بوادر حلّ في أفق أزمة جنوب السودان

بوادر حلّ في أفق أزمة جنوب السودان

22 أكتوبر 2014
استعدادات للحوار وجدية في إيجاد حلّ (فرانس برس)
+ الخط -

خطا الفرقاء في "الحركة الشعبية"، في دولة جنوب السودان، أولى الخطوات الخاصة بتوحيد الحركة، وإنهاء الخلافات التي ضربتها، منذ يونيو/حزيران من العام الماضي، والتي شكّلت بدورها أرضيةً لاندلاع الحرب في الدولة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويعتبر اتفاق إعلان المبادئ، الذي وقّعت عليه الأطراف الثلاثة "الحكومة في جوبا، والمتمردون بزعامة ريك مشار، ومجموعة المعتقلين العشرة، بقيادة الأمين العام المقال باقان أموم)، في مدينة أروشا التنزانية، يوم الإثنين، بمثابة طوق نجاة من الحرب، التي تجاوزت العشرة أشهر، والتي فشلت خلالها وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، في الوصول لاتفاق سلام خلال المفاوضات التي رعتها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وحمل الإعلان اتفاقاً كاملاً على أجندة الاجتماعات المقبلة، التي تحدّد موعدها في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتضمّنت الوثيقة التي اطّلعت عليها "العربي الجديد"، مناقشة قضايا "الحركة الشعبية"، المتعلّقة بالديمقراطية، إضافةً لهياكلها وقوانينها، ودستورها، على أن تدرج ضمن الاتفاق مناقشة عملية التصويت لاختيار رئيس الحركة ونوابه، الأمر الذي كان نقطة خلافٍ خلال الفترة الماضية.

وأيّد زعماء المجموعات الثلاث، الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه خلال سلسلة الاجتماعات، التي عقدتها الأطراف في المكتب السياسي للحزب الحاكم، قبل الأزمة.

وأعلن الرئيس التنزاني الوسيط، جاكايا كيكويتي، خلال مراسيم التوقيع، أنّ مبادرته بجمع شمل الأطراف للنظر في حلّ الخلافات داخل الحزب وتوحيده، جاءت برغبةٍ من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، لإيمان الرجل بأنّ حلّ المشاكل في دولته، يكمن في توحيد الحزب الحاكم.

وأبدى الرئيس التنزاني رغبة قوية في مساعدة الأطراف الجنوبية لحلّ مشاكلهم عبر تمهيد الأجواء، لمناقشة قضاياهم وحسمها.

أمّا زعيم المتمرّدين ريك مشار، فعبّر عن سعادته لعقد الاجتماع، وبدا واثقاً من قدرة الاجتماعات على حلّ أزمة الجنوب.

بدوره، أعرب الأمين العام لـ "الحركة الشعبية" المقال، باقان أموم، عن إيمانه القاطع بأن حلّ المشاكل التي ضربت الدولة، يكمن في إدارة خلافات الحركة بالحوار، مشيراً إلى أنّ منبر أروشا سيسهم في إيجاد الحل للأزمة داخل الحركة.

وأوضح القيادي في"الحركة الشعبية"، وزير مجلس الوزراء المقال، دينق الور، لـ "العربي الجديد"، "لمسنا خلال الاجتماعات التي عقدت في أروشا، استعداداً للحوار، وجدية في إيجاد حلّ يقود إلى توحيد الحركة من جديد"، مضيفاً "أنا متفائل بالنجاح في توحيد الحركة، التي تعدّ حزبا عريقا، له تجارب عديدة، وسبق أن خرج من أزمات كثيرة من خلال الحوار".

وسبق أن طرحت دولة جنوب أفريقيا مبادرة لتوحيد الحركة، وجمع قيادتها، لحلّ الخلافات المتّصلة بالحركة، لاستشعار بريتوريا بأنّ الحل للحرب الجنوبية، ينطلق من الحزب الحاكم نفسه، ولكن حينها لم يكن التوقيت مناسباً، بسبب احتدام الأزمة، ووجود قيادات الحركة التاريخية في سجن جوبا، فلقيت الخطوة رفضاً من جوبا والمتمرّدين.

وبالاتفاق الأخير، يكون الجنوبيون قد اتّجهوا نحو إيجاد الحلّ بأنفسهم لأزماتهم، باعتبار أنّ التعقيدات الموجودة في الدولة الجديدة، يصعب على أي وساطة فهمها، وبالتالي المساهمة في حلّها.

تتّجه الأنظار مرة أخرى، في الشهر المقبل، إلى أروشا، حيث ستعقد قيادات الأطراف الثلاثة اجتماعاتها، وسيكون الاجتماع مفصلياً، باعتبار أنه سيعالج مباشرة الخلافات، ونجاح اللقاءات سيضع حدّاً لنهاية الحرب في الجنوب، والتي أودت بحياة ما يفوق العشرة آلاف شخص، وتشريد 1.5 مليون فرد جنوبي.

في المقابل، يخشى المراقبون من تدخّل أطراف إقليمية، لقطع الطريق أمام تلك الخطوة، باعتبار أنّها تضرب مصالحهم المرتبطة بتوتّر الجنوب، الأمر الذي قد يقودها إلى تأجيج الصراع، من خلال استغلال رافضي الخطوة، المنتمين للأطراف الثلاثة.

المساهمون