البابا وإيطاليا يشددان على "حل سلمي" في ليبيا

البابا وإيطاليا يشددان على "حل سلمي" في ليبيا

18 فبراير 2015
البابا فرانسيس في عظته الأسبوعية (فرانس برس)
+ الخط -
دعا البابا فرنسيس المجموعة الدولية، اليوم الأربعاء، إلى بذل جهودها "لإيجاد حلول سلمية للوضع الصعب في ليبيا"، وذلك قبل ساعات من اجتماع استثنائي لمجلس الامن الدولي، الموقف ذاته عبرت عنه إيطاليا عن لسان وزير خارجيتها باولو جينتيلوني اليوم أيضا.

وخلال اللقاء الأسبوعي في ساحة القديس بطرس، كرر البابا الدعوة "إلى الصلاة من أجل إخوتنا المصريين الذين قتلوا قبل ثلاثة أيام في ليبيا لمجرد كونهم مسيحيين".

وقد أعرب البابا، أول من أمس الإثنين، عن "حزنه العميق" لإقدام عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية على قطع رؤوس 21 مسيحيا مصريا في ليبيا.

وأضاف أن "دماء إخوتنا المسيحيين هي شهادة إيمان، ولا يهم إن كانوا كاثوليكاً أو أرثوذكساً أو لوثريين أو اقباطا، فذلك لا يهم مضطهديهم الذين يرون فقط أنهم مسيحيون، لأن دماءهم واحدة".

وأجرى البابا اتصالا هاتفيا ببطريرك اأاقباط البابا تواضروس الثاني؛ ليعرب له عن تضامنه على إثر "الجريمة الهمجية التي ارتكبها إسلاميون (متطرفون) بحق المسيحيين الأقباط".

اقرأ أيضا {مصريون عائدون من ليبيا يشكون إهمال حكومتهم}

وتمنى الكرسي الرسولي أيضا أن يكون الرد العسكري المحتمل على تقدم الدولة الإسلامية في ليبيا "ردا موحدا في إطار الأمم المتحدة".

والتقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، مساء أمس الثلاثاء، الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رنزي وبحث معهما الأزمة الليبية.

ثم شدد الكارينال بارولين في تصريح صحافي على أهمية "القيام بمبادرة دبلوماسية"، مشيرا إلى أن من "الضروري دائما أن يحصل أي تدخل عسكري طبقا لمعايير القانون الدولي".

وذكر أيضا أن وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو أكد له أن "لا تهديد خاصا يتعلق بالفاتيكان".

ودعا الكاردينال بارولين إلى "الحذر" "من دون المغالاة في المخاوف" حيال أشرطة الفيديو الدعائية التي يبثها تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أن الجهاديين "لم يعودوا على تلة في سورية بل إلى الجنوب من روما".

من جهة أخرى تضغط إيطاليا من أجل تحرك أسرع من قبل الأمم المتحدة لإيجاد حل "سياسي" للوضع الأمني المتدهور بسرعة في ليبيا.

وأثناء حديثه في البرلمان، اليوم الأربعاء، حث وزير الخارجية باولو جينتيلوني المجتمع الدولي على "تسريع وتيرته قبل فوات الأوان".

وشنت مصر ضربات جوية على جارتها ليبيا، بعدما نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو لذبح 21 مسيحيا مصريا هناك.

وقال جينتيلوني إن الحل السياسي هو الحل الوحيد.

وبدت إيطاليا الأسبوع الماضي داعمة للتدخل العسكري. ومنذ ذلك الحين شدد رئيس الوزراء ماتيو رينزي على الدبلوماسية. وقال جينتيلوني إن اجتماع الحادي عشر من فبراير/شباط في غدامس بين الفصائل الليبية، يبدو أنه "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأضاف أن ايطاليا مستعدة لمراقبة أي وقف لإطلاق النار والمساهمة في جهود حفظ السلام، وإعادة بناء البنى التحتية وتوفير تدريب عسكري، حيث يمكن دمج المليشيات في الجيش النظامي.

وكان لإيطاليا، المستعمر السابق لليبيا، علاقات اقتصادية وسياسية مع طرابلس إبان حكم الدكتاتور الراحل معمر القذافي.

ولأن الجزر الإيطالية لا تبعد سوى أميال قليلة من ليبيا، تتحمل إيطاليا العبء الأكبر من موجات المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم تهريبهم انطلاقا من السواحل الليبية. ويقول مسؤولون إن الفوضى المتزايدة في ليبيا قد ترفع عدد المهاجرين الفارين من محنة الحروب في سورية ومناطق صراع أخرى.

كما تخشى السلطات الإيطالية أن يقوم الإرهابيون الذين يدعمون "داعش" من الاختلاط مع المهاجرين للوصول إلى إيطاليا عبر البحر. 

المساهمون