إسرائيل وأميركا تتهمان "حماس" بخطف المستوطنين... واستعدادات لاجتياح الخليل

إسرائيل وأميركا تتهمان "حماس" بخطف المستوطنين... واستعدادات لاجتياح الخليل

15 يونيو 2014
حملة الاعتقالات تطال نواباً ووزراء سابقين من حماس (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تتسارع وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وحركة "حماس" في ما يتعلق باختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل، في ظل مواقف وخطوات توحي باحتمال تصعيد عسكري كبير، أكان برياً في الخليل، أو جوياً في قطاع غزة.

واتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، حركة "حماس" رسمياً، "بتنفيذ عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية"، وذلك مع بدء جلسة الحكومة الأسبوعية.
وقال نتنياهو: "أستطيع أن أقول إن من نفذ عملية، الاختطاف هم نشطاء حماس" في الضفة الغربية​. وهدد بأنه ستكون هناك "تبعات لهذه العملية".

بدوره، اختار وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تبني الرواية الإسرائيلية، معلناً "وجود مؤشرات عدة إلى ضلوع حماس".
وقال كيري في بيان: "لا نزال نبحث عن تفاصيل بشأن المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي البشع، رغم أن مؤشرات عدة تقود إلى ضلوع حركة حماس"، مذكراً بأن واشنطن لا تزال تعتبر الحركة "منظمة ارهابية".

وتجاهل كل من نتنياهو وكيري رفض منظمة التحرير الفلسطينية الاتهامات الزائفة لحركة "حماس"، وتأكيدها أنها "اتهامات يسوّقها نتنياهو، بغرض التستر على التقصير الذي يدينه ويحمّله مسؤوليته أقسام واسعة في المجتمع الإسرائيلي".

من جهته،  رأى المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، أنّ تصريحات نتنياهو "غبية وذات بعد استخباري والاحتلال يتحمل المسؤولية عن عملية التصعيد ضد شعبنا وقياداته في الضفة الغربية".​

وفي إطار متصل، رأى وزير الاستخبارات يوفال شطاينتس، أن السلطة الفلسطينية "خفّفت من ضغطها على حركة حماس وعناصرها، وهو ما مكنها من التحرك بحرية أكبر".

وبموازاة اتهام نتنياهو، بدأ جيش الاحتلال باستدعاء عدد محدود من قوات الاحتياط، ونشر المزيد من الوحدات النظامية في الضفة الغربية، بعد فرض طوق أمني كامل عليها الليلة الماضية.

وأفاد موقع "هآرتس"، ظهر اليوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي يحشد قوات بأعداد كبيرة في منطقة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، كما تقرر إيفاد كتيبة أخرى من سلاح المشاة إلى المنطقة، بعدما كانت قوات كبيرة من المظليين انتشرت منذ ليلة الجمعة في المدينة ونفذت عمليات تفتيش واسعة رافقتها حملات اعتقالات في صفوف حركة حماس، تم بموجبها حتى الآن اعتقال 80 فلسطينياً من أعضاء الحركة وعدد من كوادر حركة الجهاد الإسلامي.

وفي السياق نفسه، اعترف نتنياهو، خلال جلسة الحكومة اليوم الأحد، أنه أرجأ توجيه أصابع الاتهام إلى حركة "حماس"، بسبب عمليات الاعتقال المذكورة.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تحدثت، منذ أمس السبت، عن نقل كتائب عسكرية بأكملها إلى الضفة الغربية استعداداً لاجتياح بري محتمل، في حين قالت بعض التقارير إن الجيش أوقف تدريبات كتائب عسكرية في الجولان، وقام بنقل أفرادها إلى الضفة الغربية.

وفي إطار التهويل الإسرائيلي، أعلن وزير الخارجية (المتطرف) أفيغدور ليبرمان، أنه يرفض أية فكرة لتبادل المستوطنين مع أسرى فلسطينيين، معتبراً أن صفقات التبادل الأخيرة هي التي شجعت على تنفيذ العملية، وهو ما قاله رئيس جهاز "الشاباك" السابق، يوفال ديسكين.

وقد شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من قيادات وعناصر وكوادر من حركة "حماس"، بينهم نواب ووزراء، في العديد من محافظات الضفة الغربية.

واعتقلت قيادات ونواباً في المجلس التشريعي ووزراء سابقين من "حماس"، عُرف منهم: حسن يوسف، محمد غزال، وزير الأسرى السابق وصفي قبها، النائب أحمد الحاج علي، النائب حسني البوريني، النائب أحمد طوطح، النائب إبراهيم أبو سالم، نادر صوافطة، فازع صوافطة، الوزير السابق خالد أبو عرفة، أحمد نبهان، عبد الجبار جرار، عمر البرغوثي، محسن شريم، محمد السيد، أحمد زيد.

و اعتقلت قوات الاحتلال القياديين في حركة "الجهاد الإسلامي" في جنين: طارق قعدان، وجعفر عز الدين.

كما اعتقلت عدداً من نشطاء وكوادر "حماس"، في عدد من محافظات الضفة الغربية، وعرف منهم: عمار مناع، أسامة شاهين، صبحي قفيشة، فراس جرار، سمير أبو شعيب، أنس رداد، عبد الله بني عودة، طلال أبو عصبة، أحمد عواد، حذيفة زيادة، عبد الحكيم القدح، علاء أبو خضر، زيد سرحان، أمير الدحبور، نائل عنايا، محمد بني عودة، محمد البربراوي، مصطفى ربايعة، أحمد سلاطنة، أحمد ملايشة، ساجد خطاطبة، عرفات ناصر، طارق شعبان، مروان زاهدة، سعيد قصراوي، سامر الشوا.

واعتقلت أيضاً كلاً من: عبد الله شبيطة، مصعب الأشقر، عمرو ذياب، مروان مهرة، محمود عياد، أدهم الشولي، يوسف أبو سنينة، حسن الصفدي، أشرف شماسنة، نجيب مفارجة، ضياء سمور، فتحي أبو سرور، يوسف اللحام، أحمد حمادنة، نادر طقاطقة، سعيد أبو حسين، قاسم أبو حسين، محمد دغلس، علاء زعاقيق، محمد موسى، علي حنون، أديب وهدان، ناصر بركات، عثمان القواسمي، أيمن القواسمي، حذيفة سلامة، إحسان السرحان، أنس جناص، محمد صلاح، زاهي الكوسا، قاسم أبو حسين، يحيى صالح، عيسى صالح، سمير مسالمة، محمود مسالمة، صبحي شلش.

وقال مدير "مركز أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الحملة، ردة فعل جنونية من قبل الاحتلال لإرضاء الشارع الإسرائيلي بعد عملية أسر المستوطنين، وهو أمر اعتدنا أن يقوم به الاحتلال، كما حدث في عام 2006، حين شنت قواته حملة اعتقالات واسعة عقب اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، على أيدي فصائل المقاومة في غزة".

وأشار الخفش إلى أن المعتقلين، من قيادات ونشطاء فاعلين من حركة "حماس"، سيتم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري. ونقل موقع "والا" الإسرائيلي، عن مصادر فلسطينية في الخليل، أن اثنين من العناصر البارزين في "حماس"، اختفيا منذ مساء الخميس، وأنه عندما حاولت قوة من جيش الاحتلال اعتقالهما، تبين أنهما غير موجودين في المنزل، فقام الجنود باعتقال زوجتيهما.