وزير خارجية إسبانيا يزور المغرب الشهر المقبل

وزير خارجية إسبانيا يزور المغرب الشهر المقبل: خريطة طريق لمستقبل العلاقات بين البلدين

24 مارس 2022
زيارة ألباريس لإحياء العلاقات المغربية الإسبانية (Getty)
+ الخط -

تشهد العاصمة المغربية الرباط، في الأول من إبريل/ نيسان المقبل، لقاء بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، سيكون الأول من نوعه بعد إعلان إسبانيا، الجمعة الماضي، أنها تدعم مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، وتأكيد حكومة بيدرو سانشيز تدشين "مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب".

ويتوقع أن يشكل اللقاء المنتظر بين بوريطة وألباريس فرصة لوضع خريطة طريق لمستقبل العلاقات بين البلدين، عبر مناقشة سبل إعادة إحيائها وبدء صفحة جديدة بعد الوصول إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة التي استمرت منذ إبريل/ نيسان الماضي جراء استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، وما تبع ذلك في مايو/ أيار الماضي من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة إلى مدينة سبتة المحتلة، قبل أن يستدعي المغرب سفيرته في إسبانيا، كريمة بن يعيش، للتشاور.

وفي السياق، كشف وزير ألباريس، مساء الأربعاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني أن الهدف من الزيارة يتمثل في الشروع في إعداد "خريطة الطريق الجديدة" مع المغرب، والتي تهم تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وتنشيط مجموعات العمل وتعزيز التعاون في جميع المجالات.

كذلك ستكون زيارة ألباريس إلى الرباط مناسبة لمناقشة قضية إعادة تشغيل الخطوط البحرية بين الرباط ومدريد، إذ أشار الوزير الإسباني إلى أن هذا الموضوع سيكون ضمن القضايا التي سيناقشها خلال زيارته.

كما ينتظر أن تشهد الزيارة التباحث في فتح معبري بابي سبتة ومليلية المحتلتين، والبحث عن سبل لإعادة الحياة إليهما باعتبارهما طريقين نحو الضفة الأخرى، فضلاً عن مجموعة قضايا ذات طبيعة مشتركة، والإعداد لزيارة سانشيز إلى المغرب.

وبعد 11 شهراً على الأزمة الحادة بين الرباط ومدريد، التي اندلعت على خلفية استقبال السلطات الإسبانية لزعيم جبهة البوليساريو" بـ "هوية جزائرية مزيفة" للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، أنهى إعلان مدريد دعمها مقترح الحكم الذاتي بالصحراء فصلاً من التوتر ليفسح المجال أمام التوجه نحو مرحلة جديدة تقطع مع الخلافات السابقة.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة الماضي، أنه "يدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة إلى المغرب"، واعتباراً لذلك، تعتبر بلاده أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قُدمت سنة 2007 هي "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية" لحل ملف الصحراء.

وهو ما كرره وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي قال أمام الصحافيين في برشلونة، الجمعة الماضي: "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع بين الرباط وجبهة البوليساريو".

التحول الإسباني المعلن بشأن قضية الصحراء لافت جدا، نظرا إلى أنها المرة الأولى التي تخرج فيها مدريد من المنطقة الرمادية وتعلن علناً دعمها لموقف الرباط ولمقترحها للحكم الذاتي في الصحراء، في تغيير جذري وتخلٍّ عمّا كانت تعتبره الدبلوماسية المغربية غموضاً في الموقف الإسباني، وحياداً سلبياً تجاه الملف.

كذلك فإنها المرة الأولى التي تتناول فيها الحكومة الإسبانية الموضوع خارج الموقف الأوروبي، ومن دون الإشارة إلى العملية السياسية التي يشرف عليها مجلس الأمن والأمم المتحدة.

المساهمون