وفاة المعارض السوري عبد الحميد الأتاسي

وفاة المعارض السوري عبد الحميد الأتاسي

15 يوليو 2021
عبد الحميد الأتاسي كان من قادة المعارضة في الخارج(Getty)
+ الخط -


توفي المعارض السوري عبد الحميد الأتاسي، مساء أمس الأربعاء، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد سنوات قضاها مجبرا مبعدا عن سورية. 
وولد الأتاسي في حي باب هود بمدينة حمص سنة 1932، ثم درس في بيروت بالمدرسة اليسوعية، لينتقل إلى فرنسا في خمسينيات القرن الماضي ويدرس بكلية الهندسة في جامعة إيكول سنترال بباريس. 

نشاطه السياسي
بدأ نشاطه في السياسة مناصراً الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك خلال مسيرته الجامعية، الأمر الذي تسبب بفصله، ليغادر إلى تشيكوسلوفاكيا ويتابع الدراسة، ويتخرج من معهد التكنيك العالي بجامعة براغ كمهندس مدني سنة 1963.
وبعد سنوات قضاها خارج سورية، عاد إليها، ليجبر على المغادرة مع وصول حزب "البعث" إلى السلطة، حيث كان مناهضاً له ولنظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، فغادر سورية عام 1976، ليستقر في باريس وينشط مع كل من مردم بك، ومنذر إسبر، وصبحي الحديدي، وبشار رحماني، وفايز ملص، وماجد نعمة، وسلوى النعيمي، من أجل الديمقراطية في سورية. 
وحمل لواء التغيير الديمقراطي الجوهري في سورية، ودعا لإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بعودة المنفيين، وإنهاء دور الأجهزة الأمنية في الحياة العامة، وتحقيق سيادة القانون والتعددية السياسية، في تجمع إعلان دمشق.

انتخب الأتاسي في المؤتمر الأول للمجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، عضواً في الأمانة العامة، الذي جرى في 6-7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010، بأغلبية الأصوات في بروكسل وانتخب أيضاً أمين سر لها.

المعارضة السورية في الخارج

وكان الأتاسي من قادة المعارضة السورية خارج البلاد، ظهر مرات على شاشات الفضائيات العالمية ليتحدث عن ثورة سورية التي اندلعت في مارس/آذار عام 2011.
ومع تشكيل المجلس الوطني السوري في سبتمبر/ أيلول من عام 2011 في إسطنبول، انتخب الأتاسي عضواً للأمانة العامة في الدورة الأولى. 
 وقد نعى الأتاسي الكاتب والسياسي السوري المعارض موفق نيربية، قائلاً في تدوينة على فيسبوك: "رحل عبد الحميد الأتاسي (أبو كمال): مهندس ونقابي ومن بناة سد الفرات، مناضل دائم أبداً من أجل الحرية، محروم من بلاده لأكثر من أربعين عاماً! وداعاً أبو كمال الصلب اللطيف، ولكم الصبر عائلته وأخاه الحبيب".


كذلك لم يخف الكاتب والمؤرخ السوري فاروق مردم بك لوعته وحزنه على فراق الأتاسي وكتب "أفي كلّ يومٍ لوعةٌ بعد لوعةٍ.. لغربةِ أهلٍ أو لفقدِ حبيبِ، وداعاً عبد الحميد الأتاسي، أبو كمال، الصديق الصدوق منذ أكثر من خمسةٍ وأربعين عاماً، المُناضل العريق من أجل حرّيّة الشعب السوري وكرامته".

وفي نعي والدها، كتبت لمى الأتاسي، على صفحتها في "فيسبوك": "ببالغ الحزن والألم أنعى اليكم والدي الغالي عبد الحميد الأتاسي، أبو كمال، الذي غادر هذا العالم منذ قليل.. إنا لله وإنا إليه راجعون".