هكذا اغتالت القوات الخاصة الإسرائيلية ضابطي أمن وأسيرا محررا في جنين

هكذا اغتالت القوات الخاصة الإسرائيلية ضابطي أمن وأسيراً محرراً في جنين

10 يونيو 2021
جثمانا شهيدي قوات الأمن الفلسطينية (Getty)
+ الخط -

بعد نحو أكثر من 5 أشهر على مطاردته، اغتالت القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، فجر اليوم الخميس، الأسير المحرر جميل العموري (24 عاماً) الذي ينتمي لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، بالتزامن مع اغتيال ضابطي أمن يعملان في المقر الرئيس للاستخبارات الفلسطينية في جنين.

مطلع العام الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الشاب جميل العموري في مخيم جنين ولم يكن متواجدًا في المنزل، لتبدأ قوات الاحتلال بعدها بمطاردته، بحسب مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد".

ووفق مصادر محلية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الشاب جميل العموري كان برفقة صديق له يستقلان مركبتهما في شارع الناصرة شمال مدينة جنين، حينها تفاجآ بسيارة تقل قوة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وفرا من المكان، لتلاحقهما تلك القوة مئات الأمتار، وحين وصولهما إلى مكان قريب من الباب الرئيس لمدخل مقر جهاز الاستخبارات الفلسطينية، أطلقت قوة الاحتلال الخاصة "المستعربون" الرصاص بشكل مباشر عليهما من مسافة تقدر بنحو 3 أمتار، ما أدى لإصابتهما بجروح خطرة، ويعتقد أن العموري استشهد على الفور بسبب كمية الدماء النازفة التي وجدت على الأرض، أما صديقه وسام فأصيب وتم اعتقالهما.

وتابعت المصادر أن قوات الاحتلال الخاصة، وحين إطلاقها الرصاص بشكل مباشر باتجاه مقر الاستخبارات، رد عناصر الأمن الفلسطيني على القوة بالرصاص، فحدث اشتباك مسلح لدقائق أطلقت خلاله تلك القوة الإسرائيلية الرصاص على الأمن الفلسطيني بشكل مباشر ومن مسافة الصفر، ما أدى لاستشهاد الضابطين أدهم ياسر عليوي (23 عاماً) من قرية زواتا غرب نابلس شمال الضفة، وتيسير محمود عيسة (33 عاماً) من قرية صانور جنوب جنين كما أصيب زميل ثالث لهما بجروح.

المصادر ذاتها أشارت إلى أن كمية الدماء التي نزفت من الشاب العموري وصديقه وسام، تشير إلى استشهاده على الفور وأن ما جرى هو عملية اغتيال لهما بدم بارد وليست عملية اعتقال، فيما كان في منطقة تواجد قوات الاحتلال آثار دماء، وهو ما يشير إلى إمكانية وقوع إصابات في صفوف قوات الاحتلال.

وتوضح المصادر أن القوات الخاصة الإسرائيلية بقيت في المكان أمام مقر الاستخبارات العسكرية في جنين إلى حين اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال المكان ومعها سيارات إسعاف عسكرية، ثم جرى اعتقال جميل العموري وصديقه ومعهما السيارة التي كانا يستقلانها، وأعلن لاحقًا عن استشهاد جميل.

مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال أبلغت بشكل رسمي عائلة العموري باستشهاد ابنها بعد وقت قصير من اعتقاله، ولا تزال تواصل احتجاز جثمانه، وأن العائلة تواصلت مع الارتباط الفلسطيني في محاولة لتسليم جثمانه لكن لم يحدث أي جديد بهذا الشأن.

وأشارت المصادر إلى أن استشهاد جميل جاء بعد نحو خمسة شهور على مطاردته، علماً بأنه أسير محرر مكث سنة في سجون الاحتلال قبل نحو عامين، كما أن عم الشهيد محكوم بالسجن المؤبد وهو الأسير شادي العموري.

أما في ما يتعلق بقضية استشهاد عناصر الأمن الفلسطيني، فقد أوضح العقيد طالب صلاحات، مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في محافظة جنين، خلال حديثه مع تلفزيون فلسطين الرسمي، أن الشهيدين عيسة وعليوي، إضافة إلى زميلهما الجريح كانوا في مناوبة حراسة ليلية عندما باغتتهم قوة من جيش الاحتلال كانت ترتدي زيا مدنيا وتتواجد في سيارة مدنية، فأطلقت تجاههم النار، ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة الثالث بجروح بالغة الخطورة.

الشهيدان عيسة وعليوي، إضافة إلى زميلهما الجريح،  كانوا في مناوبة حراسة ليلية عندما باغتتهم قوة من جيش الاحتلال كانت ترتدي زياً مدنياً وتتواجد في سيارة مدنية

وأكد صلاحات أن ما جرى يعد حدثا خطيرا، ويدل على وحشية الاحتلال وإجرامه بحق أبناء الشعب الفلسطيني من العسكريين والمدنيين، إذ إنه لا يفرق بينهما، وهو ينظر للشعب نظرة عدائية ويتصرف بشكل إجرامي بحقه.

وادعى الاحتلال أن المطلوبين كانا متواجدين بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وكون القوة التي دخلت جنين من المستعربين، فيما لم يتم إبلاغ السلطة الفلسطينية بعملية الاقتحام للمدينة، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"

وتابعت الصحيفة العبرية، وفق ادعاءات الجيش الإسرائيلي، أنه خلال قيام القوة بترك المكان أطلقت عليها نيران مكثفة، وتم رصد مصدر النيران، وهم عناصر الأمن الفلسطيني الذين لم يعرفوا على ما يبدو أن القوة إسرائيلية، فردت القوة الإسرائيلية بإطلاق النار، وقتلت اثنين منهم.

وعم الإضراب والحداد الشامل مدينة جنين، استنكارا لجريمة قتل الشبان الثلاثة. ووسط أجواء غضب واضحة، شيع آلاف الفلسطينيين في مدينتي نابلس وجنين جثماني الشهيدين أدهم عليوي، وتيسير عيسة، وبعد وصول الشهيد عليوي من جنين إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، حمله المشيعون على الأكتاف وجابوا به شوارع المدينة، ثم انتقلوا به إلى مسقط رأسه في قرية زواتا غرب نابلس، حيث ووري الثرى بعد الصلاة عليه في مسجد القرية، فيما لف الشهيد بالعلم الفلسطيني ووضعت عليه قطعة السلاح التي كان يحملها خلال عمله في الجهاز الأمني.

وقالت والدته خلال وداعه إنها فخورة بنجلها الشهيد، وإنها قدمته فداء لفلسطين والأقصى، "ومستعدة لتقديم كل أولادها شهداء في سبيل تحرير الوطن"، وعلت الهتافات والتكبيرات، حيث طالب المشيعون بتصعيد المقاومة ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وفي جنين، نقل جثمان الشهيد عيسة بمركبات الإسعاف إلى مسقط رأسه قرية صانور جنوب جنين، حيث كان الآلاف من أبناء القرية والبلدات المجاورة بانتظاره، وحملوه على الأكتاف وجابوا به شوارع القرية.

وردد المشاركون الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال، والداعية إلى الوحدة الوطنية لمواجهتها، علما أن الشهيد عيسة متزوج منذ عام وزوجته حامل، وستنجب مولودها خلال الأيام المقبلة.

المساهمون