هل تشكل لائحة الاتهام الجديدة خطراً على حظوظ ترامب في سباق الرئاسة؟

هل تشكل لائحة الاتهام الجديدة خطراً على حظوظ ترامب في سباق الرئاسة؟

16 اغسطس 2023
الاتهامات الجديدة قد تعيق فوز ترامب (جابين بوتسفورد/Getty)
+ الخط -

يشكل صدور لائحة اتهام جديدة في ولاية جورجيا، الاثنين، بحق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحدياً جدياً أمام تطلعات ترامب للفوز في انتخابات 2024، حيث إن الفوز بهذه الولاية يعتبر محطة أساسية في الطريق نحو البيت الأبيض.

وتنقل شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، اليوم الأربعاء، عن أربعة خبراء من الحزب الجمهوري أنّ ترامب يحتاج إلى الفوز بجورجيا للعودة إلى البيت الأبيض، ولكن الاتهامات الجديدة والتي ستطغى على الأخبار خلال الشهور المقبلة قد تعرقل تعرقل فوز ترامب.

ويحتل ترامب، الذي يتباهى بازدياد شعبيته عقب كل اتهام وُجّه إليه، مكاناً متقدماً في استطلاعات الرأي للناخبين الجمهوريين على المستوى الوطني وفي الولايات الرئيسية.

وقال ثلاثة من الخبراء الاستراتيجيين إنّ عاماً آخر من التغطية الإخبارية للائحة الاتهام قد يبعد عدداً آخر من الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين عن ترامب، مع الإشارة إلى تراجع نسبة التصويت لترامب بفارق 6 نقاط في عام 2020 عنها في 2016.

"إحباط"

وكان ترامب خسر جورجيا أمام جو بايدن، الرئيس الحالي، بنحو 12000 صوت في انتخابات 2020، ولكن في انتخابات التجديد النصفي في 2022 خسر مرشح مجلس الشيوخ الذي اختاره ترامب، هيرشل ووكر، جولة الإعادة بأكثر من 100000 صوت.

وتنقل الشبكة الإخبارية عن مصدر قوله إنّ ترامب يشعر بالإحباط بشكل خاص لأنّ معظم الأشخاص الذين شهدوا ضده أمام هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة فولتون هم من الجمهوريين.

ويبقى الرهان الأهم على تأثير لوائح الاتهام الأربع على ترامب متعلقاً باهتمام الناخبين بها لا سيما أن لوائح جورجيا تقدم تحدياً جدياً حيث من المرجح أن تُبث جلسات المحاكمة على الهواء مباشرة، مع العلم أنه خلال المرات الثلاث التي استجوب ترامب فيها حتى الآن لم يتمكن الجمهور من مشاهدة مثوله أمام المحاكم.

وتشير "إن بي سي نيوز" إلى أنها سألت عدداً من الناخبين الجمهوريين عن الاتهامات بحق ترامب في ولاية أيوا، التي ستشهد بعد نحو خمسة أشهر انطلاق المؤتمرات الحزبية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري، وأجابوا بأنهم لم يتابعوا القضية ولا يعرفون سبب الاتهامات.

"الجمهوريون لا يهتمون"

وقالت جين ستوري، التي صوتت لصالح ترامب في عامي 2016 و2020 وتعتزم التصويت لصالحه مرة أخرى، عندما سُئلت عن سبب توجيه الاتهام إليه "أعتقد أنني لا أعرف حقاً. إنهم يحاولون فقط التنقيب عن الأمور لإعاقته. لا يريدونه هناك (البيت الأبيض) مرة أخرى لأنه ليس سياسياً بل رجل أعمال".

ويقول ريان لوريتزن، الذي صوّت لترامب في الانتخابات السابقة، لكنه لم يقرر بعد من سيدعم في انتخابات الجمهوريين في يناير/ كانون الثاني المقبل، إنه يعتقد أنّ "معظم الجمهوريين لا يهتمون".

وبالعودة إلى جورجيا، قالت مارثا زولر، وهي مذيعة محافظة ومعلّقة ومستشارة سابقة لبريان كيمب حاكم ولاية جورجيا الجمهوري، إنّ لائحة الاتهام كانت "مبالغاً بها"، مضيفة أنّ مستمعيها "يرون تبايناً في تطبيق القانون. وقالت زولر عن المتصلين "يشعر الناس إما أنه (ترامب) يتعرض للضغط أو أنهم لا يهتمون".

ومن جهتها، قالت تيري هاريس، (40 عاماً) مقيمة في مقاطعة ديكالب بولاية جورجيا، إنها انجذبت إلى ترامب في أعقاب لائحة الاتهام الأخيرة، وستصوت لصالحه، وقالت هاريس إن إصرار ترامب على حدوث تزوير في عام 2020 أقنعها. ويبدو أن انتقادات ترامب المستمرة للتهم جعلت ناخبين مثل هاريس يقتنعون أن الملاحقة القضائية غير عادلة.

ومثل هاريس، يقول تشانديل سمر، محامي الدفاع الجنائي، الذي صوت لصالح الديمقراطيين باستمرار، لكنه بعد الاطلاع على لوائح الاتهام يفكّر الآن في التصويت لصالح ترامب، "تعجبني قدرة ترامب على التحمّل والشخصية التي أظهرها خلال هذا الوقت العصيب للغاية، أعتقد أن ذلك سيكون مفيداً للبلد. لكنني لا أريد الالتزام بالتصويت لترامب، سأفقد الكثير من الأصدقاء".

وكانت هيئة المحلفين الكبرى في ولاية جورجيا وافقت، أول أمس الاثنين، على توجيه لائحة من عشر تهم لترامب بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020 في الولاية، وأمهلت المدعية العامة لمنطقة أتلانتا، فاني ويليس، ترامب و18 متهماً آخرين حتى 25 من أغسطس/ آب للمثول أمام المحكمة في جورجيا، وقالت إنها تريد محاكمة ترامب في غضون ستة أشهر.