وفاة نافالني: غوتيريس يدعو إلى تحقيق "شفّاف" وتوقيفات في روسيا

وفاة نافالني: غوتيريس يدعو إلى تحقيق "شفّاف" وتوقيفات في روسيا

17 فبراير 2024
مواطنون روس يضعون الزهور على حجر سولوفيتسكي في موسكو تخليداً لذكرى نافالني (الأناضول)
+ الخط -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى إجراء تحقيق "شفّاف وذي مصداقية" في وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني داخل السجن في بلاده. وحين أُوقِف أكثر من 100 شخص خلال تجمعات في روسيا، نظّم مهاجرون روس احتجاجات في أنحاء أوروبا، بينما استدعت بريطانيا الدبلوماسيين الروس لديها.

وفي مؤتمر صحافي تلا متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بيان غوتيريس بشأن وفاة نافالني. وقال غوتيريس إنه صُدم بنبأ الوفاة، وأعرب عن تعازيه لأسرته، وطالب بإجراء تحقيق "شفّاف وذي مصداقية" في وفاته داخل السجن.

كذلك صرّح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بـ"الشعور بالفزع" حيال نبأ وفاة المعارض الروسي في السجن.

وذكر تورك في بيان أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى جانب جهات أخرى، أعرب مراراً عن "مخاوف جدية" بشأن الاتهامات الموجهة إلى نافالني واعتقاله "الذي يبدو تعسفياً".

متحدثة باسم نافالني تؤكد وفاته وتطالب بجثته

واليوم السبت، أكدت كيرا يارميش المتحدثة باسم المعارض الروسي أليكسي نافالني وفاته مشيرة إلى إخطار رسمي تسلّمته والدته.

وسقط نافالني، وهو محام سابق عمره 47 عاماً، مغشياً عليه وتوفي أمس الجمعة بينما كان يسير في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي في خارب على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لثلاثة عقود، بحسب ما قالت السلطات.

وقالت يارميش "نطالب بتسليم جثة أليكسي نافالني إلى عائلته على الفور".

وكتبت على منصة "إكس" أنّ نافالني توفي الساعة 2:17 مساء بالتوقيت المحلي (0917 بتوقيت غرينتش)، بحسب الإخطار المرسل إلى والدته.

وذكرت أن محققين كانوا يجرون "بحثاً" نقلوا جثته إلى بلدة سالخارد القريبة من مجمع السجون. 

بريطانيا تستدعي الدبلوماسيين الروس بعد وفاة نافالني

إلى ذلك، استدعت الحكومة البريطانية الدبلوماسيين في السفارة الروسية، مساء الجمعة، لإعلامهم بأنّ السلطات الروسية "تتحمل المسؤولية الكاملة" عن وفاة المعارض الأول للكرملين.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، إنّ وفاة نافالني في سجنه يجب "التحقيق فيها بشكل كامل وشفّاف".

وصرّح متحدث باسمها بأنه "في السنوات الأخيرة، سجنته السلطات بتهم ملفقة، وسمّمته بغاز أعصاب محظور، وأرسلته إلى مستعمرة عقابية في القطب الشمالي. لا ينبغي لأحد أن يشك في الطبيعة الوحشية للنظام الروسي".

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة الدبلوماسيين الروس "لإيضاح أننا نحمّل السلطات الروسية المسؤولية الكاملة"، بحسب ما جاء في البيان.

توقيف أكثر من مئة شخص في تجمعات من أجل نافالني في روسيا

وأوقف أكثر من مئة شخص في تجمّعات عفوية شهدتها روسيا تكريماً لذكرى نافالني، بحسب ما أفادت منظمة "أو في دي إنفو" (OVD-Info) غير الحكومية لحقوق الإنسان السبت.

ووفق التعداد المنشور على موقعها الإلكتروني صباح السبت، فقد "اعتُقِل أكثر من 101 شخص في عشر مدن".

وأُلقي القبض على حوالي 60 شخصاً في سانت بطرسبورغ، وحوالي عشرة أشخاص في نيجني نوفغورود، وعلى مثلهم في موسكو.

وحذرت سلطات العاصمة السكان بعد ظهر الجمعة من تنظيم أيّ تظاهرات "غير مرخّصة" بعد إعلان وفاة المعارض الأول للكرملين.

ولكن في المساء، تجمّع الناس لوضع زهور على نصب تذكارية تكرّم ذكرى معارضين سياسيين في العديد من المدن الروسية، وأفيد عن توقيفات في هذا الإطار. ويُعاقب على أي انتقاد للسلطة في روسيا بالسجن.

كذلك أظهرت تسجيلات مصورة نُشرت على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، إزالة مجهولين خلال الليل طاقات الزهور التي وُضعت تكريماً لنافالني، تحت بصر الشرطة.

وأظهر مقطع فيديو، في موسكو، إزالة الزهور خلال الليل عن نصب تذكاري بالقرب من مقرّ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من مجموعة كبيرة، بينما كانت الشرطة تراقب.

الصورة
صورة نافالني في المقابر التذكارية لضحايا القمع السياسي في سانت بطرسبورغ الروسية (Getty)

مهاجرون روس ينظمون احتجاجات في أنحاء أوروبا بعد وفاة نافالني

في غضون ذلك، تجمّع مئات المحتجين، كثيرون منهم مهاجرون روس، في مدن في أنحاء أوروبا وخارجها، أمس الجمعة، للتعبير عن غضبهم إزاء وفاة المعارض الروسي.

وتجمّع المحتجون في كثير من الأحيان أمام السفارات الروسية، ورددوا شعارات تنتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اتهموه بالمسؤولية عن وفاة نافالني، ورفعوا لافتات تصفه بأنه "قاتل"، وطالبوا بالمحاسبة.

وقفة احتجاجية أمام القنصلية العامة الروسية في كراكوف في بولندا (Getty)
وقفة احتجاجية أمام القنصلية العامة الروسية في كراكوف ببولندا (Getty)

وفي برلين، تجمّع حشد يراوح بين 500 و 600 شخص، وفقاً لتقديرات الشرطة، في شارع أونتر دن ليندن بالمدينة، وهم يهتفون بمزيج من اللغات الروسية والألمانية والإنكليزية.

وهتف البعض: "بوتين إلى لاهاي"، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في جرائم حرب محتملة ارتُكبت في أوكرانيا.

واستخدمت الشرطة الحواجز لإغلاق الطريق بين السفارة الروسية والحشد.

وقال رجل روسي يلفّ نفسه بعلم مناهض للحرب باللونين الأزرق والأبيض: "أليكسي نافالني زعيم المعارضة الروسية، وكنا دائماً نعلّق آمالاً على اسمه".

وفي ليتوانيا، التي كانت خاضعة في الماضي لإدارة موسكو، ولكنها الآن عضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وموطن لمجتمع كبير من المهاجرين، وضع المتظاهرون الزهور والشموع بجوار صورة نافالني.

وضع الناس الزهور والشموع على النصب التذكاري لضحايا القمع في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا (Getty)
وضع الناس الزهور والشموع على النصب التذكاري لضحايا القمع في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا (Getty)

وفي روسيا نفسها، حذر ممثلو الادعاء الروس من المشاركة في أي احتجاج حاشد في موسكو. وقالت جماعة "أو في دي-إنفو" المدافعة عن الحقوق، التي تقدم تقارير عن حرية التجمع في روسيا، إن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في مسيرات تأبين لنافالني.

وتجمع محتجون أيضاً في روما وأمستردام وبرشلونة وصوفيا، وجنيف، ولاهاي، وغيرها.

ووقف أكثر من 100 متظاهر خارج السفارة الروسية في لندن، حاملين لافتات وصفت بوتين بمجرم حرب، بينما نظم المئات في لشبونة وقفة احتجاجية صامتة. وقال بافيل إليزاروف، وهو روسي يبلغ من العمر 28 عاماً ويعيش في البرتغال، إن نافالني كان "رمزاً للحرية والأمل".

وبالقرب من السفارة الروسية في باريس، حيث تجمّع نحو 100 متظاهر، قالت ناتاليا موروزوف إنّ نافالني كان أيضاً رمزاً للأمل بالنسبة إليها.

واشنطن: رشّ جدار سفارة موسكو بطلاء أحمر

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، قالت فيوليتا سوبوليفا، في وقفة احتجاجية خارج القنصلية الروسية في مدينة نيويورك، إنها تطوعت في حملة نافالني الرئاسية في عام 2017. وقالت سوبوليفا، وهي روسية تدرس الدكتوراه في نيويورك: "لقد اعتقدت حقاً أنه هو الشخص المناسب، وأنه يستطيع قيادة روسيا إلى مستقبل أفضل. الآن فقدنا هذا المستقبل إلى الأبد".

وفي السياق، عمد أشخاص في العاصمة الأميركية واشنطن إلى تلطيخ جدار مبنى سفارة موسكو بالطلاء الأحمر احتجاجاً على وفاة نافالني داخل محبسه.

وعقب انتشار نبأ وفاة المعارض الروسي، تجمّع بعض الأشخاص أمام مبنى سفارة موسكو بواشنطن. ولاحقاً، لطّخ عدد من المتجمعين جدار مبنى السفارة بالطلاء الأحمر، محمّلين الحكومة الروسية مسؤولية وفاته.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حمّل موسكو المسؤولية عن وفاة نافالني.

وأمس الجمعة، أعلنت دائرة السجون الروسية وفاة المعارض نافالني في محبسه، حيث كان يقضي عقوبته. وقالت دائرة السجون، في بيان، إنّ نافالني فقد وعيه بعد المشي في المنشأة الإصلاحية (السجن) بمقاطعة يامالو-نينيتس، ذاتية الحكم في القطب الشمالي.

وفي معرض تعليقه على الحادثة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "الأطباء يعملون على تحديد سبب وفاة نافالني".

يذكر أنّ نافالني سُجن لدى عودته إلى موسكو مطلع 2021، بعد تعرضه لتسميم، اتُّهمَت أجهزة الأمن الروسية بتنفيذه، لكن الأخيرة نفت ذلك.

وفي 2022، حُكم على نافالني في قضية فساد اعتبرها بمثابة "انتقام سياسي"، وكان يقضي عقوبة السجن لـ 9 سنوات قبل إعلان وفاته الجمعة. وفي فبراير/ شباط 2021، حكم عليه بعقوبة مع وقف التنفيذ في قضية اختلاس أموال.

(الأناضول، رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون