيها رفضه للتحالف الدولي ضد "داعش".

طبّق الأردن في تعامله مع الرجل، عندما أطلق فتوى "إبطال الخلافة"، المثل القائل "عدو عدوي صديقي"، لاعتقاده أن خطر أبو قتادة عليه، أقل بكثير من خطر "داعش"، الذي أعلن أن المملكة جزءٌ من دولته المستقبلية. وطبّق السلفي صاحب العداء المطلق للغرب في رفضه للتحالف المثل عينه، معتبراً أن خطر "داعش" على تنظيم "القاعدة"، أقلّ من خطر التحالف الدولي على "أهل السنة والجماعة".