وفاة الدبلوماسي عثمان سعدي عراب أول مكتب لـ"فتح" الفلسطينية بالجزائر

وفاة الدبلوماسي عثمان سعدي عراب أول مكتب لحركة "فتح" الفلسطينية في الجزائر

30 نوفمبر 2022
الدور الأبرز الذي لعبه سعدي كان ربط العلاقة بين السلطة الجزائرية والراحل أبو جهاد (فيسبوك)
+ الخط -

توفي الدبلوماسي الجزائري السابق عثمان سعدي، اليوم الأربعاء، وكان رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، وقد لعب دوراً مهماً في فتح أول مكتب لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" في الجزائر قبل عام 1965.

ويُشيَّع اليوم المناضل والدبلوماسي الجزائري السابق عثمان سعدي في المقبرة الرسمية العالية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، بعد تاريخ نضالي وفكري حافل.

درس المناضل والكاتب عثمان سعدي وتخرج من كلية الآداب في القاهرة، قبل أن يلتحق بصفوف "جبهة التحرير الوطني" خلال ثورة الجزائر، وعمل بعد استقلال الجزائر ممثلاً دبلوماسياً، إذ ترأس البعثة الدبلوماسية في الكويت عام 1963، ثم كان قائماً بالأعمال في القاهرة بين عامي 1968 إلى 1971، وشغل سفيراً للجزائر في كل من بغداد (1971 إلى 1974)، ودمشق (1974 إلى 1977)، وقد عمل في أكثر العواصم العربية عراقة وإسهاماً في الحضارة العربية الإسلامية.

لكن أكثر الأدوار التي لعبها عثمان سعدي كان دوره الأبرز في ربط العلاقة بين السلطة الجزائرية ممثلة بالرئيس أحمد بن بلة، والقيادي الفلسطيني الراحل خليل الوزير أبو جهاد، قبل اندلاع الثورة الفلسطينية في يناير 1965، إذ كان سعدي قد تعرّف إلى أبو جهاد خلال فترة إقامته في الكويت كرئيس للبعثة الدبلوماسية عام 1963، وتوسط له لدى الرئيس بن بلة لاستقباله، بغرض فتح أول مكتب حركي لحركة "فتح" بعد التأسيس في الكويت، وكان ذلك أول اتصال رسمي بين السلطات الجزائرية وحركة التحرير الفلسطينية (فتح).

وتؤكد أم جهاد، زوجة القيادي الراحل أبو جهاد، في إحدى الشهادات المتلفزة، أن الأخير بعد وصوله إلى الجزائر، ظل يتردد على مكتب الرئيس أحمد بن بلة، في محاولة لمقابلته، لكنه لم يتمكن من ذلك، حتى التقى بالصدفة عثمان سعدي في مكتب بن بلة، وتعرّف إليه، ما دفعه إلى التوسط له لدى بن بلة لمقابلته، وهي اللحظة التي بدأت فيها علاقة الجزائر بحركة فتح تمويلاً وإسناداً وتدريباً للكوادر المسلحة.

وعُرف عن سعدي استماتته الكبيرة في الدفاع عن التعريب واللغة العربية في الجزائر، ورفضه القاطع لتمركز اللغة الفرنسية في النظام التعليمي والإداري، إذ يعتبر أن "الفرنسية نبتة خبيثة في الجزائر"، كذلك عارض دسترة اللغة الأمازيغية، واعتبرها كضرة لغوية مع العربية في الجزائر، حيث ترأس منذ عام 1990 الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، وخاض بسبب مواقفه هذه معارك فكرية وخصومات سياسية مع التيار الأمازيغي والفرانكفوني، وتعرض لهجمات من النخب الفرانكفونية.

وأصدر عثمان سعدي عدداً من المؤلفات، أبرزها كتاب "البربر، عرب عاربة، عروبة شمال أفريقيا"، الذي ناقض فيه الأطروحات التاريخية لأصول القبائل الأمازيغية، حيث عارضت أحزاب سياسية تتبنى القضية الأمازيغية نشره، من بينها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، كذلك نشر كتابين في ذات السياق، هما: "قضية التعريب في الجزائر"، و"عروبة الجزائر عبر التاريخ"، إضافةً إلى مؤلفات أدبية أخرى، على غرار "الثورة الجزائرية في الشعر العربي"، الذي جمع فيه 250 قصيدة لكبار الشعراء العرب قيلت في ثورة الجزائر، وكتب أيضاً "الثورة الجزائرية في الشعر العراقي".

المساهمون