قال عضو المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، إن المجلس قرر اتخاذ جملة من الإجراءات والخطوات المهمة بشأن الأمن القومي وخاصة في الجنوب الليبي، منها القيام بزيارات لعدد من دول الجوار لدراسة قضايا الأمن والتعاون معها في تأمين الحدود المشتركة.
جاء ذلك خلال لقاء بين الكوني ووفد أوروبي رفيع المستوى بدأ زيارة لطرابلس منذ أمس الإثنين، يضم مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون، وقائد البعثات المدنية للاتحاد الأوروبي فرانسيسكو استبيان بيريز، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في الإدارة المتكاملة للحدود في ليبيا نتاليا سيا، لبحث عدد من الملفات المشتركة، على رأسها ملف الهجرة غير الشرعية وإدارة الحدود الجنوبية لليبيا.
ووفقا للمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، فإن الكوني أوضح أن إجراءات المجلس الرئاسي تضم أيضا تسمية معاون حرس الحدود للعمل من الجنوب، وتكليف معاون لقوة مكافحة الإرهاب في الجنوب، بالإضافة لتشكيل لجنة تحقيق وزارية في حادثة التفجير التي طاولت بوابة أمنية شمال سبها، الأحد الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ضابطين وجرح آخرين.
ونقل المكتب عن قائد البعثات المدنية للاتحاد الأوروبي تأكيده على أن زيارة الوفد الأوروبي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك مع ليبيا المتصل بأمن وإدارة الحدود، وبحث آليات الدعم الممكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي لليبيا، خاصة في مناطق الجنوب.
وأجرى الوفد الأوروبي لقاء، أمس الإثنين، مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أكد خلاله للجانب الأوروبي أن بلاده "لن تتمكن بمفردها من مواجهة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر كونها دولة عبور"، مشيرا إلى ضرورة وجود تعاون جدي من قبل الاتحاد الأوروبي والدول مصدر الهجرة.
وأشار المكتب الإعلامي للحكومة الليبية، إلى أنه خلال اللقاء بين الدبيبة والوفد الأوروبي تمّ التأكيد على ضرورة "قيام شراكة حقيقية وإدارة للأزمة كون الهجرة مسألة حساسة، وتحتاج إلى معالجات متنوعة ومختلفة، من إنشاء مشاريع تنموية بدول المصدر"، بالإضافة إلى "دعم الجهود الليبية ببرامج لتدريب عناصر خفر السواحل الليبي وعناصر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية".
ومن جانبه، أكد وزير الداخلية بالحكومة خالد مازن، خلال لقاء منفصل عقد مع الوفد الأوروبي، أن بلاده تمكنت من إنقاذ أكثر من 9 آلاف مهاجر غير شرعي خلال العام 2021، وأكثر من 7 آلاف آخرين خلال العام الماضي.
وشدد الوزير، خلال بيان نشرته الوزارة، على "ضرورة اتباع خطة دولية شاملة لمحاربة المهربين وتعزيز الوضع الإنساني، من خلال تسهيل رحلات العودة الطوعية للمهاجرين لبلدانهم وتقديم برامج دعم تنموية فيها".
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مسؤولين أوروبيين، قولهم إن الزيارة تأتي في إطار تركيز الاتحاد الأوروبي على دعم ليبيا في محاور أساسية تتعلق بالهجرة وإدارة الحدود وكذلك تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد، لكن الأولوية هي إبرام صفقة تعاون تتمحور حول الهجرة.
ونهاية الشهر الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش عن اتفاق بلادها مع الاتحاد الأوروبي على العمل المشترك للحد من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
وقالت، في مؤتمر صحافي مشترك مع مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار، أوليفر فاريلي، ووزيري الخارجية الإيطالي والمالطي لويجي دي مايو وإيفاريست بارتولو: "لقد اتفقنا على أن تأمين حدودنا الجنوبية هو الأولوية، ودعم الاتحاد الأوروبي بالموارد والتقنيات وكافة السبل المادية والمعنوية"، مشددة على أن ملف الهجرة يتطلب استراتيجية وسياسة شاملة تشارك فيهما دول المصدر ودول الاتحاد الأوروبي.