وقفة احتجاجية في كنيسة مار إلياس بحيفا رفضاً لمحاولات تهويدها

وقفة احتجاجية في كنيسة مار إلياس بحيفا رفضاً لمحاولات تهويدها

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
18 يونيو 2023
+ الخط -

شارك المئات من سكان حيفا في وقفة احتجاجية، اليوم الأحد، على ضوء الاعتداءات المتكررة ضد كنيسة ودير مار إلياس في المدينة، من قبل مستوطنين متطرفين يدعون وجود قبر يهودي هناك، كما اعتبر تجمّع حيفا، أن "الاعتداء على الكنيسة والدير استهداف للوجود العربي في حيفا".

وشهدت الكنيسة عدة اعتداءات من قبل مستوطنين متطرفين، آخرها قيامهم بالصلاة داخل الكنيسة، بزعم أنه يوجد في ساحتها قبر لإحدى الشخصيات اليهودية.

وشارك في الوقفة عدد من سكان حيفا وقادة محليون وأعضاء من الكنيست، إلى جانب رجال دين مسيحيين ومسلمين ورهبان دير مار إلياس ومتضامنين.

وتأتي الوقفة اليوم، بعد قيام الشرطة الإسرائيلية في حيفا الجمعة، بتوقيف شاب مسيحي من أهالي حيفا والتحقيق معه، بزعم طرده مستوطنين وركلهم خلال وجودهم في الكنيسة الخميس الماضي. وأدت هذه الحادثة إلى ردود فعل غاضبة، فيما لم يتم التحقيق حتى الآن مع أي من المستوطنين.

وقال المستشار لعدة كنائس في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، لـ"العربي الجديد"، إن هناك "غضبا، ليس فقط من زيارة بعض الاستفزازيين للكنيسة، وإنما لتعامل السلطات الإسرائيلية مع هذه الاستفزازات"، مشيراً إلى أنه "تم التحقيق مع أحد الشباب المسيحيين الذي طرد المستفزين، في حين حتى اللحظة لا يوجد أي معلومات عن تحقيق مع هؤلاء".

ولفت أبو نصار إلى أن الشرطة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال وعدتا "باجتثاث هذه الظاهرة الاستفزازية، كلي أمل أن يقوموا في واجبهم ويمنعوا مثل هذه الاستفزازات في المستقبل".

وأضاف: "بالنسبة للمؤسسة الكنسية، هناك عمل على كل الجهات والمستويات، وهناك قنوات دبلوماسية مفتوحة على أكثر من صعيد من أجل إنهاء هذه الظاهرة وعدم تكرارها ليس فقط هنا، إنما في كل البلاد".

من جهته، قال الأب سيمون خوري إن "وجودنا هنا هو رسالة للعالم أننا نحن أبناء هذه الأرض ويد الله مع الجماعة ما دامت الجماعة واحدة".
وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "نحن ضد كل الاعتداءات على المقدسات والرموز الدينية مهما كانت. بدأتم في الأقصى المبارك بشهر رمضان، والاعتداء على المعتكفين. الآن وصل دورنا نحن".

ودعا الأب خوري السلطات الإسرائيلية إلى أن تتحمل المسؤولية "لإيقاف كل تعدٍّ على المقدسات والرموز الدينية".

بدوره، قال العضو السابق في بلدية حيفا هشام عبدة: "نحن هنا ندافع عن مقدسات شعبنا من كل الأديان لا يوجد لهؤلاء شيء في داخل الدير".

وأكد عبدة، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الوقفة "مشرفة من أهالي حيفا ومن خارجها، وسنستمر في الدفاع عن مقدساتها".

أما الشيخ رائد صلاح، الذي شارك في الوقفة أيضاً، فأكد أنه "من الواجب القدوم إلى هنا"، وذلك للتأكيد على "أننا مع موكب الحفاظ على حرمة هذه الكنيسة، نحن نؤمن أن الحفاظ على حرمة الكنيسة هو مكمل لدورنا للحفاظ على حرمة المسجد".

وشدد الشيخ رائد صلاح، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، على وجوب "أن نلتحم عند الضغط والتضييق كما تلتحم الأجزاء المتطرفة. فكيف بنا الآن والعنف ينهشنا ويحاول أن يفرق بيننا، ونأمل من خلال هذا الموكب بأن ننطلق بمسيرة واحدة لإفشاء السلام في كل الداخل الفلسطيني دون استثناء".

آداب وفنون
التحديثات الحية

من جهته، قال الأستاذ طوني باسيلا من حيفا: "نحن موجودون حتى نتضامن ضد أحد أنواع العنف وأخطرها، وهو الاعتداء على أماكن مقدسة حساسة جدا"، مشيراً إلى أن "قضية الاعتداء تتناقض مع جميع أنواع التسامح السياسي والديني ومع التعددية التي تعتبر أحد أركان الديمقراطية، وإذا أردنا أن نستمر في بناء نمط ديمقراطي بين الفئات المتعددة علينا احترام التسامح السياسي المختلف عنا".

"تجمّع حيفا": الاعتداء على الكنيسة استهداف للوجود العربي

وفي السياق، اعتبر تجمّع حيفا، أن "الاعتداء على الكنيسة والدير استهداف للوجود العربي في حيفا". ودعا التجمع كافة المؤسسات والقوى الأهلية إلى "العمل بجد وعقلانية في سبيل التصدي لهذه الاعتداءات ومحاولات التهويد والسيطرة على الأماكن المقدسة".

ولفت التجمع في بيان إلى أن "مسؤولية حماية الأماكن المقدسة، وفي هذه الحالة كنيسة ودير مار إلياس، تقع على مسؤولية الشرطة، والتي يجب أن تقوم بعملها لحماية هذه الأماكن من أي اعتداء كان".

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه