هكذا احتفل الجزائريون بذكرى الاستقلال الـ61

الجزائريون بذكرى الاستقلال الـ61 ينشدون: يا فرنسا قد مضى وقت العتاب

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
05 يوليو 2023
+ الخط -

احتفل الجزائريون، اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ61 للاستقلال، بفاعليات احتفائية وثقافية وفنية عمت البلاد، مستعيدة نضالات الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، ومؤكدة ضرورة تعزيز الصف الداخلي في ظل تصاعد التوتر مع باريس.

رغم الجدل الذي أثارته إعادة مقطع كان محذوفاً منذ عام 2007 إلى النشيد الوطني الجزائري يتضمن إشارة إلى فرنسا، أنشد الجزائريون خلال احتفالهم بالاستقلال "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب".

وشهدت العاصمة الجزائر احتفالات رسمية، حيث وضع الرئيس عبد المجيد تبون إكليلاً من الورود على مقام الشهيد في أعالي العاصمة.

كذلك دشّن تبون بهذه المناسبة عدداً من المرافق الخدمية والبنى التحتية، بينها مستشفى لمعالجة الحروق وملاعب رياضية ومحطات تحلية المياه.

وأبرز ما حمله إعلان تبون بذكرى الاستقلال الـ61 هو قانون المالية الذي سيتضمن إعفاء ضريبياً بنسبة 80 بالمائة للشركات التي تنشط في مجال تحلية مياه البحر.

وضجت شوارع الجزائر بالاحتفالات شعبية التي شاركت فيها فرق الكشافة وفرق الفولكلور الشعبي، بينما سارت مسيرات إلى مقابر الشهداء للترحم عليهم.

وفي السياق، لفت قائد الكشافة بولاية عنابة شرقي الجزائر فاتح عادل، "العربي الجديد"، إلى أن "الاحتفال بعيد الاستقلال هو مناسبة يتم التحضير لها قبل فترة لمقامها الكبير، وبالنسبة لأفواج الكشافة هي فرصة لتعليم الناشئة، سواء من الكشافة أو من الشباب، القيم التاريخية وضرورة احترام أرواح الشهداء والحفاظ على الاستقلال".

الصورة
احتفالات الجزائر/سياسة/العربي الجديد
احتفالات شعبية بذكرى الاستقلال (العربي الجديد)

ومساء أمس الثلاثاء، شهدت العاصمة استعراضاً شعبياً شاركت فيه فرق الخيالة وسيارات قديمة تعود إلى فترة ثورة التحرير، وعرضت أوبريت تاريخية في الهواء الطلق.

وخلال منتصف الليلة الماضية أطلقت الألعاب النارية ورفع العلم الوطني في كل البلدات وقرئت الفاتحة على أرواح الشهداء والمقاومين.

وفي وسط العاصمة الجزائرية تجمع الآلاف لمشاهدة فعاليات منتصف الليل، حيث عزف النشيد الوطني بمقاطعه الخمسة، وكان لافتاً تفاعل الحاضرين مع المقطع المثير للجدل في النشيد الذي يتوعّد فرنسا بالحساب "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب".

من جهته، قال المحلل السياسي عبد القادر حدوش لـ"العربي الجديد" إن "الاحتفال بعيد الاستقلال في الجزائر هذا العام متميز على صعيد المناخ السياسي الداخلي والإقليمي، خاصة على صعيد العلاقة مع باريس التي دخلت مرحلة أخرى من التوتر السياسي".

ولفت في حديثه إلى أنه "يمكننا ملاحظة أن المسألة التاريخية حاضرة دائماً في مركز التوترات السياسية بين البلدين، ما لم تتم معالجة القضايا الخلافية القائمة بشكل يرضي الجانب الجزائري".

وتأتي احتفالات ذكرى الاستقلال هذا العام في ظل تصاعد المناكفة السياسية بين الجزائر وفرنسا، حول قضايا سياسية وتاريخية، كان آخرها الجدل حول قضية المقطع الثالث في النشيد الوطني الجزائري، والذي خلف سلسلة من التصريحات والتصريحات المضادة بين وزيري خارجية البلدين، أحمد عطاف وكاثرين كولونا، والنقاشات في البرلمان البلدين حول المسألة.

وفي الثالث يوليو/ تموز 1962 أجري استفتاء شعبي في الجزائر، بعد مفاوضات عسيرة بين قيادة ثورة التحرير الجزائرية وسلطات الاستعمار الفرنسي لتقرير مصير الشعب الجزائري، أفضى إلى الاستقلال.

وتقرر إعلان الاستقلال في الخامس من يوليو 1962، بعد 132 عاماً من الاحتلال الفرنسي الذي واجهه الشعب الجزائري بسلسلة من المقاومات الشعبية حتى اندلاع ثورة أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 والتي دامت سبع سنوات.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.