"وول ستريت جورنال": تحرك أميركي ضد مساعي روسيا للوصول لموانئ ليبية

"وول ستريت جورنال": تحرك أميركي لمواجهة مساعي روسيا في الوصول إلى موانئ في ليبيا

15 سبتمبر 2023
الروس طلبوا الوصول إلى موانئ في بنغازي أو طبرق (Getty)
+ الخط -

تشير تحركات تقودها الولايات المتحدة وروسيا في ليبيا إلى حلقة جديدة من صراع النفوذ بين القطبين العالميين على الساحة الأفريقية، محورها مساعي موسكو لوصول سفنها إلى موانئ ليبية في "الفناء الخلفي" لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل خطوات أميركية لمنع ذلك، وفقاً لما تورده صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الجمعة.

وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يزور مسؤولون أميركيون ليبيا للضغط ضد الوجود الروسي، بينما تواصل موسكو مساعيها البحرية التوسعية.

وكشفت الصحيفة الأميركية، نقلاً عن مسؤولين ومستشارين ليبيين، أنّ كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف، التقوا مع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الأسابيع الأخيرة لمناقشة حقوق الرسو على المدى الطويل في المناطق التي يسيطر عليها حفتر في شرق البلاد الممزقة بسبب الحرب.

وقال المسؤولون والمستشارون الليبيون للصحيفة إنّ الروس طلبوا الوصول إلى موانئ في بنغازي أو طبرق، على بعد أقل من 400 ميل من اليونان وإيطاليا.

وفي أواخر أغسطس/ آب الماضي، وصل نائب وزير الدفاع الروسي إلى معسكر حفتر في أول زيارة روسية معلنة ورفيعة المستوى.

وفي حينه، قالت مصادر عسكرية وأمنية في بنغازي، لـ"العربي الجديد"، إنّ اللقاءات التي أجراها نائب الوزير الروسي، كانت في أكثر من مكان بين بنغازي وقاعدة الرجمة، وانتهت إلى الاتفاق على تطوير الشراكة العسكرية بين الطرفين وتولي حفتر مهمة شرعنة الوجود العسكري الروسي في البلاد.

ونقلت الصحيفة، الجمعة، عن متحدث باسم "الجيش الوطني الليبي" قوله، إنه ليس لديه أي معلومات عن مناقشات حفتر مع المسؤولين الروس بشأن الوصول إلى الموانئ.

وتندرج هذه الخطوات الروسية ضمن المسعى الأكبر المتمثل في تعميق النفوذ في القارة الأفريقية التي شهدت انقلابات عسكرية قاد بعضها موالون لموسكو.

وقال المسؤولون الليبيون إنّ الروس أبلغوا حفتر، الذي تسيطر قواته على شرق ليبيا، بأنّ الوصول إلى الموانئ في بنغازي أو طبرق سيسمح لهم بالتزود بالوقود وإعادة الإمداد وإصلاح سفنهم البحرية.

ووفق الصحيفة، يتمتع الميناءان بالفعل بالبنية التحتية التي من شأنها أن تدعم متطلبات روسيا. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت موسكو تريد مواصلة تطوير المنشآت لتمركز الأفراد أو تخزين الذخيرة أو تخزين الإمدادات الأخرى هناك.

ويقول محللون للصحيفة إنه بينما لا يشكل طلب روسيا الرسو في شرق ليبيا تهديداً على الفور لأعضاء الناتو، إلا أنّ القلق نابع من أنّ موسكو قد توسّع في النهاية وجودها هناك.

وكانت ليبيا أول دولة في القارة الأفريقية تدخلها مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية، حيث أقامت شراكة مع حفتر، ويتمركز حوالي 1200 من مقاتليها في منشآت الأخير، بما في ذلك قاعدة جوية تستخدم كمركز عبور إلى دول أفريقية أخرى، وفقاً للصحيفة.

تحركات أميركية

وفي مواجهة المساعي الروسية، من المتوقع وفقاً للصحيفة، أن تزور بعثة دبلوماسية وعسكرية أميركية مشتركة ليبيا، في وقت لاحق من هذا الشهر، للضغط على حفتر لطرد مرتزقة "فاغنر"، وتشجيعه على توحيد قواته مع تلك التي تسيطر عليها الفصائل المتنافسة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الرحلة الأميركية، أنّ الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي ذلك إلى إنشاء منطقة عازلة للاضطرابات المتزايدة في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي شهدت تصاعداً في أنشطة المسلحين المتشددين وسلسلة من الانقلابات التي أطاحت بالحكومات هناك.

ومن المتوقع أن يجتمع قائد القيادة الأميركية الأفريقية مايكل لانغلي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، بشكل منفصل مع حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس المعترف بها دولياً عبد الحميد الدبيبة.

الغرب في موقف دفاعي

التحركات الروسية في ليبيا وذراعها القوية التوسعية متمثلة بمجموعة "فاغنر" كذلك الانقلابات التي شهدتها أفريقيا آخرها في النيجر، وضعت الغرب في موقف دفاعي، تقول الصحيفة.

وتنقل عن  المدير السابق لمكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان كاميرون هدسون، قوله إنّ "الروس في وضع توسّع عدواني والولايات المتحدة تحاول فقط الحفاظ على وجودها في أفريقيا".

ويقول محللون للصحيفة إنّ التقدم الروسي نحو موانئ ليبيا سيسمح لموسكو بالسيطرة على ممرات الطاقة الرئيسية التي من الممكن أن تكون بمثابة بدائل لإمداداتها إلى أوروبا. ومن شأنه أيضاً أن يمكّن الكرملين من توسيع مواجهته العالمية مع الغرب.

في المقابل، يتابع حلف شمال الأطلسي التحركات البحرية الروسية عن كثب، بحسب المتحدث باسم الحلف ديلان وايت. وقال المتحدث لـ"وول ستريت جورنال" إنّ الحلف "زاد بشكل كبير وجوده في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك النشر المستمر لمجموعة حاملات طائرات أميركية"، منذ غزو موسكو لأوكرانيا.

المساهمون