الاعتراف بدولة فلسطين: اليمين الفرنسي "حائر"

الاعتراف بدولة فلسطين: اليمين الفرنسي "حائر"

28 نوفمبر 2014
اليسار سيصوّت من أجل فلسطين (باتريك كوفاريك/فرانس برس)
+ الخط -
تُثير تصريحات برنار هنري ليفي عن القضية الفلسطينية، السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن أدلى بدلوه في موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي سيناقشه البرلمان الفرنسي اليوم الجمعة.

ولم يفاجئ ليفي أحداً، حين كشف لراديو الجالية اليهودية في فرنسا "راديو جي"، أنه "لو كان نائباً فرنسياً لصوّت ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وعلّل رفضه لهذا الاعتراف بالقول إن "أغلبية الفلسطينيين لا يعترفون حتى بوجود إسرائيل".

ويأتي موقف ليفي مغايراً للمواقف الفرنسية المتعددة، فرئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، النائبة الاشتراكية، والوزيرة السابقة، إليزابيث غيغو، رحّبت بقوة بمناقشات اليوم، كما صارحت الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في الأمم المتحدة، بتأكيدها أن "هذا الاعتراف سيشجع على السلام". ودعت غيغو، اليمين الفرنسي، الأقلية في مجلس النواب، ألا يجعل من هذا النقاش مسألة خلاف بين اليمين واليسار، ومؤكدة أن وزير الخارجية، لوران فابيوس، عبّر عن إعجابه بالمبادرة، وإن كان يحتفظ بحرية خياره.

ويستعيد الموقف اليساري، في انحيازه للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعوداً قديمة للرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران، في الكنيست الإسرائيلي في عام 1982، حين آمل أن يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلى جانب دولة إسرائيلية.

وأمام الوضوح اليساري، يبدو اليمين متردداً. فبعد الانتصارات الانتخابية التي بدأ يحصدها، وتجلّى آخرها، في استعادته لمجلس الشيوخ، فإن قياديي اليمين يبدون تردداً كبيراً في مواقفهم، ويقدمون تبريرات مختلفة، لتطلّعهم إلى الأصوات اليهودية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017، خصوصاً وأن اللوبي اليهودي في فرنسا، يتمتع بقوة تأثير وإزعاج كبيرين.

في هذا الصدد، يتهرّب المرشح اليميني القوي، والأكثر شعبية في فرنسا، آلان جوبيه، من إبداء موقف واضح من المسألة، أما رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون، فيرى أن الاعتراف يجب أن يأتي، فقط، بعد إنجاز الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اتفاقا نهائيا بينهما.

علماً أن 153 بلداً في العالم يعترف بالدولة الفلسطينية، كما أنه ومنذ الاعتراف بها كدولة مراقبة غير عضو، قبل سنتين، أصبحت فلسطين عضواً في 15 مؤسسة ومعاهدة دولية ومنظمات، من أبرزها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهو ما يُشكّل دليلاً على أنها تمتلك مقومات وشروط إنشاء دولة.

ولا يقتصر التردّد على يمينيي فرنسا، إذ إن لدى بعض دول الجوار، المشكلة عينها، فالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تعتبر أن "الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، لا يقودنا إلى طريق حل الدولتين". كما تدعو الممثلة السامية للاتحاد الأوروبية للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، إلى "وجوب تبنّي الدول الأوروبية لمبادرة مشتركة، والتحدث بلسان واحد".

ولا يبدو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعيداً عن موقفي ميركل وموغيريني، في القول إن "الجميع يأمل في رؤية إسرائيل تتعايش مع فلسطين في سلام. ولكن على هذا أن يأتي في إطار مفاوضات تقود إلى حل الدولتين. حينها يتوجب علينا الاعتراف بالدولة الفلسطينية". مع العلم أن البرلمان البريطاني صوّت إلى جانب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

دلالات

المساهمون