"واشنطن بوست": إسرائيل تقيم منطقة عازلة تزيد عن نصف ميل في غزة

"واشنطن بوست": إسرائيل تقيم منطقة عازلة تزيد عن نصف ميل داخل حدود غزة

25 يناير 2024
نسف جيش الاحتلال 1100 مبنى لإقامة المنطقة العازلة (Getty)
+ الخط -

كشفت حادثة مقتل 21 جندياً إسرائيلياً أثناء عملهم على تفخيخ مبنيين بهدف تفجيرهما في شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة، عن شروع جيش الاحتلال بإنشاء ما يسميها منطقة عازلة داخل أراضي القطاع المحاصر الذي يواجه إبادة جماعية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبينما طرح المسؤولون الإسرائيليون الفكرة في مناسبات عديدة، كانت تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال عقب الحادثة أول تأكيد علني على أن الاستراتيجية قيد التنفيذ، وفق ما نشرت "واشنطن بوست".

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري إن "القوات كانت تقوم بإزالة المباني والبنية التحتية الإرهابية" على بعد حوالي 650 مترا من السياج الحدودي، من أجل "تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".

وبينما كانت المنطقة العازلة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول تمتد على مساحة 330 مترا على طول السياج الفاصل البالغ طوله 36 ميلاً، وكان بإمكان الفلسطينيين الزراعة فيها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر إسرائيلية قولهم إن المنطقة الجديدة تزيد عن هذه المساحة بأكثر من الضعف.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس قوله إن ما يفهمه هو أن المنطقة ستمتد لمسافة تزيد قليلاً عن نصف ميل من الحدود، أي أكثر من ضعف حجم المنطقة العازلة قبل الحرب. وأضاف: "في بعض المناطق قد تكون أوسع، وفي بعض المناطق قد تكون أقل قليلاً".

ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، فإن ما مجموعه 2850 مبنى موجودة في المنطقة العازلة المخطط لها، وقد دمر جيش الاحتلال ما يقرب من 1100 مبنى منها.

ورصدت الصحيفة مقاطع نشرها جيش الاحتلال وصورا بواسطة أقمار صناعية تظهر تدمير عشرات المنازل والمجمعات السكنية والمدارس وتسويتها بالأرض في المناطق الشرقية للقطاع المحاصر من جهتي الشمال والجنوب.

ورغم معارضة الولايات المتحدة للخطة، إلا أنه جيش الاحتلال ماض فيها. وسبق أن صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في ديسمبر/كانون الأول بالقول: "إذا كانت هناك أي منطقة عازلة مقترحة داخل غزة، فسيكون ذلك انتهاكاً لمبدأ الحفاظ على أراضي القطاع وهو أمر نعارضه".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة كانت واضحة في "معارضتنا للتهجير القسري للناس"، مضيفاً في الوقت ذاته أنه "من المناسب اتخاذ إجراءات أمنية حتى يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى منازلهم في الجنوب". وأردف: "لكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة، فإننا نبقى واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الولايات المتحدة بأن المنطقة العازلة التي يتم بناؤها داخل غزة ليست سوى مكان أمني مؤقت للقضاء على مواقع إطلاق النار التابعة لحماس بالقرب من الحدود.

لكن المتحدث الإسرائيلي كونريكوس قال للصحيفة إنه يتوقع أن يستمر تطبيق المنطقة العازلة طالما كانت هناك جماعات مسلحة موجودة في غزة.

وفي السياق نفسه، قال باسل الصوراني، مسؤول المناصرة في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، للصحيفة، إن المنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل قبل الحرب كانت تشمل أكثر من 40% من الأراضي الزراعية في غزة، وهو ما منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم لأكثر من عقد من الزمن. وفي عام 2006 سمح لهم باتفاق توسط فيه الصليب الأحمر الدولي بالعودة إلى أراضيهم.

وأضاف: "الآن مع هذه المنطقة العازلة التي يبلغ طولها كيلومترًا واحدًا يتحدثون عنها، وأنا متأكد من أنها أكثر من ذلك، ماذا سنفعل؟"، مشيراً إلى أن مزرعة عائلته، التي تضم حوالي 10.000 شجرة زيتون وتقع على بعد حوالي ميل ونصف من الحدود، تم تجريفها بالفعل، "ولم يبق فيها غصن زيتون".

المساهمون