سوريّة: الترهيب يدفع أهالي اللاذقية للمشاركة في الانتخابات

سوريّة: الترهيب يدفع أهالي اللاذقية للمشاركة في الانتخابات

03 يونيو 2014
الانتخابات السوريّة (لؤي بشارة/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


يحيا المواطنون في ريف اللاذقية هذه الأيام، على وقع الانتخابات الرئاسية، بينما يسيطر الهاجس الأمني على الجميع، مؤيدين ومعارضين، فـ"الجيش الحرّ" توعّد بضرب مراكز انتخابية، ودعا السوريين إلى التزام بيوتهم فيما أسماها "انتخابات الدم"، بينما يتخوّف معارضو النظام من ردة فعل قوية، في حال عدم مشاركتهم بالانتخابات.
وعلى الرغم من أنّ مدينة اللاذقية تُعتبر من المناطق الهادئة نسبياً في سورية، إلا أنّ التركيبة الديمغرافية لهذه المدينة (سكّانها سنّة وعلويون ومسيحيون)، إضافة إلى وجود كتائب مسلّحة معارضة في الريف، هددت بضرب المراكز الانتخابية، فرضت وجود إجراءات أمنية مشددة.


وأكد أحمد، أحد أبناء مدينة اللاذقية، أن "وتيرة الاعتقالات زادت بشكل ملحوظ في المناطق المحسوبة على المعارضة، كما نُصبت حواجز متنقلة في مناطق مختلفة، ومُنعت السيارات من المرور قرب المراكز الانتخابية، خصوصاً في المناطق ذات الأغلبية السنية".
وأضيف "هذه الاعتقالات الكثيرة خلقت جواً من الرعب النفسي، تحديداً بعد سماعي نبأ اعتقال تسعة من شبان الحي دفعة واحدة، ما ألزمني عدم الخروج من المنزل هذه الفترة إلا للضرورة".
وكانت لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة، أعلنت عن نجاحها بتوزيع 300 منشور الأسبوع الفائت، في مناطق مختلفة بالمدينة، بعضها في مناطق "مؤيدة" للنظام، تدعو لمقاطعة "انتخابات الدم". وجرى ذلك بشكل "سرّي نظراً للقبضة الأمنية الخانقة"، وفق ما عبّرت عنه اللجان.
في غضون ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، تعليقات وآراء غاضبة، تدعو أجهزة الأمن لضبط فوضى السلاح، واستنكر بعض المؤيدين إطلاق الرصاص أثناء الاحتفالات، وظهرت إحدى التعليقات بعنوان "الجبهة على بعد كيلومترات، لا أحد يتمرجل هون".
ومن الأمور التي لفتت انتباه سمير، أحد سكان مدينة جبلة، هو وجود صورة واحدة فقط للمرشح، ماهر الحجار، في المدينة، فيما أكد أنّ صور الرئيس بشار الأسد، "تغصّ بها الساحات العامة والمناطق المؤيدة له"، بينما "تقلّ تقريباً في المناطق المعارضة".
وأشار إلى أنّ "معظم مضامين اللافتات أجمعت على إظهار الولاء للقائد ومبايعته بالدم والوفاء، بينما غالى البعض في الوصف".


وفي حين كان مشهد الاحتفالات سائداً لدى مؤيدي النظام، تباينت ردود الفعل على الانتخابات الرئاسية، حيث كان هناك تخوف لدى بعض المعارضين الصامتين، كما تؤكد الطالبة الجامعية نورا، التي اتخذت قراراً مع صديقاتها بالذهاب للانتخابات، لأن "الشائعات تثير الرعب في نفوسنا، فقد سمعنا كثيراً عن تهديدات بفصل الطلاب الذين لن يشاركوا، وصوتي لن يؤثر، فالأفضل أن أحافظ على مستقبلي".
فيما يرى أحمد، وهو مدرّس للغة العربية، أنّ عدم مشاركته في الانتخابات ستعني له "الضرر الأكيد" رغم معارضته الشديدة لها. ويتابع "مدراء المدارس أخذوا تواقيع المعلمين من أجل التواجد يوم الانتخابات، وأعلمونا أنّ هذه التواقيع ستُرفع إلى الجهات العليا"، مشيراً إلى أنّ "اغلب المدارس والدوائر الحكومية ستكون مراكز انتخابية".
وأعلن ناشط آخر في مدينة اللاذقية، رفض الكشف عن اسمه، أنّه يتوقع أنّ تقوم قوات الأمن خلال الانتخابات "بالضغط" على الموظفين وطلاب الجامعة للمشاركة في عمليات الاقتراع.