هل يستغل بايدن إصابة ترامب بفيروس كورونا للفوز بالرئاسيات؟

هل يستغل بايدن إصابة ترامب بفيروس كورونا للفوز بالرئاسيات؟

02 أكتوبر 2020
أوراق ترامب الانتخابية تختلط (مانديل نغان/ فرانس برس)
+ الخط -

حمل إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بخصوص إصابته بفيروس كورونا أخباراً غير سارة لحملته الانتخابية، وذلك قبل 32 يوماً على إجراء الاقتراع الرئاسي، لا سيما أنه جعل من التخفيف من خطورة الوباء أحد أبرز مواقفه طيلة الأشهر الماضية.
وكما هوت أسهم البورصة مباشرة بعد إعلان ترامب دخوله فترة حجر صحي، ألقى ذلك تساؤلات جدية حول إمكانية استفادة غريمه الديمقراطي، جو بايدن، من مرض الرئيس لكسب مزيد من أصوات الناخبين، وذلك في ظل السجل غير المقنع لترامب في التعامل مع مرض كوفيد 19، وتشكيكه في الاحتياطات التي يوصي بها الخبراء لتجنب العدوى.
وأعلن ترامب، اليوم الجمعة، إصابته وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، وذلك بعد ساعات على إعلانه دخولهما الحجر الصحي بعد ثبوت إصابة مساعدة له بالفيروس. وقال ترامب في تغريدة عبر "تويتر" إن نتيجة فحوصاته وزوجته جاءت موجبة، مضيفاً "سندخل الحجر الصحي ونبدأ عملية التعافي فوراً. سنتجاوز هذا معاً".

وبعد وقت قصير من تغريدة الرئيس عن نتيجة اختباره، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة إلى فلوريدا كان من المقرر أن يقوم بها الجمعة، لحضور تجمع انتخابي قبل الانتخابات التي تجري في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، وسيقتصر برنامج عمل ترامب على مكالمة هاتفية خلال منتصف النهار حول "دعم المسنين في مواجهة كوفيد-19".
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الفحص الذي أثبت إصابة ترامب بفيروس كورونا يقلب حملته الانتخابية رأسا على عقب، مشيرة إلى أن كبار مستشاريه والخبراء بحملته يقولون إنه سيواجه لحظات عصيبة مع الناخبين، نظراً لما يتسبب فيه وضعه الصحي الراهن من حالة عدم استقرار بالبلاد.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب كان أصلا يحاول اللحاق ببايدن في نتائج استطلاعات الرأي، عازية سبب تراجعه ذلك جزئيا إلى طريقته غير الموفقة في التعامل مع أزمة كورونا، ما تسبب في مشاكل يومية لا حصر لها بالنسبة للناخبين طيلة أكثر من ستة أشهر. وأضافت أن الرئيس الأميركي زاد تعقيداً من المصاعب التي واجهها من خلال غض نظره عن احتياطات الوقاية الأساسية، وأحياناً عبر التقليل من جدواها، كما هو الحال بالنسبة لوضع الكمامات الواقية، مخالفاً بذلك توصيات مستشاريه في الصحة الذين كانوا يدعون الأميركيين إلى القيام باللازم لحماية أنفسهم من الوباء.

من جانب آخر، أكدت "نيويورك تايمز" أن حظوظ ترامب الانتخابية ترتبط جزئيا بدرجة خطورة إصابته بالمرض، مستحضرة إصابة قادة آخرين في العالم بكوفيد 19، لا سيما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وعودتهم إلى ممارسة مهامهم في بلدانهم.
بيد أن الصحيفة لم تغفل عامل السن لدى ترامب، البالغ 72 عاماً، وكذا عدم انخراط أي من زعماء العالم في حملات انتخابية حاسمة لحظة إصابتهم بكورونا.

وبهذا الجانب بالذات، أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن فيروس كورونا يهدد حظوظ ترامب في تجديد ولايته الرئاسية، موضحة أن مساعديه ومستشاريه كانوا يأملون تقليص الفارق بينه وبين بايدن خلال الأسابيع المقبلة، من خلال جدول زيارات مكثف، والقول إن أزمة فيروس كورونا مرت وأصبحت شيئا من الماضي.
كذلك أوضحت "واشنطن بوست" أن ترامب دافع علنياً عن ضرورة رفع إجراءات الحجر الصحي بالكامل، وذلك رغم عدد الإصابات المرتفع، وكان يأمل أن يؤدي تحسن الاقتصاد في رفع معنويات الأميركيين وتحسين حظوظه الانتخابية جراء ذلك. غير أن الصحيفة شددت على أن رئيساً مصاباً يمكن أن يرفع المخاوف على مستوى البلاد بأكملها بشأن إعادة فتح الشركات والمدارس، وهما الأمران اللذان دافع ترامب عنهما بينما كان الفيروس ينتشر.

من جهتها، استحضرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الانتقادات الحادة التي واجهها ترامب بسبب طريقة تعامله مع أزمة كورونا، موضحة أنه طيلة عدة أشهر رفض وضع كمامة واقية في الأماكن العامة، وكرر غير مرة بأنه يتوقع نهاية الفيروس واختفاءه قريباً، وقال في وقت سابق هذا الأسبوع إن بلاده بصدد التغلب على الوباء. كما أنه لم يخف تشكيكه في آراء خبراء الصحة بإدارته، قائلا إنه يحس "مرات عديدة" بأنه يعرف أحسن منهم.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الرئيس الأميركي استأنف التجمعات الانتخابية لحشد أصوات الناخبين، بما في ذلك التجمعات داخل أماكن مغلقة، رغم تحذير خبراء الصحة الأميركيين من التجمع داخل الأماكن المغلقة، مضيفة أن ارتداء الكمامات الواقية أمر نادر حدوثه خلال تجمعاته الانتخابية.

وخلال مناظرته التلفزيونية مع غريمه الديمقراطي، وجه ترامب انتقادات له قائلا إن جو بايدن "يتحدث أحيانا خلال لقاءاته على بعد 200 قدم (نحو 60 متراً)، ويظهر وهو يضع أكبر كمامة رأيتها على الإطلاق". وبحسب "وول ستريت جورنال" فإنه في حال تدهورت الحالة الصحية للرئيس، فإنه سيكون، بحسب ما ينص عليه الدستور، مضطراً لنقل صلاحياته مؤقتا لنائبه، مايك بنس، مشيرة إلى أن ذلك حصل ثلاث مرات في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، عندما خضع الرئيسان السابقان، رونالد ريغان وجورج بوش الابن لعمليات طبية.

إلى ذلك، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أنه "كان من المؤكد أن الأخبار ستهز أمة مهزوزة بالفعل لا تزال تتصارع مع كيفية إعادة فتح أبوابها بأمان، مع تجنب المزيد من الارتفاعات المفاجئة في حالات الإصابة"، مضيفة أن البيت الأبيض لديه إمكانية الوصول إلى موارد غير محدودة تقريبًا، بما في ذلك الإمداد المستمر لاختبارات النتائج السريعة، وفشل رغم ذلك في الحفاظ على سلامة الرئيس، ما يثير تساؤلات حول كيفية تمكن بقية البلاد من حماية عمالها وطلابها والعامة، حيث يتم إعادة فتح الشركات والمدارس.

المساهمون