هلع بمحيط "المنطقة الخضراء" في بغداد

هلع بمحيط "المنطقة الخضراء" في بغداد بعد تجدد استهداف السفارة الأميركية

19 نوفمبر 2020
مخاوف من أن تطاول الصواريخ المدنيين(علي يوسف/فرانس برس)
+ الخط -

دعا أهالي المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي تضم مبنى السفارة الأميركية، اليوم الخميس، الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها بتوفير الحماية لهم من القصف العشوائي الذي تجدد على السفارة الأميركية والذي يطاول المناطق السكنية القريبة منها، وأودى أخيراً بحياة طفلة وإصابة 5 مدنيين، الأمر الذي تسبب برعب لأهالي تلك المناطق، ما أجبر عدداً من العوائل على ترك منازلهم ليلاً خشية من الصواريخ.

وأنهت الفصائل المسلحة الموالية لإيران، الهدنة مع الجانب الأميركي، والتي كانت قد أعلنتها عقب تهديد واشنطن بغلق سفارتها ببغداد.

ووفقاً لمسؤل أمني رفيع، تحدث لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن "القوات الأمنية بدأت تنفيذ خطط ليلية لتأمين المنطقة الخضراء والمناطق القريبة منها من القصف"، مبيناً أن "الخطة تضمنت الانتشار العسكري في المناطق المؤشرة لدينا كمناطق تنشط فيها الفصائل التي تنفذ منها عمليات القصف".

وأكد أن "عمليات الانتشار الأمني وتفتيش العجلات، تستمر حتى ساعات الصباح"، مبيناً أن "التوجيهات العليا شددت على ضبط أمن السفارة والمناطق القريبة منها، لا سيما أن الأهالي يعيشون رعباً ليلاً في منازلهم، وأن عددا من العوائل بدأت بالخروج من منازلها ليلاً بسبب القصف العشوائي".

وأشار إلى أن "الخطة ستستمر حتى يتم ضبط أمن تلك المناطق".

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أكد في مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، أن الهجوم على المنطقة الخضراء يمثل هجوماً على الحكومة العراقية والشعب، مؤكداً أن الحكومة مصرة على محاربة الجهات التي تهاجم المؤسسات العراقية.
وتدافع جهات سياسية عن الفصائل المسلحة المتهمة بتنفيذ القصف، متهمة ما سمته بـ"الطرف الثالث" بالوقوف خلف القصف.

وقال النائب عن "دولة القانون" كاطع الركابي، إن "الطرف الثالث يريد تأزيم الوضع بين بعض الجهات والحكومة الأميركية، وكذلك مع الحكومة العراقية، التي هي في حرج كبير بسبب عمليات القصف الصاروخي على السفارة".

وشدد في تصريح صحافي، على أنه "حتى الجهات التي يمكن أن يشتبه بتنفيذها القصف قد نفت وقوفها خلفه، الأمر الذي يؤكد وجود الطرف الثالث"، معتبراً أن "تشكيل اللجان التحقيقية لمتابعة الجهات التي تنفذ القصف، بأنها مجرد تذويب للحقائق وتسويف لها، ولا نأمل بكشف أي حقيقة بشأن ذلك".

من جهتهم، حمل أهالي منطقة الكرادة القريبة من المنطقة الخضراء، الحكومة مسؤولية توفير الحماية لهم من القصف الذي أحال حياتهم ليلاً إلى قلق دائم وقال أبو فراس، وهو أحد أهالي المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن "هاجس الخوف من سقوط صاروخ أو قذيفة هاون بأي لحظة عاد مجدداً، ولو كانت هناك إمكانية مادية لغادرنا للعيش في منطقة أخرى".

وتابع: "ناشدنا الحكومة والجهات الأمنية بحمايتنا، إلا أننا لا نثق بإجراءاتهم إذ لم نتلمس شيئاً عمليا سوى الوعود"، مبيناً أن "عدداً من العوائل التي تمتلك بديلاً غادرت فعلاً منازلها بسبب الصواريخ وبسبب أنشطة الجماعات المسلحة المستمرة حول المنطقة الخضراء".

بدوره، قال أحمد حسين ويعمل محرر عرائض في محكمة الكرادة القريبة من المنطقة الخضراء لـ"العربي الجديد"، إن مناطقهم انتزعت منها الاستقرار ليس بسبب الصواريخ فقط بل بتهديدات الجماعات المسلحة المستمرة وتدخلهم بحياة السكان واتخاذ بعض منازل المنطقة الفارغة مقرات لهم.

وبين أن تجدد القصف سيكون له تأثير جديد في مستوى عزوف السكان على الشراء والاستقرار بالمناطق القريبة من المنطقة الخضراء عموماً.

المساهمون